الرسم العثمانيأَرَءَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلٰهَهُۥ هَوٰىهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا
الـرسـم الإمـلائـياَرَءَيۡتَ مَنِ اتَّخَذَ اِلٰهَهٗ هَوٰٮهُ ؕ اَفَاَنۡتَ تَكُوۡنُ عَلَيۡهِ وَكِيۡلًا
تفسير ميسر:
انظر - أيها الرسول - متعجبًا إلى مَن أطاع هواه كطاعة الله، أفأنت تكون عليه حفيظًا حتى تردَّه إلى الإيمان؟
"أرأيت من اتخذ إلهه هواه" أي مهما استحسن من شيء ورآه حسنا في هوى نفسه كان دينه ومذهبه كما قال تعالى; "أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فإن الله يضل من يشاء" الآية ولهذا قال ههنا "أفأنت تكون عليه وكيلا" قال ابن عباس كان الرجل في الجاهلية يعبد الحجر الأبيض زمانا فإذا رأى غيره أحسن منه عبد الثاني وترك الأول.
قوله تعالى ; أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا .قوله تعالى ; أرأيت من اتخذ إلهه هواه عجب نبيه صلى الله عليه وسلم من إضمارهم على الشرك وإصرارهم عليه مع إقرارهم بأنه خالقهم ورازقهم ، ثم يعمد إلى حجر يعبده من غير حجة . قال [ ص; 35 ] الكلبي وغيره ; كانت العرب إذا هوي الرجل منهم شيئا عبده من دون الله ، فإذا رأى أحسن منه ترك الأول وعبد الأحسن ; فعلى هذا يعني ; أرأيت من اتخذ إلهه بهواه ، فحذف الجار . وقال ابن عباس ; الهوى إله يعبد من دون الله ، ثم تلا هذه الآية . قال الشاعر ;لعمر أبيها لو تبدت لناسك قد اعتزل الدنيا بإحدى المناسك لصلى لها قبل الصلاة لربهولارتد في الدنيا بأعمال فاتكوقيل ; اتخذ إلهه هواه أي أطاع هواه . وعن الحسن لا يهوى شيئا إلا اتبعه ، والمعنى واحد . أفأنت تكون عليه وكيلا أي حفيظا وكفيلا حتى ترده إلى الإيمان وتخرجه من هذا الفساد . أي ليست الهداية والضلالة موكولتين إلى مشيئتك ، وإنما عليك التبليغ . وهذا رد على القدرية . ثم قيل ; إنها منسوخة بآية القتال . وقيل ; لم تنسخ ; لأن الآية تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم .
يقول تعالى ذكره مخبرا عن هؤلاء المشركين الذين كانوا يهزءون برسول الله صلى الله عليه وسلم إنهم يقولون إذا رأوه; قد كاد هذا يضلنا عن آلهتنا التي نعبدها, فيصدّنا عن عبادتها لولا صبرنا عليها, وثبوتنا على عبادتها وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ ) يقول جلّ ثناؤه; سيبين لهم حين يعاينون عذاب الله قد حلّ بهم على عبادتهم الآلهة ( مَنْ أَضَلُّ سَبِيلا ) يقول; من الراكب غير طريق الهدى, والسالك سبيل الردى أنت أوهم.وبنحو ما قلنا في تأويل قوله; ( لَوْلا أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا ) قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;حدثنا القاسم, قال; ثنا الحسين, قال; ثنا حجاج, عن ابن جُرَيج ( إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلا أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا ) قال; ثبتنا عليها.
وهل فوق ضلال من جعل إلهه معبوده [هواه] فما هويه فعله فلهذا قال: { أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ } ألا تعجب من حاله وتنظر ما هو فيه من الضلال؟ وهو يحكم لنفسه بالمنازل الرفيعة؟ { أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا } أي: لست عليه بمسيطر مسلط بل إنما أنت منذر، وقد قمت بوظيفتك وحسابه على الله.
(الهمزة) للاستفهام
(رأيت) بمعنى أخبرني
(من) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به أوّلـ (إلهه) مفعول به ثان منصوبـ (هواه) مفعول به أوّلـ (الهمزة) للإنكار
(عليه) متعلّق بـ (وكيلا) .
جملة: «رأيت ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «اتخذ ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (من) .وجملة: «أنت تكون ... » في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل رأيت .
وجملة: «تكون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ
(أنت) .
(44)
(أم) هي المنقطعة بمعنى بل والهمزة..
والمصدر المؤوّلـ (أنّ أكثرهم يسمعون ... » في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي تحسب.
(إن) نافية
(إلّا) أداة حصر
(كالأنعام) متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ هم
(بل) للإضراب الانتقاليّ.
وجملة: «تحسب ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يسمعون ... » في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: «يعقلون ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يسمعون.
وجملة: «إن هم كالأنعام» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «هم أضلّ سبيلا» لا محلّ لها استئنافيّة.
- القرآن الكريم - الفرقان٢٥ :٤٣
Al-Furqan25:43