الرسم العثمانيإِن نَّقُولُ إِلَّا اعْتَرٰىكَ بَعْضُ ءَالِهَتِنَا بِسُوٓءٍ ۗ قَالَ إِنِّىٓ أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوٓا أَنِّى بَرِىٓءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ
الـرسـم الإمـلائـياِنۡ نَّقُوۡلُ اِلَّا اعۡتَـرٰٮكَ بَعۡضُ اٰلِهَتِنَا بِسُوۡٓءٍ ؕ قَالَ اِنِّىۡۤ اُشۡهِدُ اللّٰهَ وَاشۡهَدُوۡۤا اَنِّىۡ بَرِىۡٓءٌ مِّمَّا تُشۡرِكُوۡنَ
تفسير ميسر:
ما نقول إلا أن بعض آلهتنا أصابك بجنون بسبب نهيك عن عبادتها. قال لهم; إني أُشهد الله على ما أقول، وأُشهدكم على أنني بريء مما تشركون، مِن دون الله من الأنداد والأصنام، فانظروا واجتهدوا أنتم ومَن زعمتم من آلهتكم في إلحاق الضرر بي، ثم لا تؤخروا ذلك طرفة عين؛ ذلك أن هودًا واثق كل الوثوق أنه لا يصيبه منهم ولا من آلهتهم أذى.
"إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء" يقولون ما نظن إلا أن بعض الآلهة أصابك بجنون وخبل في عقلك بسبب نهيك عن عبادتها وعيبك لها "قال إني أشهد الله واشهدوا أني بريء مما تشركون من دونه" يقول إني بريء من جميع الأنداد والأصنام.
قوله تعالى ; إن نقول إلا اعتراك أي أصابك .بعض آلهتنا أي أصنامنا .بسوء أي ( بجنون لسبك إياها ) ، عن ابن عباس وغيره . يقال ; عراه الأمر واعتراه إذا ألم به . ومنه وأطعموا القانع والمعتر .قال إني أشهد الله أي على نفسي .واشهدوا أي وأشهدكم ; لا أنهم كانوا أهل شهادة ; ولكنه نهاية للتقرير ; أي لتعرفواأني بريء مما تشركون أي من عبادة الأصنام التي تعبدونها .
القول في تأويل قوله تعالى ; إِنْ نَقُولُ إِلا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (54)قال أبو جعفر ; وهذا خبر من الله تعالى ذكره، عن قول قوم هود ; أنهم قالوا له، إذ نصح لهم ودعاهم إلى توحيد الله وتصديقه، وخلع الأوثان والبراءة منها; لا نترك عبادة آلهتنا، وما نقول إلا أن الذي حملك على ذمِّها والنهي عن عبادتها ، أنه أصابك منها خبَلٌ من جنونٌ . فقال هود لهم; إني أشهد الله على نفسي وأشهدكم أيضًا أيها القوم ، أني بريء مما تشركون في عبادة الله من آلهتكم وأوثانكم من دونه .
تفسير الآيتين 54 و 55 :ـ { إِنْ نَقُولُ } فيك { إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ } أي: أصابتك بخبال وجنون، فصرت تهذي بما لا يعقل. فسبحان من طبع على قلوب الظالمين، كيف جعلوا أصدق الخلق الذي جاء بأحق الحق، بهذه المرتبة، التي يستحي العاقل من حكايتها عنهم لولا أن الله حكاها عنهم. ولهذا بين هود، عليه الصلاة والسلام، أنه واثق غاية الوثوق، أنه لا يصيبه منهم، ولا من آلهتهم أذى، فقال: { إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا } أي: اطلبوا لي الضرر كلكم، بكل طريق تتمكنون بها مني { ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ } أي: لا تمهلوني.
(إن) حرف نفي(نقول) مضارع مرفوع، والفاعل نحن(إلّا) أداة حصر
(اعترى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف و (الكاف) ضمير مفعول به
(بعض) فاعل مرفوع
(آلهتنا) مثل السابق ،
(بسوء) جارّ ومجرور متعلّق بـ (اعتراك) ،
(قال) فعل ماض، والفاعل هو (إنّي أشهد) مثل إنّي أعوذ ،
(الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب، والمشهود عليه محذوف دلّ عليه الآتي
(الواو) عاطفة
(اشهدوا) فعل مثل استغفروا ،
(أنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و (الياء) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ
(بريء) خبر مرفوع
(من) حرف جرّ
(ما) حرف مصدريّ
(تشركون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
جملة: «إن نقول ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «اعتراك» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «إنّي أشهد ... » في محلّ نصب مقول القول الثاني.
وجملة: «أشهد الله» في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «اشهدوا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة إنّي أشهد..
وجملة: «تشركون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(ما) .
والمصدر المؤوّلـ (أنّي بريء..) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف أي بأنّي بريء.. متعلّق بـ (اشهدوا) .
والمصدر المؤوّلـ (ما تشركون) في محلّ جرّ بحرف جرّ من متعلّق ببريء.(من دون) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لمفعول تشركون المحذوف أي تشركون آلهة من دونه و (الهاء) ضمير مضاف إليه
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر
(كيدوا) مثل استغفروا ، و (النون) للوقاية و (الياء) ضمير مفعول به
(جميعا) حال من فاعل كيدوا منصوبة
(ثمّ) حرف عطف
(لا تنظروا) مثل لا تتولّوا ، و (النون) للوقاية و (الياء) المحذوفة تخفيفا ضمير مفعول به.
وجملة: «كيدوني ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن استطعتم أن تكيدوني فكيدوني.
وجملة: «لا تنظرون» معطوفة على جملة كيدوني.
(إنّي) مثل الأولـ (توكّلت) فعل ماض وفاعله
(على الله) جارّ ومجرور متعلّق بـ (توكّلت) ،
(ربّ) بدل من لفظ الجلالة مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على آخره و (الياء) ضمير مضاف إليه
(الواو) عاطفة
(ربّكم) معطوف على ربّ الأول مجرور.. و (كم) مضاف إليه
(ما) حرف نفي(من) حرف جرّ زائد
(دابّة) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ
(إلّا) أداة حصر
(هو) ضمير منفصل مبتدأ
(آخذ) خبر هو مرفوع
(بناصيتها) جارّ ومجرور متعلّق بآخذ.. و (ها) مضاف إليه
(إنّ ربّي) مرّ إعرابها ،
(على صراط) جارّ ومجرور متعلّق بخبر إنّ
(مستقيم) نعت لصراط مجرور.
وجملة: «إنّي توكّلت ... » لا محلّ لها تعليل لما سبق.
وجملة: «توكّلت ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «ما من دابة إلّا هو آخذ ... » لا محلّ لها تعليل آخر.
وجملة: «هو آخذ ... » في محلّ رفع خبر دابّة.وجملة: «إنّ ربّي على صراط ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
- القرآن الكريم - هود١١ :٥٤
Hud11:54