الرسم العثمانيمَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمٰى وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ ۚ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ
الـرسـم الإمـلائـيمَثَلُ الۡفَرِيۡقَيۡنِ كَالۡاَعۡمٰى وَالۡاَصَمِّ وَالۡبَـصِيۡرِ وَالسَّمِيۡعِ ؕ هَلۡ يَسۡتَوِيٰنِ مَثَلًا ؕ اَفَلَا تَذَكَّرُوۡنَ
تفسير ميسر:
مثل فريقَي الكفر والإيمان كمثل الأعمى الذي لا يرى والأصم الذي لا يسمع والبصير والسميع; ففريق الكفر لا يبصر الحق فيتبعه، ولا يسمع داعي الله فيهتدي به، أما فريق الإيمان فقد أبصر حجج الله وسمع داعي الله فأجابه، هل يستوي هذان الفريقان؟ أفلا تعتبرون وتتفكرون؟
فقال "مثل الفريقين" أي الذين وصفهم أولا بالشقاء والمؤمنين بالسعادة فأولئك كالأعمى والأصم وهؤلاء كالبصير والسميع فالكافر أعمى عن وجه الحق في الدنيا والآخرة لا يهتدي إلى خير ولا يعرفه أصم عن سماع الحجج فلا يسمع ما ينتفع به "ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم" الآية وأما المؤمن ففطن ذكي لبيب بصير بالحق يميز بينه وبين الباطل فيتبع الخير ويترك الشر سميع للحجة يفرق بينها وبين الشبهة فلا يروج عليه باطل فهل يستوي هذا وهذا؟ "أفلا تذكرون" أفلا تعتبرون فتفرقون بين هؤلاء وهؤلاء كما قال في الآية الأخري "لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون" وكقوله "وما يستوي الأعمي والبصير ولا الظلمات ولا النور ولا الظل ولا الحور وما يستوي الأحياء ولا الأموات إن الله يسمع من يشاء وما أنت بمسمع من في القبور إن أنت إلا نذير إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا وإن من أمة إلا خلا فيها نذير".
قوله تعالى ; مثل الفريقين كالأعمى والأصم والبصير والسميع هل يستويان مثلا أفلا تذكرونقوله تعالى ; مثل الفريقين ابتداء ، والخبر " كالأعمى " وما بعده . قال الأخفش ; أي كمثل الأعمى . النحاس ; التقدير مثل فريق الكافر كالأعمى والأصم ، ومثل فريق المؤمن كالسميع والبصير ; ولهذا قال ; هل يستويان فرد إلى الفريقين وهما اثنان ، روي معناه عن قتادة وغيره . قال الضحاك ; الأعمى والأصم مثل للكافر ، والسميع والبصير مثل للمؤمن . وقيل ; المعنى هل يستوي الأعمى والبصير ، وهل يستوي الأصم والسميع . " مثلا " منصوب على التمييز . أفلا تذكرون في الوصفين وتنظرون .
القول في تأويل قوله تعالى ; مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالأَعْمَى وَالأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلا أَفَلا تَذَكَّرُونَ (24)قال أبو جعفر; يقول تعالى ذكره; مثل فريقي الكفر والإيمان كمثل الأعمى الذي لا يرى بعينه شيئًا ، والأصم الذي لا يسمع شيئًا ، فكذلك فريق الكفر لا يبصر الحق فيتبعه ويعمل به، لشغله بكفره بالله ، وغلبة خذلان الله عليه، لا يسمع داعي الله إلى الرشاد، فيجيبه إلى الهدى فيهتدي به، فهو مقيمٌ في ضلالته، يتردَّد في حيرته. والسميع والبصير فذلك فريق الإيمان ، (11) أبصر حجج الله، وأقر بما دلت عليه من توحيد الله ، والبراءة من الآلهة والأنداد ، ونبوة الأنبياء عليهم السلام ، وسمعَ داعي الله فأجابه وعمل بطاعة الله، كما;18102- حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال ، حدثنا حجاج، عن ابن جريج قال، قال ابن عباس; (مثل الفريقين كالأعمى والأصم والبصير والسميع) ، قال; " الأعمى " و " الأصم "; الكافر ، و " البصير " و " السميع " ، المؤمن18103- حدثني المثنى قال ، حدثنا أبو حذيفة قال ، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد; (مثل الفريقين كالأعمى والأصم والبصير والسميع) ، الفريقان الكافران، والمؤمنان، فأما الأعمى والأصم فالكافران، وأما البصير والسميع فهما المؤمنان.18104- حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد، عن قتادة; (مثل الفريقين كالأعمى والأصم والبصير والسميع) ، الآية، هذا مثلٌ ضربه الله للكافر والمؤمن، فأما الكافر فصم عن الحق، فلا يسمعه، وعمي عنه فلا يبصره. وأما المؤمن فسمع الحق فانتفع به ، وأبصره فوعاه وحفظه وعمل به.* * *يقول تعالى; (هل يستويان مثلا) ، يقول; هل يستوي هذان الفريقان على اختلاف حالتيهما في أنفسهما عندكم أيها الناس؟ فإنهما لا يستويان عندكم، فكذلك حال الكافر والمؤمن لا يستويان عند الله ، (أفلا تذكرون) ، يقول جل ثناؤه; أفلا تعتبرون أيها الناس وتتفكرون، ، فتعلموا حقيقة اختلاف أمريهما، فتنـزجروا عما أنتم عليه من الضلال إلى الهدى ، ومن الكفر إلى الإيمان؟* * *، فالأعمى والأصم ، والبصير والسميع ، في اللفظ أربعة، وفي المعنى اثنان. ولذلك قيل; (هل يستويان مثلا) .وقيل; ( كالأعمى والأصم ) ، والمعنى; كالأعمى الأصمّ، وكذلك قيل (والبصير والسميع)، ، والمعنى; البصير السميع، كقول القائل; " قام الظريف والعاقل "، وهو ينعت بذلك شخصًا واحدًا.---------------------الهوامش ;(11) في المخطوطة والمطبوعة ; " فكذلك فريق الإيمان " ، وكأن الصواب ما اثبت .
{ مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ } أي: فريق الأشقياء، وفريق السعداء. { كَالْأَعْمَى وَالْأَصَمِّ } هؤلاء الأشقياء، { وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ } مثل السعداء. { هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا } لا يستوون مثلا، بل بينهما من الفرق ما لا يأتي عليه الوصف، { أَفَلَا تَذَكَّرُونَ } الأعمال، التي تنفعكم، فتفعلونها، والأعمال التي تضركم، فتتركونها.
(مثل) مبتدأ مرفوع
(الفريقين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء
(كالأعمى) جارّ ومجرور خبر المبتدأ على حذف مضاف أي كمثل الأعمى، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف
(الأصمّ) معطوف على الأعمى بالواو مجرور ومثله
(البصير) على حذف مضاف أي مثل البصير، مجرور
(السميع) معطوفة على البصير بالواو مجرور
(هل) حرف استفهام للإنكار
(يستويان) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون..
و (الألف) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعلـ (مثلا) تمييز منصوبـ (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ
(الفاء) عاطفة
(لا) نافية
(تذكّرون) مضارع مرفوع وحذف منه إحدى التاءين.. والواو فاعل.
جملة: «مثل الفريقين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «هل يستويان ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «تذكّرون» لا محلّ لها معطوفة على جملة مستأنفة مقدّرة أي أجهلتم فلا تذكّرون.
- القرآن الكريم - هود١١ :٢٤
Hud11:24