قَالُوا تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِى ضَلٰلِكَ الْقَدِيمِ
قَالُوۡا تَاللّٰهِ اِنَّكَ لَفِىۡ ضَلٰلِكَ الۡقَدِيۡمِ
تفسير ميسر:
قال الحاضرون عنده; تالله إنك لا تزال في خطئك القديم مِن حب يوسف، وأنك لا تنساه.
قال ابن عباس لفي خطئك القديم وقال قتادة أي من حب يوسف لا تنساه ولا تسلاه قالوا لوالدهم كلمة غليظة لم يكن ينبغي لهم أن يقولوها لوالدهم وكنا لنبي الله صلي الله عليه وسلم وكذا قال السدي وغيره.
قوله تعالى ; قالوا تالله إنك لفي ضلالك القديم أي لفي ذهاب عن طريق الصواب . وقال ابن عباس وابن زيد ; لفي خطئك الماضي من حب يوسف لا تنساه . وقال سعيد بن جبير ; لفي جنونك القديم . قال الحسن ; وهذا عقوق . وقال قتادة وسفيان ; لفي محبتك القديمة . وقيل ; إنما قالوا هذا ; لأن يوسف عندهم كان قد مات . وقيل ; إن الذي قال له ذلك من بقي معه من ولده ولم يكن عندهم الخبر . وقيل ; قال له ذلك من كان معه من أهله وقرابته . وقيل ; بنو بنيه وكانوا صغارا ; فالله أعلم .
القول في تأويل قوله تعالى ; قَالُوا تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَ الْقَدِيمِ (95)قال أبو جعفر; يقول تعالى ذكره; قال الذين قال لهم يعقوب من ولده إِنِّي لأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلا أَنْ تُفَنِّدُونِ ; تالله، أيها الرجل ، إنك من حبّ يوسف وذكره لفي خطئك وزللك القديم (37) لا تنساه ، ولا تتسلى عنه .وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .*ذكر من قال ذلك;19849- حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله قال، حدثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، قوله; ( إنك لفي ضلالك القديم ) ، يقول; خطائك القديم.19850- حدثنا بشر ، قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد ، عن قتادة; ( قالوا تالله إنك لفي ضلالك القديم ) أي ;من حب يوسف لا تنساه ولا تسلاه. قالوا لوالدهم كلمةً غليظة، لم يكن ينبغي لهم أن يقولوها لوالدهم، ولا لنبيّ الله صلى الله عليه وسلم.19851- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا عمرو ، عن أسباط ، عن السدي; ( قالوا تالله إنك لفي ضلالك القديم ) ، قال; في شأن يوسف.19852- حدثنا أحمد قال، حدثنا أبو أحمد ، قال، قال سفيان; ( تالله إنك لفي ضلالك القديم ) ، قال;من حبك ليوسف.19853- حدثنا ابن وكيع. قال، حدثنا عمرو ، عن سفيان ، نحوه .19854- حدثنا القاسم ، قال، حدثنا الحسين ، قال;حدثني حجاج ، عن ابن جريج; ( قالوا تالله إنك لفي ضلالك القديم ) ، قال;في حبك القديم.19855- حدثنا ابن حميد ، قال، حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق; ( قالوا تالله إنك لفي ضلالك القديم ) ، أي إنك لمن ذكر يوسف في الباطل الذي أنت عليه.19856- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب ، قال، قال ابن زيد في قوله; ( تالله إنك لفي ضلالك القديم ) ، قال;يعنون;حزنه القديم على يوسف ، " وفي ضلالك القديم "; لفي خطائك القديم.----------------------الهوامش;(37) في المخطوطة ;" لفي حطامك في ذلك القديم" غير منقوطة ، والصواب ما في المطبوعة . ولكنه كتب هناك ;" خطئك" مكان" خطائك" ، وهما بمعنى واحد . وسيأتي في مواضع أخرى ، سأصححها على رسم المخطوطة .
فوقع ما ظنه بهم فقالوا: { تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ } أي: لا تزال تائها في بحر الحبّ لا تدري ما تقول.
(قالوا) فعل ماض وفاعله
(تالله) تاء القسم ومجرورها،متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم
(إنّك) مثل إنّي ،
(اللام) للتوكيد
(في ضلالك) جارّ ومجرور متعلّق بخبر إنّ ... و (الكاف) مضاف إليه
(القديم) نعت لضلال مجرور.
جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «تالله أي
(أقسم) بالله ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «إنّك لفي ضلالك ... » لا محلّ لها جواب القسم.