الرسم العثمانيقَالَ هٰذَا فِرَاقُ بَيْنِى وَبَيْنِكَ ۚ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا
الـرسـم الإمـلائـيقَالَ هٰذَا فِرَاقُ بَيۡنِىۡ وَبَيۡنِكَ ۚ سَاُنَـبِّئُكَ بِتَاۡوِيۡلِ مَا لَمۡ تَسۡتَطِعْ عَّلَيۡهِ صَبۡرًا
تفسير ميسر:
قال الخَضِر لموسى; هذا وقت الفراق بيني وبينك، سأخبرك بما أنكرت عليَّ من أفعالي التي فعلتها، والتي لم تستطع صبرًا على ترك السؤال عنها والإنكار عليَّ فيها.
" قال هذا فراق بيني وبينك " أي لأنك شرطت عند قتل الغلام أنك إن سألتني عن شيء بعدها فلا تصاحبني فهو فراق بيني وبينك " سأنبئك بتأويل " أي بتفسير ما لم تستطع عليه صبرا.
قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَفعند ذلك قال له الخضر " هذا فراق بيني وبينك " بحكم ما شرطت على نفسك .وتكريره " بيني وبينك " وعدوله عن بيننا لمعنى التأكيد .قال سيبويه ; كما يقال أخزى الله الكاذب مني ومنك ; أي منا .وقال ابن عباس ; وكان قول موسى في السفينة والغلام لله , وكان قوله في الجدار لنفسه لطلب شيء من الدنيا , فكان سبب الفراق .وقال وهب بن منبه ; كان ذلك الجدار جدارا طوله في السماء مائة ذراع .سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًاتأويل الشيء مآله أي قال له ; إني أخبرك لم فعلت ما فعلت .وقيل في تفسير هذه الآيات التي وقعت لموسى مع الخضر ; إنها حجة على موسى وعجبا له وذلك أنه لما أنكر أمر خرق السفينة نودي ; يا موسى أين كان تدبيرك هذا وأنت في التابوت مطروحا في اليم فلما أنكر أمر الغلام قيل له ; أين إنكارك هذا من وكزك القبطي وقضائك عليه فلما أنكر إقامة الجدار نودي ; أين هذا من رفعك حجر البئر لبنات شعيب دون أجر .
القول في تأويل قوله تعالى ; قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (78)يقول تعالى ذكره; قال صاحب موسى لموسى; هذا الذي قلته وهو قوله (لَوْ شِئْتَ لاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا) (فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ ) يقول; فرقة ما بيني وبينك; أي مفرق بيني وبينك(سَأُنَبِّئُكَ) يقول; سأخبرك ( بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا ) يقول; بما يئول إليه عاقبة أفعالي التي فعلتها، فلم تستطع على تَرك المسألة عنها، وعن النكير علي فيها صبرا، والله أعلم.
{ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ ْ} فإنك شرطت ذلك على نفسك، فلم يبق الآن عذر، ولا موضع للصحبة، { سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا ْ} أي: سأخبرك بما أنكرت عليَّ، وأنبئك بما لي في ذلك من المآرب، وما يئول إليه الأمر.
(هذا) مبتدأ خبره
(فراق) ،
(بيني) مضاف إليه مجرور
، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على ما قبل الياء و (بين) معطوف على الأول مجرور مثله
(بتأويل) متعلّق بـ (أنبّئك) ،
(ما) اسم موصول في محلّ جرّ مضاف إليه
(عليه) متعلّق بـ (صبرا) .
جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «هذا فراق ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «سأنبّئك ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: «تستطع ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما) .
- القرآن الكريم - الكهف١٨ :٧٨
Al-Kahf18:78