الرسم العثمانينَّحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ ۚ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ ءَامَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنٰهُمْ هُدًى
الـرسـم الإمـلائـينَحۡنُ نَقُصُّ عَلَيۡكَ نَبَاَهُمۡ بِالۡحَـقِّؕ اِنَّهُمۡ فِتۡيَةٌ اٰمَنُوۡا بِرَبِّهِمۡ وَزِدۡنٰهُمۡ هُدًىۖ
تفسير ميسر:
نحن نقصُّ عليك -أيها الرسول- خبرهم بالصدق. إن أصحاب الكهف شُبَّان صدَّقوا ربهم وامتثلوا أمره، وزِدْناهم هدى وثباتًا على الحق.
من ههنا شرع في بسط القصة وشرحها فذكر تعالى أنهم فتية وهم الشباب وهم أقبل للحق وأهدى للسبيل من الشيوخ الذين قد عتوا وانغمسوا في دين الباطل ولهذا كان أكثر المستجيبين لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم شبابا وأمًا المشايخ من قريش فعامتهم بقوا على دينهم ولم يسلم منهم إلا القليل هكذا أخبر تعالى عن أصحاب الكهف أنهم كانوا فتية شبابًا وقال مجاهد; بلغني أنه كان في آذان بعضهم القرطة يعني الحلق فألهمهم الله رشدهم وآتاهم تقواهم فآمنوا بربهم أي اعترفوا له بالوحدانية وشهدوا أنه لا إله إلا هو وزدناهم هدى استدل بهذه الآية وأمثالها غير واحد من الأئمة كالبخاري وغيره ممن ذهب إلى زيادة الإيمان وتفاضله وأنه يزيد وينقص ولهذا قال تعالى " وزدناهم هدى " كما قال " والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم " وقال " فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون " وقال " ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم " إلى غير ذلك من الآيات الدالة على ذلك.وقد ذكر أنهم كانوا على دين المسيح عيسى ابن مريم فالله أعلم والظاهر أنهم كانوا قبل ملة النصرانية بالكلية فإنهم لو كانوا على دين النصرانية لما اعتنى أحبار اليهود بحفظ خيرهم وأمرهم لمباينتهم لهم وقد تقدم عن ابن عباس أن قريشًا بعثوا إلى أحبار اليهود بالمدينة يطلبون منهم أشياء يمتحنون بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فبعثوا إليهم أن يسألوه عن خبر هؤلاء وعن خبر ذي القرنين وعن الروح فدل هذا على أن هذا أمر محفوظ في كتب أهل الكتاب وأنه متقدم على دين النصرانية والله أعلم.
قوله تعالى ; نحن نقص عليك نبأهم بالحق إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى قوله تعالى ; نحن نقص عليك نبأهم بالحق لما اقتضى قوله - تعالى - لنعلم أي الحزبين أحصى اختلافا وقع في أمد الفتية ، عقب بالخبر عن أنه - عز وجل - يعلم من أمرهم بالحق الذي وقع .وقوله تعالى ; إنهم فتية أي شباب وأحداث حكم لهم بالفتوة حين آمنوا بلا واسطة ; كذلك قال أهل اللسان ; رأس الفتوة الإيمان . وقال الجنيد ; الفتوة بذل الندى وكف الأذى وترك الشكوى . وقيل ; الفتوة اجتناب المحارم واستعجال المكارم . وقيل غير هذا . وهذا القول حسن جدا ; لأنه يعم بالمعنى جميع ما قيل في الفتوة .قوله تعالى ; وزدناهم هدى أي يسرناهم للعمل الصالح ; من الانقطاع إلى الله - تعالى - ، ومباعدة الناس ، والزهد في الدنيا . وهذه زيادة على الإيمان . وقال السدي ; زادهم هدى بكلب الراعي حين طردوه ورجموه مخافة أن ينبح عليهم وينبه بهم ; فرفع الكلب يديه إلى السماء كالداعي فأنطقه الله ، فقال ; يا قوم لم تطردونني ، لم ترجمونني لم تضربونني فوالله لقد عرفت الله قبل أن تعرفوه بأربعين سنة ; فزادهم الله بذلك هدى .
القول في تأويل قوله تعالى ; نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (13)يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم;نحن يا محمد نقص عليك خبر هؤلاء الفتية الذين أوَوْا إلى الكهف بالحق، يعني; بالصدق واليقين الذي لا شك فيه (إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ) يقول; إن الفتية الذين أوَوْا إلى الكهف الذين سألك عن نبئهم الملأ من مشركي قومك، فتية آمنوا بربهم، (وَزِدْنَاهُمْ هُدًى) يقول; وزدناهم إلى إيمانهم بربهم إيمانا، وبصيرة بدينهم، حتى صبروا على هجران دار قومهم، والهرب من بين أظهرهم بدينهم إلى الله ، وفراق ما كانوا فيه من خفض العيش ولينه، إلى خشونة المكث في كهف الجبل.
هذا شروع في تفصيل قصتهم، وأن الله يقصها على نبيه بالحق والصدق، الذي ما فيه شك ولا شبهة بوجه من الوجوه، { إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ } وهذا من جموع القلة، يدل ذلك على أنهم دون العشرة، { آمَنُوا } بالله وحده لا شريك له من دون قومهم، فشكر الله لهم إيمانهم، فزادهم هدى، أي: بسبب أصل اهتدائهم إلى الإيمان، زادهم الله من الهدى، الذي هو العلم النافع، والعمل الصالح، كما قال تعالى: { ويزيد الله الذين اهتدوا هدى }
(نحن) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ
(نقصّ) مضارع مرفوع والفاعل نحن للتعظيم
(على) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (نقصّ) ،
(نبأهم) مفعول به منصوب.. و (هم) ضمير مضاف إليه
(بالحقّ) جارّ ومجرور متعلّق بحال من الفاعل أو المفعول.
(إنّهم) حرف مشبّه بالفعل.. و (هم) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ
(فتية) خبر مرفوع
(آمنوا) فعل ماض وفاعله
(بربّهم) جارّ ومجرور متعلّق بـ (آمنوا) ، و (هم) مضاف إليه
(الواو) عاطفة
(زدناهم) فعل ماض وفاعله، و (هم) ضمير مفعول به أوّلـ (هدى) مفعول به ثان منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف.
جملة: «نحن نقصّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «نقصّ ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ
(نحن) .
وجملة: «إنّهم فتية ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «آمنوا ... » في محلّ رفع نعت لفتية.وجملة: «زدناهم ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة آمنوا..
14-
(الواو) عاطفة
(ربطنا) مثل زدنا
(على قلوبهم) جارّ ومجرور متعلّق بـ (ربطنا) .. و (هم) مضاف إليه
(إذ) ظرف للزمن الماضي مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بـ (ربطنا) ،
(قاموا) مثل آمنوا
(الفاء) عاطفة
(قالوا) مثل آمنوا
(ربّنا) مبتدأ مرفوع.. و (نا) ضمير مضاف إليه
(ربّ) خبر مرفوع
(السموات) مضاف إليه مجرور
(الأرض) معطوف على السموات بالواو مجرور
(لن) حرف نفي ونصبـ (ندعو) مضارع منصوب، والفاعل نحن
(من دونه) جارّ ومجرور متعلّق بحال من(إلها) ، و (الهاء) مضاف إليه
(إلها) مفعول به منصوبـ (اللام) لام القسم لقسم مقدّر
(قد) حرف تحقيق
(قلنا) مثل زدنا
(إذاً) - بالتنوين- حرف جواب لا عمل له
(شططا) مفعول به منصوب .
وجملة: «ربطنا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة آمنوا.
وجملة: «قاموا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «قالوا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة قاموا.
وجملة: «ربّنا ربّ ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «لن ندعو ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ مبيّن حكم الجملة قبل.
وجملة: «قلنا ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.. وجملة القسم المقدّرة جواب لشرط مقدّر عبّرت عنه
(إذاً) أي: إن دعوناه فو الله لقد قلنا شططا.
15-
(ها) حرف تنبيه
(أولاء) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ
(قومنا) بدل من الإشارة- أو عطف بيان- مرفوع
(اتّخذوا) فعل ماض وفاعله
(من دونه)مثل الأول متعلّق بمفعول به ثان ،
(آلهة) مفعول به أوّل منصوبـ (لولا) حرف تحضيض
(يأتون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعلـ (على) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بحال من سلطان ،
(بسلطان) جارّ ومجرور متعلّق بـ (يأتون) ،
(بيّن) نعت لسلطان مجرور
(الفاء) استئنافيّة
(من) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ
(أظلم) ، خبر مرفوع
(من) حرف جرّ
(من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بـ (أظلم)
(افترى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف، والفاعل هو وهو العائد
(على الله) جارّ ومجرور متعلّق بـ (افترى) ،
(كذبا) مفعول مطلق نائب عن المصدر ، فهو مرادفه.
وجملة: «هؤلاء قومنا ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز قول الفتية.
وجملة: «اتّخذوا ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ
(هؤلاء) .
وجملة: «لولا يأتون عليهم ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز قول الفتية.
وجملة: «من أظلم ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز قول الفتية.
وجملة: «افترى ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (من) .
- القرآن الكريم - الكهف١٨ :١٣
Al-Kahf18:13