الرسم العثمانيوَأَقِيمُوا الصَّلٰوةَ وَءَاتُوا الزَّكٰوةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ
الـرسـم الإمـلائـيوَاَقِيۡمُوا الصَّلٰوةَ وَ اٰ تُوا الزَّكٰوةَ وَاَطِيۡـعُوا الرَّسُوۡلَ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُوۡنَ
تفسير ميسر:
وأقيموا الصلاة تامة، وآتوا الزكاة لمستحقيها، وأطيعوا الرسول صلى الله عليه وسلم؛ رجاء أن يرحمكم الله.
يقول تعالى آمرا عباده المؤمنين بإقامة الصلاة وهي عبادة الله وحده لا شريك له وإيتاء الزكاة وهي الإحسان إلى المخلوقين ضعفائهم وفقرائهم وأن يكونوا في ذلك مطيعين لرسول الله صلى الله عليه وسلم أي سالكين وراءه فيما به أمرهم وترك ما عنه زجرهم لعل الله يرحمهم بذلك ولا شك أن من فعل هذا أن الله سيرحمه كما قال تعالى في الآية الأخرى "أولئك سيرحمهم الله".
قوله تعالى ; وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون تقدم ؛ فأعاد الأمر بالعبادة تأكيدا .
يقول تعالى ذكره; ( وأقيموا أَيُّهَا النَّاسُ الصلاة ) بحدودها، فلا تضيعوها، ( وَآتُوا الزَّكَاةَ ) التي فرضها الله عليكم أهلها، وأطيعوا رسول ربكم فيما أمركم ونهاكم ( لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) يقول; كي يرحمكم ربكم، فينجيكم من عذابه.
يأمر تعالى بإقامة الصلاة، بأركانها وشروطها وآدابها، ظاهرا وباطنا، وبإيتاء الزكاة من الأموال التي استخلف الله عليها العباد، وأعطاهم إياها، بأن يؤتوها الفقراء وغيرهم، ممن ذكرهم الله لمصرف الزكاة، فهذان أكبر الطاعات وأجلهما، جامعتان لحقه وحق خلقه، للإخلاص للمعبود، وللإحسان إلى العبيد، ثم عطف عليهما الأمر العام، فقال: { وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ْ} وذلك بامتثال أوامره واجتناب نواهيه { مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ } { لَعَلَّكُمْ } حين تقومون بذلك { تُرْحَمُونَ } فمن أراد الرحمة، فهذا طريقها، ومن رجاها من دون إقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وإطاعة الرسول، فهو متمن كاذب، وقد منته نفسه الأماني الكاذبة.
(الواو) استئنافيّة، والثانية والثالثة عاطفتان، و (الواو) في(ترحمون) نائب الفاعل.
جملة: «أقيموا ... » لا محلّ لها استئنافيّة .
وجملة: «آتوا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «أطيعوا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «لعلّكم ترحمون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة- وجملة: «ترحمون» في محلّ رفع خبر لعلّ
- القرآن الكريم - النور٢٤ :٥٦
An-Nur24:56