الرسم العثمانيتَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كٰلِحُونَ
الـرسـم الإمـلائـيتَلۡفَحُ وُجُوۡهَهُمُ النَّارُ وَهُمۡ فِيۡهَا كٰلِحُوۡنَ
تفسير ميسر:
تَحْرقُ النار وجوههم، وهم فيها عابسون تَقَلَّصَتْ شفاههم، وبرزت أسنانهم.
" تلفح وجوههم النار " كما قال تعالى " وتغشى وجوههم النار " وقال تعالى " لو يعلم الذين كفروا حين لا يكفون عن وجوههم النار ولا عن ظهورهم " الآية وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا فروة بن أبي المغراء حدثنا محمد بن سليمان الأصبهاني عن أبي سنان ضرار بن مرة عن عبدالله بن أبي الهذيل عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال; إن جهنم لما سيق لها أهلها تلقاهم لهبها ثم تلفحهم لفحة فلم يبق لهم لحم إلا سقط على العرقوب وقال ابن مردوية حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى القزاز حدثنا الخضر بن علي بن يونس القطان حدثنا عمرو بن أبي الحارث بن الخضر القطان حدثنا سعيد بن سعيد المقبري عن أخيه عن أبيه عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال; قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قول الله تعالى " تلفح وجوههم النار " قال تلفحهم لفحة تسيل لحومهم على أعقابهم وقوله تعالى " وهم فيها كالحون " قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس يعني عابسون وقال الثوري عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبدالله بن مسعود " وهم فيها كالحون " قال ألم تر إلى الرأس المشيط الذي قد بدا أسنانه وقلصت شفتاه. وقال الإمام أحمد أخبرنا علي بن إسحاق أخبرنا عبدالله هو ابن المبارك رحمه الله أخبرنا سعيد بن يزيد عن أبي السمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال; " وهم فيها كالحون " قال- تشويه النار فتقلص شفته العليا حتى تبلغ وسط رأسه. وتسترخي شفته السفلى حتى تبلغ سرته" ورواه الترمذي عن سويد بن نصر عن عبدالله بن المبارك به وقال حسن غريب.
قوله تعالى ; تلفح وجوههم النار ويقال تنفح بمعناه ؛ ومنه ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك . [ ص; 141 ] إلا أن تلفح أبلغ بأسا ؛ يقال ; لفحته النار والسموم بحرها أحرقته . ولفحته بالسيف لفحة إذا ضربته به خفيفة . وهم فيها كالحون قال ابن عباس ; عابسون . وقال أهل اللغة ; الكلوح تكشر في عبوس . والكالح ; الذي قد تشمرت شفتاه وبدت أسنانه . قال الأعشى ;وله المقدم لا مثل له ساعة الشدق عن الناب كلحوقد كلح الرجل كلوحا وكلاحا . وما أقبح كلحته ؛ يراد به الفم وما حواليه . ودهر كالح أي شديد . وعن ابن عباس أيضا وهم فيها كالحون يريد كالذي كلح وتقلصت شفتاه وسال صديده . وقال ابن مسعود ; ألم تر إلى الرأس المشيط بالنار ، وقد بدت أسنانه وقلصت شفتاه . وفي الترمذي عن أبي سعيد الخدري ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال ; وهم فيها كالحون - قال ; تشويه النار فتقلص شفته العليا حتى تبلغ وسط رأسه وتسترخي شفته السفلى حتى تضرب سرته قال ; هذا حديث حسن صحيح غريب .
وقوله; ( تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ ) يقول; تَسْفَع وُجوهَهم النارُ.كما حدثنا القاسم، قال; ثنا الحسين، قال; ثني حجاج، عن ابن جريج، قال; قال ابن عباس; ( تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ ) قال; تنفح ( وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ ) والكلوح; أن تتقلص الشفتان عن الأسنان، حتى تبدو الأسنان، كما قال الأعشى;وَلَـــهُ المُقْـــدَمُ لا مِثْــلَ لَــهســاعة الشِّـدْق عَـنِ النَّـابِ كَـلَحْ (2)فتأويل الكلام; يَسْفَع وجوههم لهبُ النار فتحْرقها، وهم فيها متقلصو الشفاه عن الأسنان؛ من إحراق النار وجوههم.وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.*ذكر من قال ذلك;حدثني عليّ، قال; ثني عبد الله، قال; ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، في قوله; ( وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ ) يقول; عابسون.حدثنا ابن بشار، قال; ثنا يحيى وعبد الرحمن، قالا ثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، في قوله; ( وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ ) قال; ألم تر إلى الرأس المشيط قد بدت أسنانه، وقَلَصت شفتاه .حدثنا القاسم، قال; ثنا الحسين، قال; ثني حجاج، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص عن عبد الله، قرأ هذه الآية ( تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ ). .. الآية، قال; ألم تر إلى الرأس المشيط بالنار، وقد قلصت شفتاه وبدت أسنانه .حدثني يونس، قال; أخبرنا ابن وهب، قال; قال ابن زيد في قوله; ( وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ ) قال; ألم تر إلى الغنم إذا مست النار وجوهها كيف هي؟ .------------------------الهوامش ;(2) البيت لأعشى بني قيس بن ثعلبة ( ديوانه ص 241 بشرح الدكتور محمد حسين ، طبع القاهرة ) . والرماية فيه في الحرب " إذا " في موضع " لا مثل له " . والمقدم بضم الميم مصدر بمعنى الإقدام . وكلح = الشدق ; كشر عن الأنياب في عبوس .يمدح إياس بن قبيصة الطائي ، بأن من صفاته الإقدام في الحرب حين تكره الأبطال النزال ، وتكشر أشداقهم عن أنيابهم ، كرها للحرب ، واستشهد به المؤلف هنا على أن معنى الكلوح تقلص الشفتين عن الأسنان حتى تبدو الأسنان
ثم ذكر تعالى، سوء مصير الكافرين فقال: { تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ } أي: تغشاهم من جميع جوانبهم، حتى تصيب أعضاءهم الشريفة، ويتقطع لهبها عن وجوههم، { وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ } قد عبست وجوههم، وقلصت شفاههم، من شدة ما هم فيه، وعظيم ما يلقونه
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - المؤمنون٢٣ :١٠٤
Al-Mu'minun23:104