الرسم العثمانييُنۢبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنٰبَ وَمِن كُلِّ الثَّمَرٰتِ ۗ إِنَّ فِى ذٰلِكَ لَءَايَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ
الـرسـم الإمـلائـييُنۡۢبِتُ لَـكُمۡ بِهِ الزَّرۡعَ وَالزَّيۡتُوۡنَ وَالنَّخِيۡلَ وَالۡاَعۡنَابَ وَمِنۡ كُلِّ الثَّمَرٰتِؕ اِنَّ فِىۡ ذٰ لِكَ لَاٰيَةً لِّـقَوۡمٍ يَّتَفَكَّرُوۡنَ
تفسير ميسر:
يُخرج لكم من الأرض بهذا الماء الواحد الزروع المختلفة، ويُخرج به الزيتون والنخيل والأعناب، ويُخرج به كل أنواع الثمار والفواكه. إن في ذلك الإخراج لدلالةً واضحة لقوم يتأملون، فيعتبرون.
وقوله "ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات" أي يخرجها من الأرض بهذا الماء الواحد على اختلاف صنوفها وطعومها وألوانها وروائحها وأشكالها ولهذا قال "إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون" أي دلالة وحجة على أنه لا إله إلا الله كما قال تعالى "أمن خلق السموات والأرض وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أن تنبتوا شجرها أإله مع الله بل هم قوم يعدلون".
قوله تعالى ; ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون قوله تعالى ; ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات قرأ أبو بكر عن عاصم " ننبت " بالنون على التعظيم . العامة بالياء على معنى ينبت الله لكم ; يقال ; نبتت الأرض وأنبتت بمعنى ، ونبت البقل وأنبت بمعنى . وأنشد الفراء ;رأيت ذوي الحاجات حول بيوتهم قطينا بها حتى إذا أنبت البقلأي نبت . وأنبته الله فهو منبوت ، على غير قياس . وأنبت الغلام نبتت عانته . ونبت الشجر غرسه ; يقال ; نبت أجلك بين عينيك . ونبت الصبي تنبيتا ربيته . والمنبت موضع النبات ; يقال ; ما أحسن نابتة بني فلان ; أي ما ينبت عليه أموالهم وأولادهم . ونبتت لهم نابتة إذا نشأ لهم نشء صغار . وإن بني فلان لنابتة شر . والنوابت من الأحداث الأغمار . والنبيت حي من اليمن . والينبوت شجر ; كله عن الجوهري . والزيتون جمع زيتونة . ويقال للشجرة نفسها ; زيتونة ، وللثمرة زيتونة . وقد مضى في سورة " الأنعام " حكم زكاة هذه الثمار فلا معنى للإعادة .إن في ذلك أي الإنزال والإنبات .لآية أي دلالة لقوم يتفكرون .
يقول تعالى ذكره; يُنبت لكم ربكم بالماء الذي أنـزل لكم من السماء زرعَكم وزيتونَكم ونخيلكم وأعنابكم ، ( وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ ) يعني من كلّ الفواكه غير ذلك أرزاقا لكم وأقواتا وإداما وفاكهة، نعمة منه عليكم بذلك وتفضّلا وحُجة على من كفر به منكم ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً ) يقول جلّ ثناؤه; إن في إخراج الله بما ينـزل من السماء من ماء ما وصف لكم ( لآيَةً ) يقول; لدلالة واضحة ، وعلامة بينة ( لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) يقول; لقوم يعتبرون مواعظ الله ، ويتفكَّرون في حججه، فيتذكرون وينيبون.
تفسير الآيتين 10 و11:ـ بذلك على كمال قدرة الله الذي أنزل هذا الماء من السحاب الرقيق اللطيف ورحمته حيث جعل فيه ماء غزيرا منه يشربون وتشرب مواشيهم ويسقون منه حروثهم فتخرج لهم الثمرات الكثيرة والنعم الغزيرة.
(ينبت) مضارع مرفوع، والفاعل هو (لكم) متعلّق بـ (ينبت) ،
(الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (ينبت) ،والباء سببيّة، والضمير يعود على الماء
(الزرع) مفعول به منصوبـ (الواو) عاطفة في المواضع الأربعة
(الزيتون، النخيل، الأعناب) أسماء معطوفة على الزرع بحروف العطف منصوبة مثله
(من كلّ) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لمنعوت محذوف أي وشيئا من كلّ ... ومن تبعيضيّة
(الثمرات) مضاف إليه مجرور
(إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ-
(في) حرف جرّ
(ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر إنّ.. و (اللام) للبعد، و (الكاف) للخطابـ (اللام) الثانية للتوكيد
(آية) اسم إنّ مؤخّر منصوبـ (لقوم) جارّ ومجرور نعت لآية
(يتفكّرون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل.
جملة: «ينبت ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إنّ في ذلك لآية ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «يتفكّرون» في محلّ جرّ نعت لقوم.
(الواو) عاطفة
(سخّر) فعل ماض، والفاعل هو (لكم) متعلّق بـ (سخّر) ،
(الليل) مفعول به منصوبـ (الواو) عاطفة في المواضع الأربعة
(النهار، الشمس، القمر،) أسماء معطوفة على الليل منصوبة مثله
(النجوم) مبتدأ مرفوع
(مسخّرات) خبر مرفوع
(بأمره) جارّ ومجرور متعلّق بمسخّرات ...و (الهاء) مضاف إليه
(إنّ في ... يعقلون) مثل إنّ في.. يتفكّرون وعلامة نصب آيات الكسرة.
وجملة: «سخّر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ينبت.
وجملة: «النجوم مسخّرات ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة سخّر.
وجملة: «إنّ في ذلك لآيات ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «يعقلون» في محلّ جرّ نعت لقوم.(الواو) عاطفة
(ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف أيّ سخّر لكم ما ... ،
(ذرأ) فعل ماض، والفاعل هو (لكم) متعلّق بـ (ذرأ) ،
(في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق بـ (ذرأ) ،
(مختلفا) حال منصوبة من العائد أي ما ذرأ لكم مختلفا
(ألوانه) فاعل لاسم الفاعل مختلفا.. و (الهاء) ضمير مضاف إليه
(إنّ في.. يذّكّرون) مثل إنّ في..
يتفكّرون.
وجملة: «
(سخّر) ما ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة سخّر لكم الليل.
وجملة: «ذرأ لكم ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما) .
وجملة: «إنّ في ذلك لآية ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «يذّكّرون» في محلّ جرّ نعت لقوم.
- القرآن الكريم - النحل١٦ :١١
An-Nahl16:11