الَّذِينَ ءَامَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ
اَلَّذِيۡنَ اٰمَنُوۡا وَتَطۡمَٮِٕنُّ قُلُوۡبُهُمۡ بِذِكۡرِ اللّٰهِ ؕ اَلَا بِذِكۡرِ اللّٰهِ تَطۡمَٮِٕنُّ الۡقُلُوۡبُ
تفسير ميسر:
ويهدي الذين تسكن قلوبهم بتوحيد الله وذكره فتطمئن، ألا بطاعة الله وذكره وثوابه تسكن القلوب وتستأنس.
أي تطيب وتركن إلى جانب الله وتسكن عند ذكره وترضى به مولى ونصيرا ولهذا قال " ألا بذكر الله تطمئن القلوب ".
قوله تعالى ; " الذين آمنوا " الذين في موضع نصب ، لأنه مفعول ; أي يهدي الله الذين آمنوا . وقيل بدل من قوله ; من أناب فهو في محل نصب أيضا . وتطمئن قلوبهم بذكر الله أي تسكن وتستأنس بتوحيد الله فتطمئن ; قال ; أي وهم تطمئن قلوبهم على الدوام بذكر الله بألسنتهم ; قال قتادة ; وقال مجاهد وقتادة وغيرهما ; بالقرآن . وقال سفيان بن عيينة ; بأمره . مقاتل ; بوعده . ابن عباس ; بالحلف باسمه ، أو تطمئن بذكر فضله وإنعامه ; كما توجل بذكر عدله وانتقامه وقضائه . وقيل ; بذكر الله أي يذكرون الله ويتأملون آياته فيعرفون كمال قدرته عن بصيرة .ألا بذكر الله تطمئن القلوب أي قلوب المؤمنين . قال ابن عباس ; هذا في الحلف ; فإذا حلف خصمه بالله سكن قلبه . وقيل ; بذكر الله أي بطاعة الله . وقيل ; بثواب الله . وقيل ; بوعد الله . وقال مجاهد ; هم أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - .
قال أبو جعفر; يقول تعالى ذكره; وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ بالتوبة الذين آمنوا .* * *و (الذين آمنوا) في موضع نصب، ردٌّ على " مَنْ", لأن " الذين آمنوا " ، هم " من أناب "، ترجم بها عنها . (33)* * *وقوله; وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ ، يقول; وتسكن قلوبهم وتستأنس بذكر الله، (34) كما;-20358- حدثنا بشر قال; حدثنا يزيد قال; حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله; وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ يقول; سكنت إلى ذكر الله واستأنست به .* * *وقوله; أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ، يقول; ألا بذكر الله تسكن وتستأنس قلوبُ المؤمنين . (35)وقيل; إنه عنى بذلك قلوب المؤمنين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .ذكر من قال ذلك;20359- حدثنا الحسن بن محمد قال; حدثنا شبابة قال; حدثنا ورقاء, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد قوله; أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ لمحمد وأصحابه .20360- حدثني المثنى قال; حدثنا أبو حذيفة قال; حدثنا شبل (36)20361- وحدثني المثنى قال; حدثنا إسحاق قال; حدثنا عبد الله, عن ورقاء عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد; أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ قال; لمحمد وأصحابه .20362- ... قال; حدثنا إسحاق قال; حدثنا أحمد بن يونس قال، حدثنا سفيان بن عيينة في قوله; وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ قال; هم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم .------------------------الهوامش;(33) " الترجمة" ، البدل أو عطف البيان ، وانظر ما سلف قريبًا ص ; 423 ، تعليق ; 1 ، والمراجع هناك .(34) انظر تفسير" الاطمئنان" فيما سلف 15 ; 25 ، تعليق 1 ، والمراجع هناك .(35) انظر تفسير" الاطمئنان" فيما سلف 15 ; 25 ، تعليق 1 ، والمراجع هناك .(36) كرر هذا الإسناد في المطبوعة وحدها ، وقال ناشر المطبوعة الأولى ،" كذا في النسخ بهذا التكرار فانظره" ، وليس مكررًا في مخطوطتنا ، كأنه لم يرجع إليها .
ثم ذكر تعالى علامة المؤمنين فقال: { الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ } أي: يزول قلقها واضطرابها، وتحضرها أفراحها ولذاتها. { أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ } أي: حقيق بها وحريٌّ أن لا تطمئن لشيء سوى ذكره، فإنه لا شيء ألذ للقلوب ولا أشهى ولا أحلى من محبة خالقها، والأنس به ومعرفته، وعلى قدر معرفتها بالله ومحبتها له، يكون ذكرها له، هذا على القول بأن ذكر الله، ذكر العبد لربه، من تسبيح وتهليل وتكبير وغير ذلك. وقيل: إن المراد بذكر الله كتابه الذي أنزله ذكرى للمؤمنين، فعلى هذا معنى طمأنينة القلوب بذكر الله: أنها حين تعرف معاني القرآن وأحكامه تطمئن لها، فإنها تدل على الحق المبين المؤيد بالأدلة والبراهين، وبذلك تطمئن القلوب، فإنها لا تطمئن القلوب إلا باليقين والعلم، وذلك في كتاب الله، مضمون على أتم الوجوه وأكملها، وأما ما سواه من الكتب التي لا ترجع إليه فلا تطمئن بها، بل لا تزال قلقة من تعارض الأدلة وتضاد الأحكام. { ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا } وهذا إنما يعرفه من خبر كتاب الله وتدبره، وتدبر غيره من أنواع العلوم، فإنه يجد بينها وبينه فرقا عظيما.
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة