الرسم العثمانيالَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنٰهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ
الـرسـم الإمـلائـياَلَّذِيۡنَ كَفَرُوۡا وَصَدُّوۡا عَنۡ سَبِيۡلِ اللّٰهِ زِدۡنٰهُمۡ عَذَابًا فَوۡقَ الۡعَذَابِ بِمَا كَانُوۡا يُفۡسِدُوۡنَ
تفسير ميسر:
الذين جحدوا وحدانية الله ونبوتك -أيها الرسول- وكذَّبوك، ومنعوا غيرهم عن الإيمان بالله ورسوله، زدناهم عذابا على كفرهم وعذابًا على صدِّهم الناس عن اتباع الحق؛ وهذا بسبب تعمُّدهم الإفساد وإضلال العباد بالكفر والمعصية.
ثم قال تعالى الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا" الآية أي عذابا على كفرهم وعذابا على صدهم الناس عن اتباع الحق كقوله تعالى "وهم ينهون عنه وينأون عنه" أي ينهون الناس عن اتباعه ويبتعدون هم منه أيضا "وإن يهلكون إلا أنفسهم وما يشعرون" وهذا دليل على تفاوت الكفار في عذابهم كما يتفاوت المؤمنون في منازلهم في الجنة ودرجاتهم كما قال تعالى "قال لكل ضعف ولكن لا تعلمون" وقد قال الحافظ أبو يعلى حدثنا شريح بن يونس حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن عبدالله بن مرة عن مسروق عن عبدالله في قول الله "زدناهم عذابا فوق العذاب" قال زيدوا عقارب أنيابها كالنخل الطوال. وحدثنا شريح بن يونس حدثنا إبراهيم بن سليمان حدثنا الأعمش عن الحسن عن ابن عباس في الآية أنه قال "زدناهم عذابا فوق العذاب" قال هي خمسة أنهار تحت العرش يعذبون ببعضها في الليل وببعضها في النهار.
قوله تعالى ; الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون [ ص; 149 ] قوله تعالى ; الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب قال ابن مسعود ; عقارب أنيابها كالنخل الطوال ، وحيات مثل أعناق الإبل ، وأفاعي كأنها البخاتي تضربهم ، فتلك الزيادة وقيل ; المعنى يخرجون من النار إلى الزمهرير فيبادرون من شدة برده إلى النار . وقيل ; المعنى زدنا القادة عذابا فوق السفلة ، فأحد العذابين على كفرهم والعذاب الآخر على صدهم .بما كانوا يفسدون في الدنيا من الكفر والمعصية .
يقول تعالى ذكره; الذين جحدوا يا محمد نبوّتك وكذّبوك فيما جئتهم به من عند ربك، وصَدُّوا عن الإيمان بالله وبرسوله ، ومن أراده زدناهم عذابًا يوم القيامة في جهنم فوق العذاب الذي هم فيه قبل أن يزادوه. وقيل; تلك الزيادة التي وعدهم الله أن يزيدهموها عقارب وحيات.* ذكر من قال ذلك;حدثنا محمد بن بشار، قال; ثنا عبد الرحمن، قال; ثنا سفيان، عن الأعمش، عن عبد الله بن مرّة، عن مسروق، عن عبد الله ( زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ ) قال; عقارب لها أنياب كالنخل.حدثنا ابن وكيع، قال; ثنا أبي، عن سفيان، عن الأعمش، عن عبد الله بن مرّة، عن مسروق، عن عبد الله مثله.حدثنا ابن وكيع، قال; ثنا أبو معاوية وابن عيينة، عن الأعمش، عن عبد الله بن مرّة، عن مسروق، عن عبد الله ( زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ ) قال; زيدوا عقارب لها أنياب كالنخل الطوال.حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، قال; ثنا جعفر بن عون، قال; أخبرنا الأعمش، عن عبد الله بن مرّة، عن مسروق، عن عبد الله، مثله.حدثنا ابن المثنى، قال; ثنا ابن أبي عديّ، عن سعيد، عن سليمان، عن عبد الله بن مرّة، عن مسروق، عن عبد الله، نحوه.حدثنا ابن بشار، قال; ثنا عبد الرحمن، قال; ثنا إسرائيل، عن السدّي، عن مرّة، عن عبد الله، قال ( زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ ) قال; أفاعِيَ.حدثنا ابن وكيع، قال; ثنا عبد الله، عن إسرائيل، عن السديّ، عن مرّة، عن عبد الله، قال; أفاعيَ في النار.حدثنا ابن وكيع ، قال; ثنا أبي، عن سفيان، عن رجل، عن مرّة، عن عبد الله، مثله.حدثنا مجاهد بن موسى والفضل بن الصباح، قالا ثنا جعفر بن عون، قال; أخبرنا الأعمش، عن مجاهد، عن عبيد بن عمير، قال; إن لجهنم جبابا فيها حيات أمثال البخت (1) وعقارب أمثال البغال الدهم، يستغيث أهل النار إلى تلك الجِباب أو الساحل، فتثب إليهم فتأخذ بشِفاههم وشفارهم إلى أقدامهم، فيستغيثون منها إلى النار، فيقولون; النارَ النارَ ، فتتبعهم حتى تجد حرّها فترجع، قال; وهي في أسراب.حدثني يونس، قال; أخبرنا ابن وهب، قال; أخبرني حيي بن عبد الله، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمرو، قال; إن لجهنم سواحل فيها حيات وعقارب أعناقها كأعناق البخت.وقوله ( بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ ) يقول; زدناهم ذلك العذاب على ما بهم من العذاب بما كانوا يفسدون ، بما كانوا في الدنيا يعصُون الله ، ويأمرون عباده بمعصيته، فذلك كان إفسادهم، اللهم إنا نسألك العافية يا مالك الدنيا والآخرة الباقية.
حيث كفروا بأنفسهم، وكذبوا بآيات الله، وحاربوا رسله، وصدوا الناس عن سبيل الله، وصاروا دعاة إلى الضلال فاستحقوا مضاعفة العذاب، كما تضاعف جرمهم، وكما أفسدوا في أرض الله.
(الّذين) موصول مبتدأ
(كفروا) فعل ماض وفاعله
(الواو) عاطفة
(صدّوا) مثل كفروا
(عن سبيل) جارّ ومجرور متعلّق بـ (صدّوا) ،
(الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور
(زدناهم) فعل ماض مبنيّ على السكون..
و (نا) ضمير فاعل، و (هم) ضمير مفعول به
(عذابا) مفعول به ثان منصوبـ (فوق) ظرف مكان متعلّق بنعت لـ (عذابا) ،
(العذاب) مضاف إليه مجرور
(الباء) حرف جرّ
(ما) حرف مصدريّ
(كانوا يفسدون) مثل كانوا يفترون .
والمصدر المؤوّلـ (ما كانوا يفسدون) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بـ (زدناهم) .
جملة: «الّذين كفروا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الّذين) .
وجملة: «صدّوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «زدناهم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ
(الّذين) .
وجملة: «كانوا يفسدون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(ما) .
وجملة: «يفسدون» في محلّ نصب خبر كانوا.(الواو) عاطفة
(يوم نبعث.. شهيدا) مرّ إعرابها ،
(على) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (شهيدا) ،
(من أنفسهم) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لـ (شهيدا) ، و (هم) ضمير مضاف إليه
(الواو) عاطفة
(جئنا) مثل زدنا
(الباء) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (جئنا) ،
(شهيدا) حال منصوبة من ضمير الخطابـ (على) حرف جرّ
(ها) حرف تنبيه
(أولاء) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بـ (شهيدا) الثاني
(الواو) استئنافيّة
(نزّلنا) مثل زدنا
(عليك) مثل عليهم متعلّق بـ (نزّلنا) ،
(الكتاب) مفعول به منصوبـ (تبيانا) ، مفعول لأجله منصوبـ (لكلّ) جارّ ومجرور متعلّق بـ (تبيانا) ،
(شيء) مضاف إليه مجرور
(الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة
(هدى، رحمة، بشرى) أسماء معطوفة على التبيان بحروف العطف منصوبة مثله، وعلامة النصب في هدى وبشرى الفتحة المقدّرة على الألف
(للمسلمين) جارّ ومجرور متعلّق بـ (بشرى) ، وعلامة الجرّ الياء.
وجملة: «نبعث ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «جئنا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة نبعث.
وجملة: «نزّلنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
- القرآن الكريم - النحل١٦ :٨٨
An-Nahl16:88