الرسم العثمانيوَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِى كُلِّ قَرْيَةٍ نَّذِيرًا
الـرسـم الإمـلائـيوَلَوۡ شِئۡنَا لَبَـعَثۡنَا فِىۡ كُلِّ قَرۡيَةٍ نَّذِيۡرًا
تفسير ميسر:
ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرًا، يدعوهم إلى الله عز وجل، وينذرهم عذابه، ولكنا جعلناك - أيها الرسول - مبعوثًا إلى جميع أهل الأرض، وأمرناك أن تبلغهم هذا القرآن، فلا تطع الكافرين في ترك شيء مما أرسلتَ به، بل ابذل جهدك في تبليغ الرسالة، وجاهد الكافرين بهذا القرآن جهادًا كبيرًا، لا يخالطه فتور.
يقول تعالى; "ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرا" يدعوهم إلى الله عز وجل ولكنا خصصناك يا محمد بالبعثة إلى جميع أهل الأرض وأمرناك أن تبلغهم هذا القرآن "لأنذركم به ومن بلغ" "ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده" "لتنذر أم القرى ومن حولها" "قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا" وفي الصحيحين "بعثت إلى الأحمر والأسود" وفيهما "وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة".
قوله تعالى ; ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيراقوله تعالى ; ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرا أي رسولا ينذرهم كما قسمنا المطر لتخف عليك أعباء النبوة ، ولكنا لم نفعل بل جعلناك نذيرا للكل لترتفع درجتك فاشكر نعمة الله عليك .
يقول تعالى ذكره; ولو شئنا يا محمد لأرسلنا في كلّ مصر ومدينة نذيرا ينذرهم بأسنا على كفرهم بنا, فيخفّ عنك كثير من أعباء ما حملناك منه, ويسقط عنك بذلك مؤنة عظيمة, ولكنا حملناك ثقل نذارة جميع القرى, لتستوجب بصبرك عليه إن صبرت ما أعدّ الله لك من الكرامة عنده, والمنازل الرفيعة قِبَله, فلا تطع الكافرين فيما يدعونك إليه من أن تعبد آلهتهم, فنذيقك ضعف الحياة وضعف الممات, ولكن جاهدهم بهذا القرآن جهادا كبيرا, حتى ينقادوا للإقرار بما فيه من فرائض الله, ويدينوا به ويذعنوا للعمل بجميعه طوعا وكرها.وبنحو الذي قلنا في قوله; ( وَجَاهِدْهُمْ بِهِ ) قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;
يخبر تعالى عن نفوذ مشيئته وأنه لو شاء لبعث في كل قرية نذيرا، أي: رسولا ينذرهم ويحذرهم فمشيئته غير قاصرة عن ذلك، ولكن اقتضت حكمته ورحمته بك وبالعباد -يا محمد- أن أرسلك إلى جميعهم أحمرهم وأسودهم عربيهم وعجميهم إنسهم وجنهم.
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - الفرقان٢٥ :٥١
Al-Furqan25:51