الرسم العثمانيقَالُوا يٰٓأَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلٰى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُۥ لَنٰصِحُونَ
الـرسـم الإمـلائـيقَالُوۡا يٰۤاَبَانَا مَا لَـكَ لَا تَاۡمَنَّا عَلٰى يُوۡسُفَ وَاِنَّا لَهٗ لَنٰصِحُوۡنَ
تفسير ميسر:
قال إخوة يوسف -بعد اتفاقهم على إبعاده-; يا أبانا ما لك لا تجعلنا أمناء على يوسف مع أنه أخونا، ونحن نريد له الخير ونشفق عليه ونرعاه، ونخصه بخالص النصح؟
لما تواطئوا على أخذه وطرحه في البئر كما أشار به عليهم أخوهم الكبير روبيل جاءوا أباهم يعقوب عليه السلام فقالوا ما بالك " لا تأمنا على يوسف وإنا له لناصحون " وهذه توطئة ودعوى وهم يريدون خلاف ذلك لما له في قلوبهم من الحسد لحب أبيه له.
قوله تعالى ; قالوا يا أبانا ما لك لا تأمنا على يوسف وإنا له لناصحونقوله تعالى ; قالوا يا أبانا ما لك لا تأمنا على يوسف قيل للحسن ; أيحسد المؤمن ؟ قال ; ما أنساك ببني يعقوب . ولهذا قيل ; الأب جلاب والأخ سلاب ; فعند ذلك أجمعوا على التفريق بينه وبين ولده بضرب من الاحتيال . وقالوا ليعقوب ; يا أبانا ما لك لا تأمنا على يوسف وقيل ; لما تفاوضوا وافترقوا على رأي المتكلم الثاني عادوا إلى يعقوب - عليه السلام - [ ص; 123 ] وقالوا ; هذا القول . وفيه دليل على أنهم سألوه قبل ذلك أن يخرج معهم يوسف فأبى على ما يأتي . قرأ يزيد بن القعقاع وعمرو بن عبيد والزهري " لا تأمنا " بالإدغام ، وبغير إشمام وهو القياس ; لأن سبيل ما يدغم أن يكون ساكنا . وقرأ طلحة بن مصرف " لا تأمننا " بنونين ظاهرتين على الأصل . وقرأ يحيى بن وثاب وأبو رزين - وروي عن الأعمش - " ولا تيمنا " بكسر التاء ، وهي لغة تميم ; يقولون ; أنت تضرب ; وقد تقدم . وقرأ سائر الناس بالإدغام والإشمام ليدل على حال الحرف قبل إدغامهوإنا له لناصحون أي في حفظه وحيطته حتى نرده إليك . قال مقاتل ; في الكلام تقديم وتأخير ; وذلك أن إخوة يوسف قالوا لأبيهم ; أرسله معنا غدا الآية ; فحينئذ قال أبوهم ; إني ليحزنني أن تذهبوا به فقالوا حينئذ جوابا لقوله ما لك لا تأمنا على يوسف الآية .
القول في تأويل قوله تعالى ; قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ (11)قال أبو جعفر ; يقول تعالى ذكره; قال إخوة يوسف، إذ تآمروا بينهم ، وأجمعوا على الفرقة بينه وبين والده يعقوب، لوالدهم يعقوب; (يا أبانا ما لك لا تأمنا على يوسف) فتتركه معنا إذا نحن خرجنا خارج المدينة إلى الصحراء ، (وإنا له ناصحون)، نحوطه ونكلؤه (25) .----------------------الهوامش;(25) انظر تفسير ; نصح له" فيما سلف ص ; 305 ، تعليق ; 2
أي: قال إخوة يوسف، متوصلين إلى مقصدهم لأبيهم: { يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ ْ} أي: لأي شيء يدخلك الخوف منا على يوسف، من غير سبب ولا موجب؟ { وَ ْ} الحال { إِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ ْ} أي: مشفقون عليه، نود له ما نود لأنفسنا، وهذا يدل على أن يعقوب عليه السلام لا يترك يوسف يذهب مع إخوته للبرية ونحوها.
(قالوا) فعل ماض وفاعله
(يا) أداة نداء
(أبانا) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الألف.. و (نا) مضاف إليه
(ما) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ
(اللام) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر ما
(لا) نافية
(تأمنّا) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على النون لمناسبة الإدغام.. و (نا) ضمير مفعول به،والفاعل أنت
(على يوسف) جارّ ومجرور متعلّق بـ (تأمنّا) ، وعلامة الجرّ الفتحة
(الواو) واو الحالـ (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و (نا) ضمير في محلّ اسم إنّ
(له) مثل لك متعلّق بـ (ناصحون) وهو خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو و (اللام) المزحلقة.
جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يا أبانا ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «ما لك ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «لا تأمنّا» في محلّ نصب حال من ضمير الخطاب.
وجملة: «إنّا له لناصحون» في محلّ نصب حال من(يوسف) أو من ضمير المفعول في(تأمنّا) .
(أرسله) فعل أمر دعائيّ، والفاعل أنت، و (الهاء) مفعول به
(مع) ظرف منصوب متعلّق بـ (أرسله) ، و (نا) ضمير مضاف إليه
(غدا) ظرف زمان منصوب متعلّق بـ (أرسله) ،
(يرتع) مضارع مجزوم جواب الطلب، والفاعل هو (يلعب) مجزوم معطوف على
(يرتع) بالواو (الواو) واو الحالـ (إنّا له لحافظون) مثل إنّا له لناصحون.
وجملة: «أرسله ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: «يرتع..» لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء.
وجملة: «يلعب..» لا محلّ لها معطوفة على جملة يرتع.
وجملة: «إنّا له لحافظون» في محلّ نصب حال من ضمير المتكلم في(معنا) ، أو من ضمير الغائب في(أرسله) .
- القرآن الكريم - يوسف١٢ :١١
Yusuf12:11