الرسم العثمانيوَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا
الـرسـم الإمـلائـيوَيَخِرُّوۡنَ لِلۡاَذۡقَانِ يَبۡكُوۡنَ وَيَزِيۡدُهُمۡ خُشُوۡعًا ۩
تفسير ميسر:
ويقع هؤلاء ساجدين على وجوههم، يبكون تأثرًا بمواعظ القرآن، ويزيدهم سماع القرآن ومواعظه خضوعًا لأمر الله وعظيم قدرته.
وقوله "ويخرون للأذقان يبكون" أي خضوعا لله عز وجل وإيمانا وتصديقا بكتابه ورسوله "ويزيدهم خشوعا" أي إيمانا وتسليما كما قال "والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم" وقوله "ويخرون" عطف صفة على صفة لا عطف السجود على السجود كما قال الشاعر; إلى الملك القرم وابن الهمام وليث الكتيبة في المزدحم.
قوله تعالى ; ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا فيه أربع مسائل ;الأولى ; قوله تعالى ; ويخرون للأذقان هذه مبالغة في صفتهم ومدح لهم . وحق لكل من توسم بالعلم وحصل منه شيئا أن يجري إلى هذه المرتبة ، فيخشع عند استماع القرآن ويتواضع ويذل . وفي مسند الدارمي أبي محمد عن التيمي قال ; من أوتي من العلم ما لم يبكه لخليق ألا يكون أوتي علما ; لأن الله - تعالى - نعت العلماء ، ثم تلا هذه الآية . ذكره الطبري أيضا . والأذقان جمع ذقن ، وهو مجتمع اللحيين . وقال الحسن ; الأذقان عبارة عن اللحى . أي يضعونها على الأرض في حال السجود وهو غاية التواضع . واللام بمعنى على ؛ تقول سقط لفيه أي على فيه وقال ابن عباس ; أي للوجوه وإنما خص الأذقان بالذكر لأن الذقن أقرب شيء من وجه الإنسان قال ابن خويز منداد ; ويجوز السجود على الذقن لأن الذقن هاهنا عبارة عن الوجه وقد يعبر بالشيء عما جاوره وببعضه عن جميعه فيقال ; خر لوجهه ساجدا وإن كان لم يسجد على خده وعينه . ألا ترى إلى قوله ;فخر صريعا لليدين وللفمفإنما أراد ; خر صريعا على وجهه ويديه .الثانية ; قوله تعالى ; يبكون دليل على جواز البكاء في الصلاة من خوف الله - تعالى - ، أو على معصيته في دين الله ، وأن ذلك لا يقطعها ولا يضرها . ذكر ابن المبارك عن حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن مطرف بن عبد الله بن الشخير عن أبيه قال ; أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل من البكاء . وفي كتاب أبي داود ; وفي صدره أزيز كأزيز الرحى من البكاء .[ ص; 307 ] الثالثة ; واختلف الفقهاء في الأنين ; فقال مالك ; الأنين لا يقطع الصلاة للمريض ، وأكرهه للصحيح ; وبه قال الثوري . وروى ابن الحكم عن مالك ; التنحنح والأنين والنفخ لا يقطع الصلاة . وقال ابن القاسم ; يقطع . وقال الشافعي ; إن كان له حروف تسمع وتفهم يقطع الصلاة . وقال أبو حنيفة ; إن كان من خوف الله لم يقطع ، وإن كان من وجع قطع . وروي عن أبي يوسف أن صلاته في ذلك كله تامة ; لأنه لا يخلو مريض ولا ضعيف من أنين .الرابعة ; قوله تعالى ; ويزيدهم خشوعا تقدم القول في الخشوع في ( البقرة ) ويأتي .
يقول تعالى ذكره; ويخرّ هؤلاء الذين أوتوا العلم من مؤمني أهل الكتابين من قبل نـزول الفرقان، إذا يُتْلَى عليهم القرآن لأذقانهم يبكون، ويزيدهم ما في القرآن من المواعظ والعبر خشوعا، يعني خضوعا لأمر الله وطاعته، واستكانة له.حدثنا أحمد بن منيع، قال; ثنا عبد الله بن المبارك ، قال; أخبرنا مِسْعر، عن عبد الأعلى التيميّ، أن من أوتي من العلم يبكه لخليق أن لا يكون أوتي علما ينفعه، لأن الله نعت العلماء فقال إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ .... الآيتين.حدثنا القاسم، قال; ثنا الحسين، قال; ثني حجاج، قال; ثنا عبد الله بن المبارك، عن مسعر بن كدام، عن عبد الأعلى التيمي بنحوه، إلا أنه قال إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ ثم قال ( وَيَخِرُّونَ لِلأذْقَانِ يَبْكُونَ ).... الآية.حدثني يونس، قال; أخبرنا ابن وهب، قال; قال ابن زيد ( وَيَخِرُّونَ لِلأذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا ) قال; هذا جواب وتفسير للآية التي في كهيعص إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا .
{ وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ } أي: على وجوههم { يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ } القرآن { خُشُوعًا } وهؤلاء كالذين من الله عليهم من مؤمني أهل الكتاب كعبد الله ابن سلام وغيره، ممن أمن في وقت النبي صلى الله عليه وسلم وبعد ذلك.
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - الإسراء١٧ :١٠٩
Al-Isra'17:109