الرسم العثمانيأَمْ يَقُولُونَ افْتَرٰىهُ ۖ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِۦ مُفْتَرَيٰتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صٰدِقِينَ
الـرسـم الإمـلائـياَمۡ يَقُوۡلُوۡنَ افۡتَـرٰٮهُ ؕ قُلۡ فَاۡتُوۡا بِعَشۡرِ سُوَرٍ مِّثۡلِهٖ مُفۡتَرَيٰتٍ وَّ ادۡعُوۡا مَنِ اسۡتَطَعۡتُمۡ مِّنۡ دُوۡنِ اللّٰهِ اِنۡ كُنۡتُمۡ صٰدِقِيۡنَ
تفسير ميسر:
بل أيقول هؤلاء المشركون من أهل "مكة"; إن محمدًا قد افترى هذا القرآن؟ قل لهم; إن كان الأمر كما تزعمون فأتوا بعشر سور مثله مفتريات، وادعوا من استطعتم من جميع خلق الله ليساعدوكم على الإتيان بهذه السور العشر، إن كنتم صادقين في دعواكم.
ثم بين تعالى إعجاز القرآن وأنه لا يستطيع أحد أن يأتي بمثله ولا بعشر سور مثله ولا بسورة من مثله لأن كلام الرب تعالى لا يشبه كلام المخلوقين كما أن صفاته لا تشبه صفات المحدثات. وذاته لا يشبهها شيء تعالى وتقدس وتنزه لا إله إلا هو ولا رب سواه.
أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات " أم " بمعنى بل ، وقد تقدم في " يونس " أي قد أزحت علتهم وإشكالهم في نبوتك بهذا القرآن ، وحججتهم به ; فإن قالوا ; افتريته - أي اختلقته - فليأتوا بمثله مفترى بزعمهم .وادعوا من استطعتم من دون الله أي من الكهنة والأعوان .
القول في تأويل قوله تعالى ; أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (13)قال أبو جعفر; يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ; كفاك حجةً على حقيقة ما أتيتهم به، ودلالةً على صحة نبوّتك ، هذا القرآن ، من سائر الآيات غيره، إذ كانت الآيات إنما تكون لمن أعطيها دلالة على صدقه، لعجز جميع الخلق عن أن يأتوا بمثلها. وهذا القرآن ، جميع الخلق عَجَزَةٌ عن أن يأتوا بمثله، (1) فان هم قالوا; " افتريته "، أي ; اختلقته وتكذَّبته. (2)* * *، ودلّ على أن معنى الكلام ما ذكرنا ، قوله; (أم يقولون افتراه) إلى آخر الآية. ويعني تعالى ذكره بقوله; (أم يقولون افتراه) ، أي ; أيقولون افتراه ؟* * *، وقد دللنا على سبب إدخال العرب " أم " في مثل هذا الموضع . (3)* * *، فقل لهم; يأتوا بعشر سُور مثل هذا القرآن " مفتريات "، يعني مفتعلات مختلقات، إن كان ما أتيتكم به من هذا القرآن مفترًى ، وليس بآية معجزةٍ كسائر ما سُئلته من الآيات، كالكنـز الذي قلتم; هَلا أنـزل عليه ؟ أو الملك الذي قلتم; هلا جاء معه نذيرًا له مصدقًا ! فإنكم قومي ، وأنتم من أهل لساني، وأنا رجل منكم، ومحال أن أقدر أخلق وحدي مائة سورة وأربع عشرة سورة، ولا تقدروا بأجمعكم أن تفتروا وتختلقوا عشر سور مثلها، ولا سيما إذا استعنتم في ذلك بمن شئتم من الخلق.يقول جل ثناؤه; قل لهم; وادعوا من استطعتم أن تدعوهم من دون الله ، يعني سوى الله، لا افتراء ذلك واختلاقه من الآلهة، فإن أنتم لم تقدروا على أن تفتروا عشر سور مثله، فقد تبين لكم أنكم كذبةٌ في قولكم ; (افتراه)، وصحّت عندكم حقيقة ما أتيتكم به أنه من عند الله. ولم يكن لكم أن تتخيروا الآيات على ربكم، وقد جاءكم من الحجة على حقيقة ما تكذبون به أنه من عند الله ، مثل الذي تسألون من الحجة وترغبون أنكم تصدِّقون بمجيئها.* * *وقوله; (إن كنتم صادقين)، لقوله; (فأتوا بعشر سور مثله) ، وإنما هو; قل ; فأتوا بعشر سور مثله مفتريات ، إن كنتم صادقين أن هذا القرآن افتراه محمد ، وادعوا من استطعتم من دون الله على ذلك ، من الآلهة والأنداد.18008- حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين، قال، حدثني حجاج، عن ابن جريح; ( أم يقولون افتراه) ، قد قالوه ، (قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات). وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ ، قال; يشهدون أنها مثله ، هكذا قال القاسم في حديثه. (4)-------------------------الهوامش ;(1) في المطبوعة ; " جميع الخلق عجزت " ، غير ما في المخطوطة ، فأفسد الكلام إفسادًا .(2) انظر تفسير " الافتراء " فيما سلف من فهارس اللغة ( فرى ) .(3) انظر تفسير " أم " فيما سلف 2 ; 492 / 3 ; 97 / ثم 14 ; 165 ، تعليق ; 1 ، والمراجع هناك .(4) يعني أنه قال ; " وادعوا شهداءكم " ، وإن لم يكن ذلك في هذه الآية ، بل هو في غيرها ، وهي آية سورة البقرة ; 23 ;( وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) .
{ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ } أي: افترى محمد هذا القرآن؟ فأجابهم بقوله: { قُلْ } لهم { فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } أنه قد افتراه ، فإنه لا فرق بينكم وبينه في الفصاحة والبلاغة، وأنتم الأعداء حقا، الحريصون بغاية ما يمكنكم على إبطال دعوته، فإن كنتم صادقين، فأتوا بعشر سور مثله مفتريات.
(أم) هي المنقطعة بمعنى بل والهمزة
(يقولون) مضارع مرفوع.. والواو فاعلـ (افترى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف و (الهاء) ضمير مفعول به، والفاعل هو (قل) فعل أمر، والفاعل أنت
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر يفسّره الشرط الآتي
(ائتوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعلـ (بعشر) جارّ ومجرور متعلّق بـ (ائتوا) ،
(سور) مضاف إليه مجرور
(مثل) نعت لعشر مجرور و (الهاء) ضمير مضاف إليه
(مفتريات) نعت لعشر مجرور ،
(الواو) عاطفة
(ادعوا) مثل ائتوا
(من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به
(استطعتم) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (تم) ضمير فاعلـ (من دون) جارّ ومجرور حال من العائد المحذوف
(الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور
(إن) حرف شرط جازم
(كنتم) فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط. والضمير
(تم) في محلّ رفع اسم كان
(صادقين) خبر كنتم منصوب وعلامة النصب الياء.
جملة: «يقولون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «افتراه» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «ائتوا....» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن كنتم صادقين في ما تدّعون فأتوا بعشر....وجملة: «ادعوا ... » معطوفة على جملة ائتوا.
وجملة: «استطعتم ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (من) .
وجملة: «كنتم صادقين» لا محلّ لها صلة الموصولـ (من) .
وجملة: «كنتم صادقين......» لا محلّ لها استئنافيّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه الكلام المتقدّم.
- القرآن الكريم - هود١١ :١٣
Hud11:13