الرسم العثمانيقُل لِّعِبَادِىَ الَّذِينَ ءَامَنُوا يُقِيمُوا الصَّلٰوةَ وَيُنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنٰهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِىَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلٰلٌ
الـرسـم الإمـلائـيقُلْ لِّـعِبَادِىَ الَّذِيۡنَ اٰمَنُوۡا يُقِيۡمُوا الصَّلٰوةَ وَيُنۡفِقُوۡا مِمَّا رَزَقۡنٰهُمۡ سِرًّا وَّعَلَانِيَةً مِّنۡ قَبۡلِ اَنۡ يَّاۡتِىَ يَوۡمٌ لَّا بَيۡعٌ فِيۡهِ وَلَا خِلٰلٌ
تفسير ميسر:
قل -أيها الرسول- لعبادي الذين آمنوا; يؤدوا الصلاة بحدودها، ويخرجوا بعض ما أعطيناهم من المال في وجوه الخير الواجبة والمستحبة مسرِّين ذلك ومعلنين، من قبل أن يأتي يوم القيامة الذي لا ينفع فيه فداء ولا صداقة.
يقول تعالى آمرا عباده بطاعته والقيام بحقه والإحسان إلى خلقه بأن يقيموا الصلاة وهي عبادة الله وحده لا شريك له وأن ينفقوا مما رزقهم الله بأداء الزكوات والنفقة على القرابات والإحسان إلى الأجانب والمراد بإقامتها هو المحافظة على وقتها وحدودها وركوعها وخشوعها وسجودها وأمر تعالى بالإنفاق مما رزق في السر أي فى الخفية والعلانية وهي الجهر وليبادروا إلى ذلك لخلاص أنفسهم " من قبل أن يأتي يوم " وهو يوم القيامة " لا بيع فيه ولا خلال " أي ولا يقبل من أحد فدية أن تباع نفسه كما قال تعالى " فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا " وقوله " ولا خلال " قال ابن جرير يقول ليس هناك مخالة خليل فيصفح عمن استوجب العقوبة عن العقاب لمخالفته بل هناك العدل والقسط والخلال مصدر من قول القائل خاللت فلانا فأنا أخاله مخالة وخلالا ومنه قول امرئ القيس; صرفت الهوى عنهن من خشية الردى ولست بمقل للخلال ولا قالي وقال قتادة إن الله قد علم أن في الدنيا بيوعا وخلالا يتخالون بها فى الدنيا فينظر الرجل من يخالل وعلام يصاحب فإن كان لله فليداوم وإن كان لغير الله فسيقطع عنه قلت والمراد من هذا أنه يخبر تعالى أنه لا ينفع أحدا بيع ولا فدية ; ولو افتدى بماء الأرض ذهبا لو وجده ولا تنفعه صداقة أحد ولا شفاعة أحد إذا لقي الله كافرا قال الله تعالى " واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها عدل ولا تنفعها شفاعة ولا هم ينصرون " وقال تعالى " يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون ".
قوله تعالى ; قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة وينفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلالقوله تعالى ; قل لعبادي الذين آمنوا أي إن أهل مكة بدلوا نعمة الله بالكفر ، فقل لمن آمن وحقق عبوديته أن يقيموا الصلاة يعني الصلوات الخمس ، أي قل لهم أقيموا ، والأمر معه شرط مقدر ، تقول ; أطع الله يدخلك الجنة ; أي إن أطعته يدخلك الجنة ; هذا قول الفراء . وقال الزجاج ; " يقيموا " مجزوم بمعنى اللام ، أي ليقيموا فأسقطت اللام لأن الأمر دل على الغائب ب " قل " . قال ; ويحتمل أن يقال ; يقيموا جواب أمر محذوف ; أي قل لهم أقيموا الصلاة يقيموا الصلاة .وينفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يعني الزكاة ; عن ابن عباس وغيره . وقال الجمهور ; السر ما خفي والعلانية ما ظهر . وقال القاسم بن يحيى ; إن السر التطوع والعلانية الفرض ، وقد مضى هذا المعنى في " البقرة " مجودا عند قوله ; إن تبدوا الصدقات فنعما هي .من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلال تقدم في البقرة أيضا . و " خلال " جمع خلة كقلة وقلال . قال ;فلست بمقلي الخلال ولا قالي
يقول تعالى ذكره; الله الذي أنشأ السماوات والأرض من غير شيء أيها الناس ، وأنـزل من السماء غيثا أحيا به الشجر والزرع ، فأثمرت رزقا لكم تأكلونه ( وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ ) وهي السفن ( لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ ) لكم تركبونها وتحملون فيها أمتعتكم من بلد إلى بلد ( وَسَخَّرَ لَكُمُ الأنْهَارَ ) ماؤُها شراب لكم ، يقول تعالى ذكره; الذي يستحقّ عليكم العبادة وإخلاص الطاعة له ، من هذه صفته ، لا من لا يقدر على ضرّ ولا نفع لنفسه ولا لغيره من أوثانكم أيها المشركون وآلهتكم.حدثني محمد بن عمرو ، قال ; ثنا أبو عاصم ، قال ; ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال ; ثنا الحسن ، قال ; ثنا ورقاء ، وحدثنا الحسن بن محمد ، يعني الزعفرانيّ ، قال ; ثنا شبابة ، قال ; ثنا ورقاء ، وحدثني المثنى ، قال ; أخبرنا إسحاق ، قال ; ثنا عبد الله ، وحدثني المثنى ، قال ; ثنا أبو حذيفة ، قال ; ثنا شبل جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله ( وَسَخَّرَ لَكُمُ الأنْهَارَ ) قال; بكل بلدة.
أي: قل لعبادي المؤمنين آمرا لهم بما فيه غاية صلاحهم وأن ينتهزوا الفرصة، قبل أن لا يمكنهم ذلك: { يُقِيمُوا الصَّلَاة } ظاهرا وباطنا { وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ } أي: من النعم التي أنعمنا بها عليهم قليلا أو كثيرا { سِرًّا وَعَلَانِيَةً } وهذا يشمل النفقة الواجبة كالزكاة ونفقة من تجب [عليه] نفقته، والمستحبة كالصدقات ونحوها. { مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ } أي: لا ينفع فيه شيء ولا سبيل إلى استدراك ما فات لا بمعاوضة بيع وشراء ولا بهبة خليل وصديق، فكل امرئ له شأن يغنيه، فليقدم العبد لنفسه، ولينظر ما قدمه لغد، وليتفقد أعماله، ويحاسب نفسه، قبل الحساب الأكبر.
(قل) مثل السابق ،
(لعبادي) جارّ ومجرور متعلّق بـ (قل) ، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على ما قبل الياء.. و (الياء) مضاف إليه
(الذين) موصول في محلّ جرّ نعت لعباد
(آمنوا) مثل بدّلوا .. ومفعول قلّ محذوف تقديره أقيموا الصلاة
(يقيموا) مضارع مجزوم بجواب الطلب للفعل المقدّر أقيموا، وعلامة الجزم حذف النون و (الواو) فاعلـ (الصلاة) مفعول به منصوبـ (الواو) عاطفة
(ينفقوا) مثل يقيموا ومعطوف عليه
(من) حرف جرّ
(ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بـ (ينفقوا) ، والعائد محذوف أي رزقناهم إيّاه
(رزقناهم) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (نا) فاعل، و (هم) مفعول به
(سرّا) مصدر في موضع الحال منصوب ،
(علانية) معطوف على
(سرّا) بالواو منصوبـ (من قبل) جارّ ومجرور متعلّق بـ (يقيموا) أو (ينفقوا) ،
(أن) حرف مصدريّ
(يأتي) مضارع منصوبـ (يوم) فاعل مرفوع
(لا) نافية
(بيع) مبتدأ مرفوع ،
(في) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بالخبر
(الواو) عاطفة
(لا) زائدة لتأكيد النفي(خلال) معطوف على بيع مرفوع مثله.
والمصدر المؤوّلـ (أن يأتي ... ) في محلّ جرّ مضاف إليه.
جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الّذين) .
وجملة: «يقيموا ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء، أي: إن يؤمروا بإقامة الصلاة يقيموها.
وجملة: «ينفقوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يقيموا.
وجملة: «رزقناهم ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما) .
وجملة: «يأتي يوم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) .
وجملة: «لا بيع فيه ... » في محلّ رفع نعت ليوم.
- القرآن الكريم - ابراهيم١٤ :٣١
Ibrahim14:31