وَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوٓا إِلٰهَيْنِ اثْنَيْنِ ۖ إِنَّمَا هُوَ إِلٰهٌ وٰحِدٌ ۖ فَإِيّٰىَ فَارْهَبُونِ
وَقَالَ اللّٰهُ لَا تَـتَّخِذُوۡۤا اِلٰهَيۡنِ اثۡنَيۡنِۚ اِنَّمَا هُوَ اِلٰـهٌ وَّاحِدٌ ۚ فَاِيَّاىَ فَارۡهَبُوۡنِ
تفسير ميسر:
وقال الله لعباده; لا تعبدوا إلهين اثنين، إنما معبودكم إله واحد، فخافوني دون سواي.
يخبر تعالى أنه لا إله إلا هو وأنه لا تنبغي العبادة إلا له وحده لا شريك له فإنه مالك كل شئ وخالقه وربه.
قوله تعالى ; وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين إنما هو إله واحد فإياي فارهبون قوله تعالى ; وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين قيل ; المعنى لا تتخذوا اثنين إلهين . [ ص; 102 ] وقيل ; جاء قوله اثنين توكيدا . ولما كان الإله الحق لا يتعدد وأن كل من يتعدد فليس بإله ، اقتصر على ذكر الاثنين ; لأنه قصد نفي التعديد .إنما هو إله واحد يعني ذاته المقدسة . وقد قام الدليل العقلي والشرعي على وحدانيته حسبما تقدم في " البقرة " بيانه وذكرناه في اسمه الواحد في شرح الأسماء والحمد لله .فإياي فارهبون أي خافون . وقد تقدم في " البقرة "
يقول تعالى ذكره; وقال الله لعباده; لا تتخذوا لي شريكا أيها الناس، ولا تعبدوا معبودين، فإنكم إذا عبدتم معي غيري جعلتم لي شريكا، ولا شريك لي، إنما هو إله واحد ومعبود واحد، وأنا ذلك ، ( فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ) يقول; فإياي فاتقوا وخافوا عقابي بمعصيتكم إياي إن عصيتموني وعبدتم غيري، أو أشركتم في عبادتكم لي شريكا.
يأمر تعالى بعبادته وحده لا شريك له، ويستدل على ذلك بانفراده بالنعم والوحدانية فقال: { لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ } أي: تجعلون له شريكا في إلهيته، وهو { إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ } متوحد في الأوصاف العظيمة متفرد بالأفعال كلها. فكما أنه الواحد في ذاته وأسمائه ونعوته وأفعاله، فلتوحِّدوه في عبادته، ولهذا قال: { فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ } أي: خافوني وامتثلوا أمري، واجتنبوا نهيي من غير أن تشركوا بي شيئا من المخلوقات، فإنها كلها لله تعالى مملوكة.
(الواو) استئنافيّة
(قال) فعل ماض
(الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع
(لا) ناهية جازمة
(تتّخذوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذفالنون.. و (الواو) فاعلـ (إلهين) مفعول به منصوب ، وعلامة النصب الياء
(اثنين) نعت لإلهين منصوب وعلامة النصب الياء فهو ملحق بالمثنّى ،(إنّما) كافّة ومكفوفة
(هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ
(إله) خبر مرفوع
(واحد) نعت لإله مرفوع مثله
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر
(إيّاي) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف يفسّره المذكور ويلي الضمير أي إيّاي ارهبوا
(الفاء) زائدة للتزيين
(ارهبون) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. و (الواو) فاعل، و (النون) للوقاية، و (الياء) المحذوفة ضمير مفعول به.
جملة: «قال الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لا تتّخذوا ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «هو إله واحد ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «إيّاي
(ارهبوا) ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن نالكم الخوف فارهبوني أنا دون سواي.
وجملة: «ارهبون
(المذكورة) » لا محلّ لها تفسيريّة.
(الواو) عاطفة
(اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم
(ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر
(في السموات) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة ما
(الأرض) معطوف على السموات بالواو ومجرور
(الواو) عاطفة
(له الدين) مثل له ما في السموات
(واصبا) حال من الضمير المستكنّ في الخبر أي: الدين ثابت له حال كونه واصبا
(الهمزة)للاستفهام الإنكاريّ
(الفاء) عاطفة
(غير) مفعول به مقدم منصوبـ (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور
(تتّقون) مضارع مرفوع و (الواو) فاعل.
وجملة: «له ما في السموات ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة هو إله واحد.
وجملة: «له الدين ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة له ما في السموات.
وجملة: «تتّقون» لا محلّ لها معطوفة على جملة له الدين .