الرسم العثمانيلَّوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلٰٓئِكَةِ إِن كُنتَ مِنَ الصّٰدِقِينَ
الـرسـم الإمـلائـيلَوۡ مَا تَاۡتِيۡنَا بِالۡمَلٰۤٮِٕكَةِ اِنۡ كُنۡتَ مِنَ الصّٰدِقِيۡنَ
تفسير ميسر:
وقال المكذبون لمحمد صلى الله عليه وسلم استهزاءً; يا أيها الذي نُزِّل عليه القرآن إنك لذاهب العقل، هلا تأتينا بالملائكة -إن كنت صادقًا-؛ لتشهد أن الله أرسلك.
" لوما " أي هلا " تأتينا بالملائكة " أي يشهدون لك بصحة ما جئت به كما قال فرعون " فلولا ألقي عليه أسورة من ذهب أو جاء معه الملائكة مقترنين " " وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا لقد استكبروا في أنفسهم وعتوا عتوا كبيرا يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين ويقولون حجرا محجورا.
ثم طلبوا منه إتيان الملائكة دلالة على صدقه . ولوما تحضيض على الفعل كلولا وهلا . وقال الفراء ; الميم في لوما بدل من اللام في لولا . ومثله استولى على الشيء واستومى عليه ، ومثله خالمته وخاللته ، فهو خلي وخلمي ; أي صديقي . وعلى هذا يجوز لوما بمعنى الخبر ، تقول ; لوما زيد لضرب عمرو . قال الكسائي ; لولا ولوما سواء في الخبر والاستفهام .قال ابن مقبل ;لوما الحياء ولوما الدين عبتكما ببعض ما فيكما إذ عبتما عورييريد لولا الحياء . وحكى النحاس لوما ولولا وهلا واحد . وأنشد أهل اللغة على ذلك ;تعدون عقر النيب أفضل مجدكم بني ضوطرى لولا الكمي المقنعاأي هلا تعدون الكمي المقنعا .
( لَوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلائِكَةِ ) قالوا; هلا تأتينا بالملائكة شاهدة لك على صدق ما تقول؟( إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ) يعني; إن كنت صادقا في أن الله تعالى بعثك إلينا رسولا وأنـزل عليك كتابا، فإن الربّ الذي فعل ما تقول بك ، لا يتعذّر عليه إرسال ملك من ملائكته معك حجة لك علينا ، وآية لك على نبوّتك ، وصدق مقالتك; والعرب تضع موضع لوما; لولا وموضع لولا لوما، من ذلك قول ابن مقبل;لَوْمـا الحَيـاءُ وَلَوْمَـا الـدّينُ عِبْتُكماببَعْـضِ مـا فيكُمـا إذْ عِبْتُمَـا عَوَرِي (3)يريد; لو لا الحياء.وبنحو الذي قلنا في معنى الذكر قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;حدثني المثنى، قال; ثنا إسحاق، قال; ثنا أبو زهير، عن جويبر، عن الضحاك; ( نـزلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ ) قال; القرآن.------------------------الهوامش;(3) البيت لابن مقبل من كلمة له ، من أولها أبيات في الحماسة ( د ; 113 ) وهو شاهد على أن (لوما) تستعمل بمعنى لولا ; في امتناع الشيء لوجود غيره ، وهي في الآية ; بمعنى التحضيض ، قال أبو عبيدة في معاني القرآن ; " لوما " مجازها ومجاز " لولا " واحد . واستشهد ببيت ابن مقبل ، وعنه أخذه المؤلف .
{ لو ما تأتينا بالملائكة } يشهدون لك بصحة ما جئت به { إن كنت من الصادقين } فلما لم تأت بالملائكة فلست بصادق، وهذا من أعظم الظلم والجهل. أما الظلم فظاهر فإن هذا تجرؤ على الله وتعنت بتعيين الآيات التي لم يخترها وحصل المقصود والبرهان بدونها من الآيات الكثيرة الدالة على صحة ما جاء به، وأما الجهل، فإنهم جهلوا مصلحتهم من مضرتهم، فليس في إنزال الملائكة، خير لهم بل لا ينزل الله الملائكة إلا بالحق الذي لا إمهال على من لم يتبعه وينقد له.
(ما) نافية
(ننزّل) مضارع مرفوع، والفاعل نحن للتعظيم
(الملائكة) مفعول به منصوبـ (إلّا) للحصر
(بالحق) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الملائكة ،
(الواو) عاطفة
(ما) مثل الأولـ (كانوا) فعل ماض ناقص و (الواو) اسم كان
(إذاً) حرف جواب لا عمل له
(منظرين) خبر كانوا منصوب، وعلامة النصب الياء.
جملة: «ما ننزّل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ما كانوا.. منظرين» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
- القرآن الكريم - الحجر١٥ :٧
Al-Hijr15:7