الرسم العثمانيلَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوٓا إِلٰى مَآ أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسٰكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْـَٔلُونَ
الـرسـم الإمـلائـيلَا تَرۡكُضُوۡا وَ ارۡجِعُوۡۤا اِلٰى مَاۤ اُتۡرِفۡتُمۡ فِيۡهِ وَمَسٰكِنِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تُسۡــَٔلُوۡنَ
تفسير ميسر:
فنودوا في هذه الحال; لا تهربوا وارجعوا إلى لذاتكم وتنعُّمكم في دنياكم الملهية ومساكنكم المشيَّدة، لعلكم تُسألون من دنياكم شيئًا، وذلك على وجه السخرية والاستهزاء بهم.
" لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم " هذا تهكم بهم نزرا أي قيل لهم نزرا لا تركضوا هاربين من نزول العذاب وارجعوا إلى ما كنتم فيه من النعمة والسرور والمعيشة والمساكن الطيبة قال قتادة استهزاء بهم " لعلكم تسئلون " أي عما كنتم فيه من أداء شكر النعم.
لا تركضوا أي لا تفروا . وقيل ; إن الملائكة نادتهم لما انهزموا استهزاء بهم [ ص; 185 ] وقالت ; لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم أي إلى نعمكم التي كانت سبب بطركم ، والمترف المتنعم ؛ يقال ; أترف على فلان أي وسع عليه في معاشه . وإنما أترفهم الله - عز وجل - كما قال ; وأترفناهم في الحياة الدنيا . لعلكم تسألون أي لعلكم تسألون شيئا من دنياكم ؛ استهزاء بهم ؛ قاله قتادة . وقيل ; المعنى لعلكم تسألون عما نزل بكم من العقوبة فتخبرون به . وقيل ; المعنى لعلكم تسئلون أي تؤمنوا كما كنتم تسألون ذلك قبل نزول البأس بكم ؛ قيل لهم ذلك استهزاء وتقريعا وتوبيخا .
يقول تعالى ذكره; لا تهربوا وارجعوا إلى ما أُترفتم فيه; يقول; إلى ما أُنعمتم فيه من عيشتكم ومساكنكم.كما حدثني محمد بن سعد، قال; ثني أبي، قال; ثني عمي، قال; ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله ( لا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ ) يعني من نـزل به العذاب في الدنيا ممن كان يعصي الله من الأمم.حدثني محمد بن عمرو، قال; ثنا أبو عاصم، قال; ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال; ثنا الحسن قال; ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله ( لا تَرْكُضُوا ) لا تفرّوا.حدثنا القاسم، قال; ثنا الحسين، قال; ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، مثله.حدثنا بشر، قال; ثنا يزيد، قال; ثنا سعيد، عن قَتادة ( وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ ) يقول; ارجعوا إلى دنياكم التي أترفتم فيها.حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال; ثنا محمد بن ثور عن معمر، عن قتادة ( وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ ) قال; إلى ما أترفتم فيه من دنياكم.واختلف أهل التأويل في معنى قوله ( لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ ) فقال بعضهم; معناه; لعلكم تفقهون وتفهمون بالمسألة.* ذكر من قال ذلك;حدثني محمد بن عمرو، قال; ثنا أبو عاصم، قال; ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال; ثنا الحسن، قال; ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله ( لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ ) قال; تفقهون.حدثنا القاسم، قال; ثنا الحسين، قال; ثني حجاج، عن ابن جُرَيج، عن مجاهد ( لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ ) قال; تفقهون.وقال آخرون; بل معناه لعلكم تسألون من دنياكم شيئا على وجه السخرية والاستهزاء.* ذكر من قال ذلك;حدثني بشر، قال; ثنا يزيد، قال; ثنا سعيد، عن قتادة ( لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ ) استهزاء بهم.حدثني محمد بن عبد الأعلى، قال; ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة ( لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ ) من دنياكم شيئا، استهزاء بهم.
فقيل لهم على وجه التهكم بهم: { لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ ْ} أي: لا يفيدكم الركوض والندم، ولكن إن كان لكم اقتدار، فارجعوا إلى ما أترفتم فيه، من اللذات، والمشتهيات، ومساكنكم المزخرفات، ودنياكم التي غرتكم وألهتكم، حتى جاءكم أمر الله. فكونوا فيها متمكنين، وللذاتها جانين، وفي منازلكم مطمئنين معظمين، لعلكم أن تكونوا مقصودين في أموركم، كما كنتم سابقا، مسئولين من مطالب الدنيا، كحالتكم الأولى، وهيهات، أين الوصول إلى هذا؟ وقد فات الوقت، وحل بهم العقاب والمقت، وذهب عنهم عزهم، وشرفهم ودنياهم، وحضرهم ندمهم وتحسرهم؟.
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - الأنبياء٢١ :١٣
Al-Anbiya'21:13