الرسم العثمانيقَالُوٓا إِنْ هٰذٰنِ لَسٰحِرٰنِ يُرِيدَانِ أَن يُخْرِجَاكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلٰى
الـرسـم الإمـلائـيقَالُوۡۤا اِنۡ هٰذٰٮنِ لَسٰحِرٰنِ يُرِيۡدٰنِ اَنۡ يُّخۡرِجٰكُمۡ مِّنۡ اَرۡضِكُمۡ بِسِحۡرِهِمَا وَيَذۡهَبَا بِطَرِيۡقَتِكُمُ الۡمُثۡلٰى
تفسير ميسر:
فتجاذب السحرة أمرهم بينهم وتحادثوا سرًا، قالوا; إن موسى وهارون ساحران يريدان أن يخرجاكم من بلادكم بسحرهما، ويذهبا بطريقة السحر العظيمة التي أنتم عليها، فأحكموا كيدكم، واعزموا عليه من غير اختلاف بينكم، ثم ائتوا صفًا واحدًا، وألقوا ما في أيديكم مرة واحدة؛ لتَبْهَروا الأبصار، وتغلبوا سحر موسى وأخيه، وقد ظفر بحاجته اليوم مَن علا على صاحبه، فغلبه وقهره.
"قالوا إن هذان لساحران" وهذه لغة لبعض العرب جاءت هذه القراءة على إعرابها ومنهم من قرأ إن هذين لساحران وهذه اللغة المشهورة وقد توسع النحاة في الجواب عن القراءة الأولى بما ليس هذا موضعه والغرض أن السحرة قالوا فيما بينهم; تعلمون أن هذا الرجل وأخاه - يعنون موسى وهارون - ساحران عالمان خبيران بصناعة السحر يريدان في هذا اليوم أن يغلباكم وقومكم ويستوليا على الناس وتتبعهما العامة ويقاتلا فرعون وجنوده فينصرا عليه ويخرجاكم من أرضكم وقوله" ويذهبا بطريقتكم المثلى" أي ويستبدا بهذه الطريقة وهي السحر فإنهم كانوا معظمين بسببها لهم أموال وأرزاق عليها يقولون إذا غلب هذان أهلكاكم وأخرجاكم من الأرض وتفردا بذلك وتمحضت لهما الرياسة بها دونكم وقد تقدم في حديث الفتون أن ابن عباس قال في قوله ويذهبا بطريقتكم المثلى يعني ملكهم الذي هم فيه والعيش وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا نعيم بن حماد حدثنا هشيم عن عبد الرحمن بن إسحاق سمع الشعبي يحدث عن علي في قوله ويذهبا بطريقتكم المثلى قال يصرفان وجوه الناس إليهما وقال مجاهد ويذهبا بطريقتكم المثلى قال أولو الشرف والعقل والأسنان.وقال أبو صالح بطريقتكم المثلى أشرافكم وسرواتكم وقال عكرمة بخيركم وقال قتادة وطريقتهم المثلى يومئذ بنو إسرائيل وكانوا أكثر القوم عددا وأموالا فقال عدو الله يريدان أن يذهبا بها لأنفسهما وقال عبد الرحمن بن زيد بطريقتكم المثلى بالذي أنتم عليه.
قوله تعالى ; قالوا إن هذان لساحران قرأ أبو عمر ( إن هذين لساحران ) . ورويت عن عثمان وعائشة - رضي الله عنهما - وغيرهما من الصحابة ؛ وكذلك قرأ الحسن وسعيد بن جبير وإبراهيم النخعي وغيرهم من التابعين ؛ ومن القراء عيسى بن عمر وعاصم الجحدري ؛ فيما ذكر النحاس . وهذه القراءة موافقة للإعراب مخالفة للمصحف . وقرأ الزهري والخليل بن أحمد والمفضل وأبان وابن محيصن وابن كثير وعاصم في رواية حفص عنه إن هذان بتخفيف ( إن ) ( لساحران ) وابن كثير يشدد نون ( هذان ) . وهذه القراءة سلمت من مخالفة المصحف ومن فساد الإعراب ، ويكون معناها ما هذان إلا ساحران . وقرأ المدنيون والكوفيون ( إن هذان ) بتشديد ( إن ) ( لساحران ) فوافقوا المصحف وخالفوا الإعراب . قال النحاس فهذه ثلاث قراءات قد رواها الجماعة عن الأئمة ، وروي عن عبد الله بن مسعود أنه قرأ ( إن هذان إلا ساحران ) وقال الكسائي في قراءة عبد الله ; ( إن هذان ساحران ) بغير لام ؛ وقال الفراء في حرف أبي ( إن ذان إلا ساحران ) فهذه ثلاث قراءات أخرى تحمل على التفسير لا أنها جائز أن يقرأ بها لمخالفتها المصحف .قلت ; وللعلماء في قراءة أهل المدينة والكوفة ستة أقوال ذكرها ابن الأنباري في آخر كتاب الرد له ، والنحاس في إعرابه ، والمهدوي في تفسيره ، وغيرهم أدخل كلام بعضهم في بعض . وقد خطأها قوم حتى قال أبو عمرو ; إني لأستحي من الله أن أقرأ ( إن هذان ) وروى عروة عن عائشة - رضي الله عنها - أنها سئلت عن قوله تعالى ; لكن الراسخون في العلم ثم قال ; والمقيمين وفي ( المائدة ) إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون و ( إن هذان لساحران ) فقالت يا ابن أختي ! هذا خطأ من الكاتب . وقال عثمان بن عفان - رضي الله عنه - ; في المصحف لحن وستقيمه العرب بألسنتهم . وقال أبان بن عثمان ; قرأت هذه الآية عند أبي عثمان بن عفان ، فقال لحن وخطأ ؛ فقال له قائل ; ألا تغيروه ؟ فقال ; دعوه فإنه لا يحرم [ ص; 134 ] حلالا ولا يحلل حراما . القول الأول من الأقوال الستة أنها لغة بني الحارث بن كعب وزبيد وخثعم وكنانة بن زيد يجعلون رفع الاثنين ونصبه وخفضه بالألف ؛ يقولون ; جاء الزيدان ورأيت الزيدان ومررت بالزيدان ، ومنه قوله تعالى ; ولا أدراكم به على ما تقدم . وأنشد الفراء لرجل من بني أسد - قال ; وما رأيت أفصح منه ;فأطرق إطراق الشجاع ولو يرى مساغا لناباه الشجاع لصمماويقولون ; كسرت يداه وركبت علاه ؛ يديه وعليه ؛ قال شاعرهم [ هوبر الحارثي ] ;تزود منا بين أذناه ضربة دعته إلى هابي التراب عقموقال آخر ;طاروا علاهن فطر علاهاأي عليهن وعليها .وقال آخر ;إن أباها وأبا أباها قد بلغا في المجد غايتاهاأي إن أبا أبيها وغايتيها . قال أبو جعفر النحاس ; وهذا القول من أحسن ما حملت عليه الآية ؛ إذ كانت هذه اللغة معروفة ، وقد حكاها من يرتضى بعلمه وأمانته ؛ منهم أبو زيد الأنصاري وهو الذي يقول ; إذا قال سيبويه حدثني من أثق به فإنما يعنيني ؛ وأبو الخطاب الأخفش وهو رئيس من رؤساء اللغة ، والكسائي والفراء كلهم قالوا هذا على لغة بني الحارث بن كعب . وحكى أبو عبيدة عن أبي الخطاب أن هذه لغة بني كنانة . المهدوي ; وحكى غيره أنها لغة لخثعم . قال النحاس ومن أبين ما في هذا قول سيبويه ; واعلم أنك إذا ثنيت الواحد زدت عليه زائدتين ، الأولى منهما حرف مد ولين وهو حرف الإعراب ؛ قال أبو جعفر فقول سيبويه ; وهو حرف الإعراب ، يوجب أن الأصل ألا يتغير ، فيكون ( إن هذان ) جاء على أصله ليعلم ذلك ، وقد قال تعالى ; استحوذ عليهم الشيطان ولم يقل استحاذ ؛ فجاء هذا ليدل على الأصل ، وكذلك ( إن هذان ) ولا يفكر في إنكار من أنكر هذه اللغة إذا كان الأئمة قد رووها . القول الثاني أن يكون ( إن ) بمعنى نعم ؛ كما حكى الكسائي عن عاصم قال ; العرب تأتي ب إن بمعنى نعم ، وحكى سيبويه أن ( إن ) تأتي [ ص; 135 ] بمعنى أجل ، وإلى هذا القول كان محمد بن يزيد وإسماعيل بن إسحاق القاضي يذهبان ؛ قال النحاس ; ورأيت أبا إسحاق الزجاج وعلي بن سليمان يذهبان إليه . الزمخشري ; وقد أعجب به أبو إسحاق . النحاس ; وحدثنا علي بن سليمان ، قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن عبد السلام النيسابوري ، ثم لقيت عبد الله بن أحمد فحدثني ، قال حدثني عمير بن المتوكل ، قال حدثنا محمد بن موسى النوفلي من ولد حارث بن عبد المطلب ، قال حدثنا عمر بن جميع الكوفي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي - وهو ابن الحسين - عن أبيه عن علي بن أبي طالب رضوان الله عليهم أجمعين ، قال ; لا أحصي كم سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول على منبره ; إن الحمد لله نحمده ونستعينه ثم يقول ; أنا أفصح قريش كلها وأفصحها بعدي أبان بن سعيد بن العاص قال أبو محمد الخفاف قال عمير ; إعرابه عند أهل العربية والنحو إن الحمد لله بالنصب إلا أن العرب تجعل ( إن ) في معنى نعم كأنه أراد - صلى الله عليه وسلم - ؛ نعم الحمد لله ؛ وذلك أن خطباء الجاهلية كانت تفتتح خطبها بنعم . وقال الشاعر في معنى نعم ;قالوا غدرت فقلت إن وربما نال العلا وشفى الغليل الغادروقال عبد الله بن قيس الرقيات ;بكر العواذل في الصبا ح يلمنني وألومهنهويقلن شيب قد علا ك وقد كبرت فقلت إنهفعلى هذا جائز أن يكون قول الله - عز وجل - ; إن هذان لساحران بمعنى نعم ولا تنصب . قال النحاس ; أنشدني داود بن الهيثم ، قال ; أنشدني ثعلب ;ليت شعري هل للمحب شفاء من جوى حبهن إن اللقاءقال النحاس ; وهذا قول حسن إلا أن فيه شيئا لأنه إنما يقال ; نعم زيد خارج ، ولا تكاد تقع اللام هاهنا ، وإن كان النحويون قد تكلموا في ذلك فقالوا ; اللام ينوى بها التقديم ؛ كما قال ;خالي لأنت ومن جرير خاله ينل العلاء ويكرم الأخوالا[ ص; 136 ] آخر ;أم الحليس لعجوز شهربه ترضى من الشاة بعظم الرقبهأي لخالي ولأم الحليس ؛ وقال الزجاج ; والمعنى في الآية إن هذان لهما ساحران ثم حذف المبتدأ . المهدوي ; وأنكره أبو علي وأبو الفتح بن جني . قال أبو الفتح ; ( هما ) المحذوف لم يحذف إلا بعد أن عرف ، وإذا كان معروفا فقد استغني بمعرفته عن تأكيده باللام ، ويقبح أن تحذف المؤكد وتترك المؤكد . القول الثالث قال الفراء أيضا ; وجدت الألف دعامة ليست بلام الفعل فزدت عليها نونا ولم أغيرها كما قلت ; ( الذي ) ثم زدت عليه نونا فقلت ; جاءني الذين عندك ، ورأيت الذين عندك ، ومررت بالذين عندك القول الرابع قاله بعض الكوفيين قال ; الألف في ( هذان ) مشبهة بالألف في يفعلان فلم تغير . القول الخامس ; قال أبو إسحاق ; النحويون القدماء يقولون الهاء هاهنا مضمرة ، والمعنى إنه هذان لساحران ؛ قال ابن الأنباري ; فأضمرت الهاء التي هي منصوب ( إن ) و ( هذان ) خبر ( إن ) و ( ساحران ) يرفعها ( هما ) المضمر ، والتقدير ; إنه هذان لهما ساحران . والأشبه عند أصحاب أهل هذا الجواب أن الهاء اسم ( إن ) و ( هذان ) رفع بالابتداء وما بعده خبر الابتداء . القول السادس قال أبو جعفر النحاس وسألت أبا الحسن بن كيسان عن هذه الآية ، فقال ; إن شئت أجبتك بجواب النحويين ، وإن شئت أجبتك بقولي ؛ فقلت بقولك ؛ فقال ; سألنيإسماعيل بن إسحاق عنها فقلت . القول عندي أنه لما كان يقال ( هذا ) في موضع الرفع والنصب والخفض على حال واحدة ، وكانت التثنية يجب ألا يغير لها الواحد أجريت التثنية مجرى الواحدة ؛ فقال ما أحسن هذا لو تقدمك أحد بالقول به حتى يؤنس به ؛ قال ابن كيسان ; فقلت له ; فيقول القاضي به حتى يؤنس به ؛ فتبسم .قوله تعالى ; يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى هذا من قول فرعون للسحرة ؛ أي غرضهما إفساد دينكم الذي أنتم عليه ؛ كما قال فرعون ; إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد . ويقال ; فلان حسن الطريقة أي حسن المذهب . وقيل ; طريقة القوم أفضل القول ؛ وهذا الذي ينبغي أن يسلكوا طريقته ويقتدوا به ؛ فالمعنى ; ويذهبا بسادتكم ورؤسائكم ؛ استمالة لهم . أو يذهبا ببني إسرائيل وهم الأماثل وإن كانوا خولا لكم لما يرجعون إليه من الانتساب إلى الأنبياء . أو يذهبا بأهل طريقتكم فحذف المضاف . و المثلى تأنيث الأمثل ؛ كما يقال الأفضل والفضلى . وأنث الطريقة على اللفظ ، وإن كان يراد بها الرجال . ويجوز أن يكون التأنيث [ ص; 137 ] على الجماعة . وقال الكسائي ; بطريقتكم بسنتكم وسمتكم . والمثلى نعت كقولك امرأة كبرى . تقول العرب ; فلان على الطريقة المثلى يعنون على الهدى المستقيم .
القول في تأويل قوله تعالى ; فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى (62)يقول تعالى ذكره; فتنازع السحرة أمرهم بينهم.وكان تنازعهم أمرهم بينهم فيما ذكر أن قال بعضهم لبعض، ما حدثنا بشر، قال; ثنا يزيد، قال; ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى ) قال السحرة بينهم; إن كان هذا ساحرا فإنا سنغلبه، وإن كان من السماء فله أمر.وقال آخرون; بل هو أن بعضهم قال لبعض; ما هذا القول بقول ساحر.ذكر من قال ذلك; حدثنا ابن حميد، قال; ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال; حُدثت عن وهب بن منبه، قال; جمع كلّ ساحر حباله وعصيه، وخرج موسى معه أخوه يتكئ على عصاه، حتى أتى المجمع، وفرعون في مجلسه، معه أشراف أهل مملكته، قد استكف له الناس، فقال موسى للسحرة حين جاءهم; وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى فترادّ السحرة بينهم، وقال بعضهم لبعض; ما هذا بقول ساحر.وقوله ( وَأَسَرُّوا النَّجْوَى ) يقول تعالى ذكره; وأسرّوا السحرة المناجاة بينهم.ثم اختلف أهل العلم في السرار الذي أسروه، فقال بعضهم; هو قول بعضهم لبعض; إن كان هذا ساحرا فإنا سنغلبه، وإن كان من أمر السماء فإنه سيغلبنا.وقال آخرون ;في ذلك ما حدثنا ابن حميد، قال; ثنا سلمة، عن ابن إسحاق قال; حُدثت عن وهب بن منبه، قال; أشار بعضهم إلى بعض بتناج ( إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا ).حدثني موسى، قال; ثنا عمرو، قال; ثنا أسباط، عن السديّ( فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى ) من دون موسى وهارون، قالوا في نجواهم ( إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى ) قالوا; إن هذان لساحران، يَعْنُونَ بقولهم; إن هذان موسى وهارون، لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما .كما حدثنا بشر، قال; ثنا يزيد، قال; ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا ) موسى وهارون صلى الله عليهما.
والنجوى التي أسروها فسرها بقوله: { قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى } كمقالة فرعون السابقة، فإما أن يكون ذلك توافقا من فرعون والسحرة على هذه المقالة من غير قصد، وإما أن يكون تلقينا منه لهم مقالته، التي صمم عليها وأظهرها للناس، وزادوا على قول فرعون أن قالوا: { وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى } أي: طريقة السحر حسدكم عليها، وأراد أن يظهر عليكم، ليكون له الفخر والصيت والشهرة، ويكون هو المقصود بهذا العلم، الذي أشغلتم زمانكم فيه، ويذهب عنكم ما كنتم تأكلون بسببه، وما يتبع ذلك من الرياسة، وهذا حض من بعضهم على بعض على الاجتهاد في مغالبته
(إن) مخفّفة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف ،
(هذان) مبتدأ في محلّ رفع مبنيّ على الألف،
(اللام) لام الابتداء
(ساحران) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هما
(يريدان) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون و (الألف) فاعلـ (يخرجاكم) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون، و (الألف) فاعل، و (كم) ضمير مفعول به
(من أرضكم) متعلّق بـ (يخرجاكم) ،
(بسحرهما) متعلّق بـ (يخرجاكم) و (الباء) سببيّة.
والمصدر المؤوّلـ (أن يخرجاكم) في محلّ نصب مفعول به عامله يريدان.
(الواو) عاطفة
(بطريقتكم) متعلّق بـ (يذهبا) ،
(المثلى) نعت لطريقتكم مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة.
جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «إن
( هذان لساحران)» في محلّ نصب مقول القول.وجملة: «(هذان لهما ساحران)» في محلّ رفع خبر إن المخفّفة.
وجملة: «
(هما ساحران)» في محلّ رفع خبر المبتدأ
(هذان) .
وجملة: «يريدان ... » في محلّ رفع نعت لساحران.
وجملة: «يخرجاكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) .
وجملة: «يذهبا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يخرجاكم.
64-
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر
(صفّا) حال منصوبة أي مصطفّين
(الواو) استئنافيّة
(اليوم) ظرف منصوب متعلّق بـ (أفلح) ،
(من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل.
وجملة: «أجمعوا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن أردتم الغلبة فأجمعوا.
وجملة: «ائتوا ... » معطوفة على جملة أجمعوا.
وجملة: «أفلح.. من استعلى» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «استعلى ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (من) .
- القرآن الكريم - طه٢٠ :٦٣
Taha20:63