الرسم العثمانيقَالُوا يٰوَيْلَنَآ إِنَّا كُنَّا ظٰلِمِينَ
الـرسـم الإمـلائـيقَالُوۡا يٰوَيۡلَنَاۤ اِنَّا كُنَّا ظٰلِمِيۡنَ
تفسير ميسر:
فلم يكن لهم من جواب إلا اعترافهم بجرمهم وقولهم; يا هلاكنا، فقد ظلمنا أنفسنا بكفرنا.
" قالوا يا ويلنا إنا كنا ظالمين " اعترفوا بذنوبهم حين لا ينفعهم ذلك.
قالوا يا ويلنا لما قالت لهم الملائكة ; لا تركضوا ونادت يا لثارات الأنبياء ! ولم يروا شخصا يكلمهم عرفوا أن الله - عز وجل - هو الذي سلط عليهم عدوهم بقتلهم النبي الذي بعث فيهم ، فعند ذلك قالوا يا ويلنا إنا كنا ظالمين فاعترفوا بأنهم ظلموا حين لا ينفع الاعتراف .
يقول تعالى ذكره; قال هؤلاء الذين أحلّ الله بهم بأسه بظلمهم لما نـزل بهم بأس الله; يا ويلنا إنا كنا ظالمين بكفرنا بربنا ، فما زالت تلك دعواهم يقول فلم تزل دعواهم، حين أتاهم بأس الله، بظلمهم أنفسهم ; ( يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ) حتى قتلهم الله ، فحصدهم بالسيف كما يُحْصَد الزرع ويستأصل قطعا بالمناجل ، وقوله ( خَامِدِينَ ) يقول ; هالكين قد انطفأت شرارتهم ، وسكنت حركتهم ، فصاروا همودا كما تخمد النار فتطفأ .وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;حدثنا بشر، قال; ثنا يزيد، قال; ثنا سعيد، عن قتادة.
تفسير الآيتين 14 و 15 :ـ { قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ* فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ ْ} أي: الدعاء بالويل والثبور، والندم، والإقرار على أنفسهم بالظلم وأن الله عادل فيما أحل بهم. { حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ ْ} أي: بمنزلة النبات الذي قد حصد وأنيم، قد خمدت منهم الحركات، وسكنت منهم الأصوات، فاحذروا - أيها المخاطبون - أن تستمروا على تكذيب أشرف الرسل فيحل بكم كما حل بأولئك.
(يا) أداة تنبيه ،
(ويلنا) مفعول مطلق لفعل محذوف، منصوب.
جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يا ويلنا ... » لا محلّ لها اعتراضيّة للتحسّر.
وجملة: «إنّا كنّا ظالمين ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «كنّا ظالمين ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
15-
- القرآن الكريم - الأنبياء٢١ :١٤
Al-Anbiya'21:14