الرسم العثمانيأَوْ خَلْقًا مِّمَّا يَكْبُرُ فِى صُدُورِكُمْ ۚ فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَا ۖ قُلِ الَّذِى فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ۚ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتٰى هُوَ ۖ قُلْ عَسٰىٓ أَن يَكُونَ قَرِيبًا
الـرسـم الإمـلائـياَوۡ خَلۡقًا مِّمَّا يَكۡبُرُ فِىۡ صُدُوۡرِكُمۡۚ فَسَيَـقُوۡلُوۡنَ مَنۡ يُّعِيۡدُنَا ؕ قُلِ الَّذِىۡ فَطَرَكُمۡ اَوَّلَ مَرَّةٍ ۚ فَسَيُنۡغِضُوۡنَ اِلَيۡكَ رُءُوۡسَهُمۡ وَيَقُوۡلُوۡنَ مَتٰى هُوَ ؕ قُلۡ عَسٰٓى اَنۡ يَّكُوۡنَ قَرِيۡبًا
تفسير ميسر:
أو كونوا خلقًا يَعْظُم ويُسْتَبْعَد في عقولكم قبوله للبعث، فالله تعالى قادر على إعادتكم وبعثكم، وحين تقوم عليهم الحجة في قدرة الله على البعث والإحياء فسيقولون -منكرين-; مَن يردُّنا إلى الحياة بعد الموت؟ قل لهم; يعيدكم ويرجعكم الله الذي أنشأكم من العدم أول مرة، وعند سماعهم هذا الرد فسيَهُزُّون رؤوسهم ساخرين متعجبين ويقولون -مستبعدين-; متى يقع هذا البعث؟ قل; هو قريب؛ فإن كل آتٍ قريب.
"أو خلقا مما يكبر في صدوركم" قال ابن إسحاق عن ابن أبي نجيح عن مجاهد سألت ابن عباس عن ذلك فقال; هو الموت وروى عطية عن ابن عمر أنه قال في تفسير هذه الآية لو كنتم موتى لأحييتكم. وكذا قال سعيد بن جبير وأبو صالح والحسن وقتادة والضحاك وغيرهم ومعنى ذلك أنكم لو فرضتم أنكم لو صرتم إلى الموت الذي هو ضد الحياة لأحياكم الله إذا شاء فإنه لا يمتنع عليه شيء إذا أراده. وقد ذكر ابن جرير ههنا حديثا "يجاء بالموت يوم القيامة كأنه كبش أملح فيوقف بين الجنة والنار ثم يقال يا أهل الجنة أتعرفون هذا؟ فيقولون نعم; ثم يقال يا أهل النار أتعرفون هذا؟ فيقولون نعم فيذبح بين الجنة والنار ثم يقال يا أهل الجنة خلود بلا موت ويا أهل النار خلود بلا موت" وقال مجاهد "أو خلقا مما يكبر في صدوركم" يعني السماء والأرض والجبال وفي رواية; ما شئتم فكونوا فسيعيدكم الله بعد موتكم وقد وقع في التفسير المروي عن الإمام مالك عن الزهري في قوله "أو خلقا مما يكبر في صدوركم" قال النبي صلى الله عليه وسلم قال مالك ويقولون هو الموت. وقوله تعالى "فسيقولون من يعيدنا" أي من يعيدنا إذا كنا حجارة أو حديدا أو خلقا آخر شديدا "قل الذي فطركم أول مرة" أي الذي خلقكم ولم تكونوا شيئا مذكورا ثم صرتم بشرا تنتشرون فإنه قادر على إعادتكم ولو صرتم إلى أي حال "وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه" الآية وقوله تعالى "فسينغضون إليك رءوسهم" قال ابن عباس وقتادة يحركونها استهزاء وهذا الذي قالاه هو الذي تعرفه العرب من لغاتها لأن الإنغاض هو التحرك من أسفل إلى أعلى أو من أعلى إلى أسفل ومنه قيل للظليم وهو ولد النعامة نغضا لأنه إذا مشى عجل بمشيته وحرك رأسه ويقال نغضت سنه إذا تحركت وارتفعت من منبتها. وقال الراجز; ونغضت من هرم أسنانها. وقوله "ويقولون متى هو" إخبار عنهم بالاستبعاد منهم لوقوع ذلك كما قال تعالى "ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين" وقال تعالى "يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها" وقوله "قل عسى أن يكون قريبا" أي احذروا ذلك فإنه قريب إليكم سيأتيكم لا محالة فكل ما هو آت آت. وقوله تعالى "يوم يدعوكم" أي الرب تبارك وتعالى "إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون" أي إذا أمركم بالخروج منها فإنه لا يخالف ولا يمانع بل كما قال تعالى "وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر" "إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون" وقوله "فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم بالساهرة" أي إنما هو أمر واحد بانتهار فإذا الناس قد خرجوا من باطن الأرض. إلى ظاهرها.
أو خلقا مما يكبر في صدوركم قال مجاهد ; يعني السماوات والأرض والجبال لعظمها في النفوس . وهو معنى قول قتادة . يقول ; كونوا ما شئتم ، فإن الله يميتكم ثم يبعثكم . وقال ابن عباس وابن عمر وعبد الله بن عمرو بن العاص وابن جبير ومجاهد أيضا وعكرمة وأبو صالح والضحاك ; يعني الموت ; لأنه ليس شيء أكبر في نفس ابن آدم منه ; قال أمية بن أبي الصلت ;وللموت خلق في النفوس فظيع[ ص; 247 ] يقول ; إنكم لو خلقتم من حجارة أو حديد أو كنتم الموت لأميتنكم ولأبعثنكم ; لأن القدرة التي بها أنشأتكم بها نعيدكم . وهو معنى قوله ; فسيقولون من يعيدنا . وفي الحديث أنه يؤتى بالموت يوم القيامة في صورة كبش أملح فيذبح بين الجنة والنار . وقيل ; أراد به البعث ; لأنه كان أكبر في صدورهم ; قاله الكلبي .قل الذي فطركم أول مرة فطركم خلقكم وأنشأكم .فسينغضون إليك رءوسهم أي يحركون رءوسهم استهزاء ; يقال ; نغض رأسه ينغض وينغض نغضا ونغوضا ; أي تحرك . وأنغض رأسه أي حركه ، كالمتعجب من الشيء ; ومنه قوله - تعالى - ; فسينغضون إليك رءوسهم . قال الراجز ;أنغض نحوي رأسه وأقنعاويقال أيضا ; نغض فلان رأسه أي حركه ; يتعدى ولا يتعدى ، حكاه الأخفش . ويقال ; نغضت سنه ; أي تحركت وانقلعت . قال الراجز ;ونغضت من هرم أسنانهاوقال آخر ;لما رأتني أنغضت لي الرأساوقال آخر ;لا ماء في المقراة إن لم تنهض بمسد فوق المحال النغضالمحال والمحالة ; البكرة العظيمة التي يستقى بها الإبل .ويقولون متى هو أي البعث والإعادة وهذا الوقت .قل عسى أن يكون قريبا أي هو قريب ; لأن عسى واجب ; نظيره وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا و لعل الساعة قريب . وكل ما هو آت فهو قريب .
واختلف أهل التأويل في المعنيّ بقوله ( أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ ) فقال بعضهم; عُنِي به الموت، وأريد به; أو كونوا الموت، فإنكم إن كنتموه أمتُّكم ثم بعثتكم بعد ذلك يوم البعث.* ذكر من قال ذلك;حدثنا زكريا بن يحيى بن أبي زائدة، قال; ثنا ابن إدريس، عن أبيه، عن عطية، عن ابن عمر ( أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ ) قال; الموت، قال; لو كنتم موتى لأحييتكم.حدثني محمد بن سعد، قال; ثني أبي، قال; ثني عمي، قال ; ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله ( أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ ) يعني الموت، يقول; إن كنتم الموت أحييتكم.حدثني محمد بن عبيد المحاربي، قال; ثنا أبو مالك الجنبي، قال; ثنا ابن أبي خالد، عن أبي صالح في قوله ( أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ ) قال; الموت.حدثنا محمد بن المثنى، قال; ثنا سليمان أبو داود، قال; ثنا شعبة، عن أبي رجاء، عن الحسن، في قوله ( أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ ) قال; الموت.حدثنا القاسم، قال; ثنا الحسين، قال; ثني حجاج، عن ابن جريج، قال; قال سعيد بن جبير، في قوله ( أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ ) كونوا الموت إن استطعتم، فإن الموت سيموت؛ قال; وليس شيء أكبر في نفس ابن آدم من الموت.حدثنا ابن عبد الأعلى، قال; ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة، قال; بلغني، عن سعيد بن جبير، قال; هو الموت.حدثني محمد بن سعد، قال; ثني أبي، قال; ثني عمي، قال; ثني أبي، عن أبيه، عن عبد الله بن عمر، أنه كان يقول; " يجاء بالموت يوم القيامة كأنه كبش أملح حتى يُجعل بين الجنة والنار، فينادي مناد يُسمع أهلَ الجنة وأهل النار، فيقول; هذا الموت قد جئنا به ونحن مهلكوه، فايقنوا يا أهل الجنة وأهل النار أن الموت قد هلك ".حُدثت عن الحسين، قال; سمعت أبا معاذ، قال; ثنا عبيد بن سليمان، قال; سمعت الضحاك يقول في قوله ( أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ ) يعني الموت، يقول; لو كنتم الموت لأمتكم.وكان عبد الله بن عمرو بن العاص يقول; إن الله يجيء بالموت يوم القيامة، وقد صار أهل الجنة وأهل النار إلى منازلهم، كأنه كبش أملح، فيقف بين الجنة والنار، فينادي أهل الجنة وأهل النار هذا الموت، ونحن ذابحوه، فأيقنوا بالخلود.وقال آخرون; عنى بذلك السماء والأرض والجبال.* ذكر من قال ذلك;حدثنا ابن عبد الأعلى، قال; ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة ( أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ ) قال; السماء والأرض والجبال.وقال آخرون; بل أريد بذلك; كونوا ما شئتم.* ذكر من قال ذلك;حدثني محمد بن عمرو، قال; ثنا أبو عاصم، قال; ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال; ثنا الحسن، قال; ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ( كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ ) قال; ما شئتم فكونوا، فسيعيدكم الله كما كنتم.حدثنا القاسم، قال; ثنا الحسين، قال; ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، مثله.حدثنا بشر، قال; ثنا يزيد، قال; ثنا سعيد، عن قتادة ( قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ ) قال; من خلق الله، فإن الله يميتكم ثم يبعثكم يوم القيامة خلقا جديدا.وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال; إن الله تعالى ذكره قال ( أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ )، وجائز أن يكون عنى به الموت، لأنه عظيم في صدور بني آدم؛ وجائز أن يكون أراد به السماء والأرض؛ وجائز أن يكون أراد به غير ذلك، ولا بيان في ذلك أبين مما بين جلّ ثناؤه، وهو كلّ ما كبر في صدور بني آدم من خلقه، لأنه لم يخصص منه شيئا دون شيء.وأما قوله ( فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا ) فإنه يقول; فسيقول لك يا محمد هؤلاء الذين لا يؤمنون بالآخرة (مَنْ يُعِيدُنا) خلقا جديدا، إن كنا حجارة أو حديدا أو خلقا مما يكبر في صدورنا، فقل لهم; يعيدكم ( الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ) يقول; يعيدكم كما كنتم قبل أن تصيروا حجارة أو حديدا إنسا أحياء، الذي خلقكم إنسا من غير شيء أوّل مرّة.كما حدثنا بشر، قال; ثنا يزيد، قال; ثنا سعيد، عن قتادة ( قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ) أي خلقكم ( فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ ) يقول; فإنك إذا قلت لهم ذلك، فسيهزُّون إليك رءوسهم برفع وخفض، وكذلك النَّغْض في كلام العرب، إنما هو حركة بارتفاع ثم انخفاض، أو انخفاض ثم ارتفاع، ولذلك سمي الظليم نَغْضا، لأنه إذا عجل المشي ارتفع وانخفض، وحرّك رأسه، كما قال الشاعر.أسكّ نغْضًا لا يَنِي مُسْتَهْدِجا (1)ويقال; نَغَضَت سنه; إذا تحرّكت وارتفعت من أصلها؛ ومنه قول الراجز;ونَغَضَتْ مِنْ هَرِمٍ أسْنانُها (2)وقول الآخر;لمَّا رأتْنِي أنْغَضَتْ ليَ الرأسا (3)وبنحو الذي قلنا في ذلك، قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;حدثنا بشر، قال; ثنا يزيد، قال; ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ ) أي يحرّكون رءوسهم تكذيبا واستهزاء.حدثنا ابن عبد الأعلى، قال; ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة ( فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ ) قال; يحرّكون رءوسهم.حدثني محمد بن سعد، قال; ثني أبي، قال; ثني عمي قال; ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله ( فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ ) يقول; سيحركونَها إليك استهزاء.حدثنا القاسم، قال; ثنا الحسين، قال; ثني حجاج، عن ابن جريج، عن عطاء الخراسانيّ، عن ابن عباس ( فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ ) قال; يحرّكون رءوسهم يستهزءون ويقولون متى هو.حدثني عليّ، قال; ثنا عبد الله، قال; ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله ( فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ ) يقول; يهزءون.وقوله (وَيَقُولُونَ مَتى هُوَ) يقول جلّ ثناؤه; ويقولون متى البعث، وفي أيّ حال ووقت يعيدنا خلقا جديدا، كما كنا أوّل مرّة، قال الله عزّ وجلّ لنبيه; قل لهم يا محمد إذ قالوا لك; متى هو، متى هذا البعث الذي تعدنا، عسى أن يكون قريبا؟ وإنما معناه; هو قريب، لأن عسى من الله واجب، ولذلكقال النبيّ صلى الله عليه وسلم; " بُعِثْتُ أنا والسَّاعَةُ كَهاتَيْن، وأشار بالسَّبابة والوُسطَى "، لأن الله تعالى كان قد أعلمه أنه قريب مجيب.----------------------الهوامش ;(1) هذا بيت من مشطور الرجز للعجاج ( ديوانه طبع ليبسج سنة 1903 ص 7 ) وهو السابع من أرجوزة مطولة . وفيه ; " أصك " بالصاد ، في موضع " أسك " بالسين . والأسك ; صفة من السكك ، وهو الصمم . وقيل ; صغر الأذن ولزوقها بالرأس ، وقلة إشرافها . وقيل ; قصرها ولصوقها بالحششاء ، يكون ذلك في الآدميين وغيرهم . قال ; والنعام كلها سك وكذلك القطا . وأصل السكك الصمم . ا هـ . اللسان . وفي ( اللسان ; صكك) ; الأصك والمصك ; القوي الجسيم الشديد الخلق من الناس والإبل والحمير . وفي ( نغض) ; نغض الشيء نغضا ; تحرك واضطرب ، وأنغض هو ; حركة ا هـ . ولا يني ; أي لا يفتر . وفيه أيضا ( هدج ) أورد البيت كرواية الديوان . قال ; وهدج الظليم يهدج هدجانا واستهدج ، وهو مشى وسعى وعدو ، كل ذلك إذا كان في ارتعاش . قال العجاج يصف الظليم ; " أصك .. إلخ " . ويروى مستهدجا ( بكسر الدال) أي عجلان . وقال ابن الأعرابي ; أي مستعجلا ، أي أفزع فر . والبيت شاهد على أن " النغض " في كلام العرب حركة بارتفاع ثم انخفاض أو بالعكس .(2) البيت من مشطور الرجز ، وهو من شواهد أبي عبيدة في ( مجاز القرآن 1 ; 382 ) وعنه أخذه المؤلف . قال أبو عبيدة ; " فسينغضون إليك رءوسهم " ; مجازه ; فسيرفعون ويحركون استهزاء منهم . ويقال ; قد نغضت سن فلان ; إذا تحركت وارتفعت من أصلها . قال ;ونغضــت مــن هــرم أسـنانها(3) وهذا البيت أيضا شاهد بمعنى الذي قبله ، وهو من شواهد أبي عبيدة في مجاز القرآن (1 ; 382) جاء بعد الأول على أن أنغض الرأس بمعنى حركه ورفعه استهزاء بمن هو أمامه .
تفسير الآيتين 50 و51 :ـولهذا أمر رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقول لهؤلاء المنكرين للبعث استبعادا: { قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ } أي: يعظم { فِي صُدُورِكُمْ } لتسلموا بذلك على زعمكم من أن تنالكم قدرة الله أو تنفذ فيكم مشيئته، فإنكم غير معجزي الله في أي حالة تكونون وعلى أي وصف تتحولون، وليس لكم في أنفسكم تدبير في حالة الحياة وبعد الممات. فدعوا التدبير والتصريف لمن هو على كل شيء قدير وبكل شيء محيط. { فَسَيَقُولُونَ } حين تقيم عليهم الحجة في البعث: { مَنْ يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ } فكما فطركم ولم تكونوا شيئا مذكورا فإنه سيعيدكم خلقا جديدا { كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ } { فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ } أي: يهزونها إنكارا وتعجبا مما قلت، { وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ } أي: متى وقت البعث الذي تزعمه على قولك؟ لا إقرار منهم لأصل البعث بل ذلك سفه منهم وتعجيز. { قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا } فليس في تعيين وقته فائدة، وإنما الفائدة والمدار على تقريره والإقرار به وإثباته وإلا فكل ما هو آت فإنه قريب.
أو) حرف عطف
(خلقا) معطوف على
(حديدا) منصوبـ (من) حرف جرّ
(ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بنعت لـ (خلقا) ،
(يكبر) مضارع مرفوع، والفاعل هو (في صدوركم) جارّ ومجرور متعلّق بـ (يكبر) ، و (كم) مضاف إليه
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر
(السين) حرف استقبالـ (يقولون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعلـ (من) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ
(يعيدنا) مضارع مرفوع، و (نا) ضمير مفعول به، والفاعل هو (قل) مثل الأوّلـ (الذي) اسم موصول في محلّ رفع مبتدأ وخبره محذوف تقديره يعيدكم
(فطركم) فعل ماض، و (كم) ضمير مفعول به، والفاعل هو وهو العائد
(أوّل) مفعول فيه نائب عن الظرف منصوب متعلّق بـ (فطركم) ،
(مرّة) مضاف إليه مجرور
(فسينغضون) مثل فسيقولون
(إلى) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (ينغضون) ،
(رؤوسهم) مفعول به منصوب، و (هم) مضاف إليه
(الواو) عاطفة
(يقولون) مثل الأولـ (متى) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب ظرف زمان متعلّق بمحذوف خبر مقدّم،
(هو) ضمير منفصل مبتدأ مؤخّر
(قل) مثل الأولـ (عسى) فعل ماض ناقص جامد، واسمه ضمير مستتر تقديره هو أي البعث
(أن) حرف مصدريّ ونصبـ (يكون) مضارع ناقص منصوب، واسمه ضمير مستتر تقديره هو أي البعث
(قريبا) خبر يكون منصوب. والمصدر المؤوّلـ (أن يكون..) في محلّ نصب خبر عسى . وجملة: «يكبر ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما) وجملة: «يقولون ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن قلت أنّ الروح ستعود إليكم بعد الموت فسيقولون.. وجملة: «من يعيدنا ... » في محلّ نصب مقول القول وجملة: «يعيدنا ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ
(من) وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: «فطركم» لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذي) وجملة: «ينغضون ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن قلت لهم ذلك فسينغضون.. وجملة: «يقولون ... » معطوفة على جملة ينغضون وجملة: «متى هو ... » في محلّ نصب مقول القول وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: «عسى أن يكون ... » في محلّ نصب مقول القول وجملة: «يكون قريبا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن)
- القرآن الكريم - الإسراء١٧ :٥١
Al-Isra'17:51