الرسم العثمانيلِيَحْمِلُوٓا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيٰمَةِ ۙ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗ أَلَا سَآءَ مَا يَزِرُونَ
الـرسـم الإمـلائـيلِيَحۡمِلُوۡۤا اَوۡزَارَهُمۡ كَامِلَةً يَّوۡمَ الۡقِيٰمَةِۙ وَمِنۡ اَوۡزَارِ الَّذِيۡنَ يُضِلُّوۡنَهُمۡ بِغَيۡرِ عِلۡمٍؕ اَلَا سَآءَ مَا يَزِرُوۡنَ
تفسير ميسر:
ستكون عاقبتهم أن يحملوا آثامهم كاملة يوم القيامة -لا يُغْفَر لهم منها شيء - ويَحْملوا من آثام الذين كذبوا عليهم؛ ليبعدوهم عن الإسلام من غير نقص من آثامهم. ألا قَبُحَ ما يحملونه من آثام.
قال الله تعالى "ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم" أي إنما قدرنا عليهم أن يقولوا ذلك ليتحملوا أوزارهم ومن أوزار الذين يتبعونهم ويوافقونهم أي يصير عليهم خطيئة ضلالهم في أنفسهم وخطيئة إغوائهم لغيرهم واقتداء أولئك بهم كما جاء في الحديث "من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من اتبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من اتبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا" وقال تعالى "وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم وليسئلن يوم القيامة عما كانوا يفترون" وهكذا روى العوفي عن ابن عباس في الآية "ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم" أنها كقوله "وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم" وقال مجاهد; يحملون أثقالهم ذنوبهم وذنوب من أطاعهم ولا يخفف عمن أطاعهم من العذاب شيئا.
قوله تعالى ; ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون قوله تعالى ; ليحملوا أوزارهم قيل ; هي لام كي ، وهي متعلقة بما قبلها . وقيل ; لام العاقبة ، كقوله ; ليكون لهم عدوا وحزنا . أي قولهم في القرآن والنبي أداهم إلى أن حملوا أوزارهم ; أي ذنوبهم . وقيل ; هي لام الأمر ، والمعنى التهدد .كاملة لم يتركوا منها شيئا لنكبة أصابتهم في الدنيا بكفرهم .ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم قال مجاهد ; [ ص; 88 ] يحملون وزر من أضلوه ولا ينقص من إثم المضل شيء . وفي الخبر أيما داع دعا إلى ضلالة فاتبع فإن عليه مثل أوزار من اتبعه من غير أن ينقص من أوزارهم شيء وأيما داع دعا إلى هدى فاتبع فله مثل أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم شيء خرجه مسلم بمعناه . ومن للجنس لا للتبعيض ; فدعاة الضلالة عليهم مثل أوزار من اتبعهم .بغير علم أي يضلون الخلق جهلا منهم بما يلزمهم من الآثام ; إذ لو علموا لما أضلوا .ألا ساء ما يزرون أي بئس الوزر الذي يحملونه . ونظير هذه الآية وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم وقد تقدم في آخر " الأنعام " بيان قوله ; ولا تزر وازرة وزر أخرى .
يقول تعالى ذكره; يقول هؤلاء المشركون لمن سألهم ، ماذا أنـزل ربكم الذي أنـزل ربنا فيما يزعم محمد عليه; أساطير الأوّلين، لتكون لهم ذنوبهم التي هم عليها مقيمون من تكذيبهم الله ، وكفرهم بما أنـزل على رسوله صلى الله عليه وسلم، ومن ذنوب الذين يصدّونهم عن الإيمان بالله يضلون يفتنون منهم بغير علم ، وقوله ( أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ ) يقول; ألا ساء الإثم الذي يأثمون ، والثقل الذي يتحملون.وبنحو الذي قلنا في ذلك ، قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;حدثني محمد بن عمرو، قال; ثنا أبو عاصم، قال; ثنا عيسى، عن ابن نجيح، عن مجاهد، قوله ( لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) ومن أوزار من أضلوا احتمالهم ذنوب أنفسهم ، وذنوب من أطاعهم، ولا يخفف ذلك عمن أطاعهم من العذاب شيئا.حدثني الحارث، قال; ثنا الحسن، قال; ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد. نحوه، إلا أنه قال; ومن أوزار الذين يضلونهم حملهم ذنوب أنفسهم، وسائر الحديث مثله.حدثني المثنى، قال; ثنا أبو حُذيفة، قال; ثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، وحدثني المثنى، قال; أخبرنا إسحاق، قال; ثنا عبد الله، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ( لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ ) قال; حملهم ذنوب أنفسهم وذنوب من أطاعهم، ولا يخفف ذلك عمن أطاعهم من العذاب شيئا.حدثنا القاسم، قال; ثنا الحسين، قال; ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، نحوه.حدثنا بشر، قال; ثنا يزيد ، قال; ثنا سعيد، عن قتادة ( لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) أي ذنوبهم وذنوب الذين يضلونهم بغير علم، ( أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ )حدثني محمد بن سعد، قال; ثني أبي، قال; ثني عمي، قال; ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله ( لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ ) يقول; يحملون ذنوبهم، وذلك مثل قوله وَأَثْقَالا مَعَ أَثْقَالِهِمْ يقول; يحملون مع ذنوبهم الذين يُضِلُّونهم بغير علم.حدثني المثنى، قال; أخبرنا إسحاق، قال; ثنا عبد الله بن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع ، ( لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ ) قال; قال النبيّ صلى الله عليه وسلم " أَيُّمَا دَاعٍ دَعَا إِلَى ضَلالَةٍ فَاتُّبِعَ ، فَإِنَّ لَهُ مِثْلَ أَوْزَارِ مَنْ اتَّبَعَهُ من غَيْرِ أنْ يُنْقَصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ ، وَأَيُّمَا دَاعٍ دَعَا إِلَى هُدًى فَاتُّبِعَ فَلَهُ مِثْلَ أُجُورِهِمْ من غَيْرِ أنْ يُنْقَصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ".حدثني المثنى، قال; أخبرنا سويد، قال; أخبرنا ابن المبارك، عن رجل، قال; قال زيد بن أسلم; " أنه بلغه أنه يتمثل للكافر عمله في صورة أقبح ما خلق الله وجها وأنتنه ريحًا، فيجلس إلى جنبه، كلما أفزعه شيء زاده فزعا وكلما تخوّف شيئا زاده خوفا، فيقول; بئس الصاحب أنت ، ومن أنت؟ فيقول; وما تعرفني؟ فيقول; لا فيقول; أنا عملك كان قبيحا ، فلذلك تراني قبيحا، وكان منتنا فلذلك تراني منتنا، طأطئ إليّ أركبك فطالما ركبتني في الدنيا ، فيركبه، وهو قوله ( لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ )
وحملوا وزرهم ووزر من انقاد لهم إلى يوم القيامة.وقوله: { وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ ْ} أي: من أوزار المقلدين الذين لا علم عندهم إلا ما دعوهم إليه، فيحملون إثم ما دعوهم إليه، وأما الذين يعلمون فكلٌّ مستقلٌّ بجرمه، لأنه عرف ما عرفوا { أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ ْ} أي: بئس ما حملوا من الوزر المثقل لظهورهم، من وزرهم ووزر من أضلوه.
(اللام) لام العاقبة
(يحملوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، وعلامة النصب حذف النون ... و (الواو) فاعلـ (أوزارهم) مفعول به منصوب.. و (هم) ضمير مضاف إليه
(كاملة) حال منصوبة من أوزار
(يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بـ (يحملوا) ،
(القيامة) مضاف إليه مجرور.والمصدر المؤوّلـ (أن يحملوا ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق بـ (قالوا) .
(الواو) عاطفة
(من أوزار) جارّ ومجرور متعلّق بـ (يحملوا) ومن تبعيضيّة
(الّذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه
(يضلّونهم) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل، و (هم) مفعول به
(بغير) جارّ ومجرور حال من فاعل يضلّون أو من مفعوله بحسب تخريج المعنى
(علم) مضاف إليه مجرور
(ألا) حرف تنبيه
(ساء) فعل ماض لإنشاء الذمّ، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (ما) نكرة تمييز الفاعل في محلّ نصبـ (يزرون) مثل يضلّون.
جملة: «يحملوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) المضمر.
وجملة: «يضلّونهم ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الّذين) .
وجملة: «ساء ما يزرون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يزرون ... » في محلّ نصب نعت لـ (ما) .
- القرآن الكريم - النحل١٦ :٢٥
An-Nahl16:25