الرسم العثمانيأُولٰٓئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوٓا أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ
الـرسـم الإمـلائـياُولٰٓٮِٕكَ الَّذِيۡنَ خَسِرُوۡۤا اَنۡفُسَهُمۡ وَضَلَّ عَنۡهُمۡ مَّا كَانُوۡا يَفۡتَرُوۡنَ
تفسير ميسر:
أولئك الذين خسروا أنفسهم بافترائهم على الله، وذهب عنهم ما كانوا يفترون من الآلهة التي يدَّعون أنها تشفع لهم.
أي خسروا أنفسهم لأنهم أدخلوا نارا حامية فهم معذبون فيما لا يفتر عنهم من عذابها طرفة عين كما قال تعالى "كلما خبت زدناهم سعيرا" "وضل عنهم" أي ذهب عنهم "ما كانوا يفترون" من دون الله من الأنداد والأصنام فلم تجد عنهم شيئا بل ضرتهم كل الضرر كما قال تعالى "إذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين" وقال تعالى "واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا" وقال الخليل لقومه "إنما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا ومأواكم النار وما لكن من ناصرين" وقوله "إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب إلى غير ذلك من الآيات الدالة على خسرهم ودمارهم.
قوله تعالى ; أولئك الذين خسروا أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترونقوله تعالى ; أولئك الذين خسروا أنفسهم ابتداء وخبر .وضل عنهم ما كانوا يفترون أي ضاع عنهم افتراؤهم وتلف .
القول في تأويل قوله تعالى ; أُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (21)قال أبو جعفر ; يقول تعالى ذكره; هؤلاء الذين هذه صفتهم، هم الذين غبنوا أنفسهم حظوظها من رحمة الله (5) ، (وضل عنهم ما كانوا يفترون) ، وبطل كذبهم وإفكهم وفريتهم على الله ، (6) بادعائهم له شركاء، فسلك ما كانوا يدعونه إلهًا من دون الله غير مسلكهم، وأخذ طريقًا غير طريقهم، فضَلّ عنهم، لأنه سلك بهم إلى جهنم، وصارت آلهتهم عدمًا لا شيء، لأنها كانت في الدنيا حجارة أو خشبًا أو نحاسًا ، أو كان لله وليًّا، فسلك به إلى الجنة، وذلك أيضًا غير مسلكهم، وذلك أيضًا ضلالٌ عنهم.-----------------------------الهوامش ;(5) انظر تفسير " الخسران " فيما سلف من فهارس اللغة ( خسر ) .(6) انظر تفسير " الضلال " و " الافتراء " فيما سلف من فهارس اللغة ( ضلل ) ، ( فرى ) .
{ أُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ } حيث فوتوها أعظم الثواب، واستحقوا أشد العذاب، { وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ } أي: اضمحل دينهم الذي يدعون إليه ويحسنونه، ولم تغن عنهم آلهتهم التي يعبدون من دون الله لما جاء أمر ربك.
(أولئك الذين) مبتدأ وخبر- وقد مرّ إعرابهما -،
(خسروا) مثل كذبوا ،
(أنفس) مفعول به منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه
(الواو) عاطفة
(ضلّ) فعل ماض
(عن) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (ضلّ) بتضمينه معنى غابـ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به، والعائد محذوف
(كانوا يفترون) مثل كانوا يستطيعون .
جملة: «أولئك الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «خسروا ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) .وجملة: «ضلّ.. ما كانوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «كانوا يفترون» لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما) .
وجملة: «يفترون» في محلّ نصب خبر كانوا.
- القرآن الكريم - هود١١ :٢١
Hud11:21