قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُم بِهِ اللَّهُ إِن شَآءَ وَمَآ أَنتُم بِمُعْجِزِينَ
قَالَ اِنَّمَا يَاۡتِيۡكُمۡ بِهِ اللّٰهُ اِنۡ شَآءَ وَمَاۤ اَنۡتُمۡ بِمُعۡجِزِيۡنَ
تفسير ميسر:
قال نوح لقومه; إن الله وحده هو الذي يأتيكم بالعذاب إذا شاء، ولستم بفائتيه إذا أراد أن يعذبكم؛ لأنه سبحانه لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.
أي إنما الذي يعاقبكم ويعجلها لكم الله الذي لا يعجزه شيء.
قوله تعالى ; قال إنما يأتيكم به الله إن شاء أي إن أراد إهلاككم عذبكم .وما أنتم بمعجزين أي بفائتين . وقيل ; بغالبين بكثرتكم ; لأنهم أعجبوا بذلك ; كانوا ملئوا الأرض سهلا وجبلا على ما يأتي .
القول في تأويل قوله تعالى ; قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُمْ بِهِ اللَّهُ إِنْ شَاءَ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (33)قال أبو جعفر; يقول تعالى ذكره; قال نوح لقومه حين استعجلوه العذاب; يا قوم ، ليس الذي تستعجلون من العذاب إليّ، إنما ذلك إلى الله لا إلى غيره، هو الذي يأتيكم به إن شاء ، (وما أنتم بمعجزين) ، يقول; ولستم إذا أراد تعذيبكم بمعجزيه، أي بفائتيه هربًا منه ، لأنكم حيث كنتم في ملكه وسلطانه وقدرته ، حكمهُ عليكم جارٍ (2) .----------------------الهوامش ;(2) انظر تفسير " الإعجاز " فيما سلف ص ; 286 ، تعليق ; 1 ، والمراجع هناك .
ولهذا عدلوا - من جهلهم وظلمهم - إلى الاستعجال بالعذاب، وتعجيز الله، ولهذا أجابهم نوح عليه السلام بقوله: { إِنَّمَا يَأْتِيكُمْ بِهِ اللَّهُ إِنْ شَاءَ } أي: إن اقتضت مشيئته وحكمته، أن ينزله بكم، فعل ذلك. { وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ } لله، وأنا ليس بيدي من الأمر شيء.
(قال) فعل ماض، والفاعل هو (إنّما) كافّة ومكفوفة
(يأتي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء و (كم) ضمير مفعول به
(الباء) حرف جرّ
(الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (يأتي) ،
(الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع
(إن) حرف شرط
(شاء) فعل ماض في محلّ جزم فعل الشرط، والفاعل هو، والمفعول محذوف أي شاء تعجيله لكم
(الواو) واو الحالـ (ما) نافية عاملة عمل ليس
(أنتم) ضمير منفصل في محلّ رفع اسم ما
(الباء) حرف جرّ زائد زيد في الخبر
(معجزين)منصوب محلا، مجرور لفظا وعلامة الجرّ الياء.
جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «يأتيكم به الله» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «إن شاء ... » لا محلّ لها اعتراضيّة، وجواب الشرط محذوف أي فإنّ أمره إلى الله.
وجملة: «ما أنتم بمعجزين» في محلّ نصب حال من ضمير الخطاب في يأتيكم.
(الواو) عاطفة
(لا) نافية
(ينفع) مضارع مرفوع و (كم) ضمير مفعول به
(نصحي) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء.. و (الياء) مضاف إليه
(إن أردت) مثل إن شاء.. و (التاء) فاعلـ (أن) حرف مصدريّ ونصبـ (أنصح) مضارع منصوب، والفاعل أنا
(اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (أنصح) ،
(إن كان) مثل كنت،
(الله) لفظ الجلالة اسم كان مرفوع
(يريد) مثل ينفع، والفاعل هو (أن يغوي) مثل أن أنصح و (كم) مفعول به
(هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ
(ربّكم) خبر مرفوع ومضاف إليه
(الواو) عاطفة
(إلى) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (ترجعون) وهو مضارع مبني للمجهول مرفوع.. والواو نائب الفاعل.
والمصدر المؤوّلـ (أن أنصح) في محلّ نصب مفعول به عامله أردت.
والمصدر المؤوّلـ (أن يغويكم) في محلّ نصب مفعول به عامله يريد.
وجملة: «لا ينفعكم نصحي» في محلّ نصب معطوفة على جملة يأتيكم به الله.وجملة: «أردت ... » لا محلّ لها استئنافيّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: فلا ينفعكم نصحي.
وجملة: «إن كان الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه الشرط الأول وجوابه أي: إن كان الله يريد أن يغويكم فإن أردت أن أنصح لكم فلا ينفعكم نصحي .
وجملة: «أنصح ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) .
وجملة: «أن يغويكم» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) الثاني.
وجملة: «هو ربّكم» لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «ترجعون» لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة.