الرسم العثمانيسَيَقُولُونَ لِلَّهِ ۚ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ
الـرسـم الإمـلائـيسَيَقُوۡلُوۡنَ لِلّٰهِؕ قُلۡ اَفَلَا تَتَّقُوۡنَ
تفسير ميسر:
سيقولون حتمًا; هو الله، فقل لهم; أفلا تخافون عذابه إذا عبدتم غيره؟
وقوله " سيقولون لله قل أفلا تتقون " أي إذا كنتم تعترفون بأنه رب السموات ورب العرش العظيم أفلا تخافون عقابه وتحذرون عذابه في عبادتكم معه غيره وإشراككم به. قال أبو بكر عبدالله ابن محمد بن أبي الدنيا القرشي في كتاب "التفكر والاعتبار"; حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبيد الله بن جعفر أخبرني عبدالله بن دينار عن ابن عمر قال; كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يحدث عن امرأة كانت في الجاهلية على رأس جبل معها ابن لها يرعى غنما فقال لها ابنها يا أمه من خلقك ؟ قالت; الله قال فمن خلق أبي ؟ قالت الله قال فمن خلقني؟ قالت; الله قال فمن خلق السموات؟ قالت; الله قال فمن خلق الأرض ؟ قالت; الله قال فمن خلق الجبل؟ قالت; الله قال فمن خلق هذه الغنم ؟ قالت; الله قال فإني أسمع لله شأنا ثم ألقى نفسه من الجبل فتقطع. قال ابن عمر كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يحدثنا هذا الحديث قال عبدالله بن دينار كان ابن عمر كثيرا ما يحدثنا بهذا الحديث قلت في إسناده عبيد الله بن جعفر المديني والد الإمام علي بن المديني وقد تكلموا فيه فالله أعلم.
يريد أفلا تخافون حيث تجعلون لي ما تكرهون ; زعمتم أن الملائكة بناتي , وكرهتم لأنفسكم البنات .
وقد اختلفت القرّاء في قراءة قوله; ( سَيَقُولُونَ لِلَّهِ ) فقرأ ذلك عامة قرّاء الحجاز والعراق والشام; ( سَيَقُولُونَ لِلَّهِ ) سوى أبي عمرو، فإنه خالفهم فقرأه; " سَيَقُولُونَ الله " في هذا الموضع، وفي الآخر الذي بعده إتباعا لخط المصحف، فإن ذلك كذلك في مصاحف الأمصار، إلا في مصحف أهل البصرة، فإنه في الموضعين بالألف، فقرءوا &; 19-64 &; بالألف كلها اتباعا لخط مصحفهم، فأما الذين قرءوه بالألف فلا مؤنة في قراءتهم ذلك كذلك؛ لأنهم أجروا الجواب على الابتداء، وردّوا مرفوعا على مرفوع، وذلك أن معنى الكلام على قراءتهم; قل من رب السماوات السبع، ورب العرش العظيم، سيقولون ربّ ذلك الله، فلا مؤنة في قراءة ذلك كذلك. وأما الذين قرءوا ذلك في هذا، والذي يليه بغير ألف، فإنهم قالوا; معنى قوله; قل من رب السماوات; لمن السماوات؟ لمن ملك ذلك؟ فجعل الجواب على المعنى، فقيل; لله; لأن المسألة عن ملك ذلك لمن هو؟ قالوا; وذلك نظير قول قائل لرجل; مَنْ مولاك؟ فيجيب المجيب عن معنى ما سئل، فيقول; أنا لفلان; لأنه مفهوم لذلك من الجواب ما هو مفهوم بقوله; مولاي فلان. وكان بعضهم يذكر أن بعض بني عامر أنشده;وأعْلَــمُ أنَّنِــي ســأكُونُ رَمْسًـاإذَا سَـــارَ النَّوَاجِـــعُ لا يَسِــيرُفقــال الســائلون لمــن حـفرتم?فقــال المخــبرون لهــم وزيـرُ (1)فأجاب المخفوض بمرفوع؛ لأن معنى الكلام; فقال السائلون; من الميت؟ فقال المخبرون; الميت وزير. فأجابوا عن المعنى دون اللفظ.والصواب من القراءة في ذلك أنهما قراءتان قد قرأ بهما علماء من القرّاء، متقاربتا المعنى، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب، غير أني مع ذلك أختار قراءة جميع ذلك بغير ألف؛ لإجماع خطوط مصاحف الأمصار على ذلك، سوى خط مصحف أهل البصرة.------------------------الهوامش ;(1) البيتان مما أنشده الفراء عن بعض بني عامر ، في كتابه ( معاني القرآن ) الورقة 216 من مصورة الجامعة رقم 24059 قال الفراء ; وقوله { قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون سيقولون لله } هذه مسألة فيها ؛ لأنه قد استفهم بلام ، فرجعت في خبر المستفهم . وأما الأخريان ، فإن أهل المدينة وعامة أهل الكوفة يقرءونها كقراءة أبي كذلك ; لله ، لله ، لله ، ثلاثتهنَّ . وأهل البصرة يقرءون الأخريين ; الله ، الله ، وهو في العربية أبين ، لأنه مردود مرفوع ؛ ألا ترى أن قوله ; { قل من رب السماوات } مرفوع ، لا خفض فيه ، فجرى جوابه على مبتدأ به ، وكذلك هي في قراءة عبد الله . والعلة في إدخال اللام في الأخريين في قول أبي وأصحابه ; أنك لو قلت لرجل ; من مولاك ؟ فقال ; أنا لفلان ، كفاك من أن يقول ; مولاي فلان ، فلما كان المعنيان واحدًا ، جرى ذلك في كلامهم ؛ أنشدني بعض بني عامر " وأعلم أنني سأكون رمسا .. . " البيتين . فرفع ، أراد ; الميت وزير . و النواجع ; جمع ناجعة ، وهي الجماعة تترك منازلها في طلب الكلأ.
{ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ } أي: سيقرون بأن الله رب ذلك كله. قل لهم حين يقرون بذلك: { أَفَلَا تَتَّقُونَ } عبادة المخلوقات العاجزة، وتتقون الرب العظيم، كامل القدرة، عظيم السلطان؟ وفي هذا من لطف الخطاب، من قوله: { أَفَلَا تذكرون } { أفلا تَتَّقُونَ } والوعظ بأداة العرض الجاذبة للقلوب
تعرب الآية مثل نظيرتها المتقدّمة. الآية
(85) ، مفردات وجملا.
- القرآن الكريم - المؤمنون٢٣ :٨٧
Al-Mu'minun23:87