الرسم العثمانيفَلَا تُطِعِ الْكٰفِرِينَ وَجٰهِدْهُم بِهِۦ جِهَادًا كَبِيرًا
الـرسـم الإمـلائـيفَلَا تُطِعِ الۡكٰفِرِيۡنَ وَ جَاهِدۡهُمۡ بِهٖ جِهَادًا كَبِيۡرًا
تفسير ميسر:
ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرًا، يدعوهم إلى الله عز وجل، وينذرهم عذابه، ولكنا جعلناك - أيها الرسول - مبعوثًا إلى جميع أهل الأرض، وأمرناك أن تبلغهم هذا القرآن، فلا تطع الكافرين في ترك شيء مما أرسلتَ به، بل ابذل جهدك في تبليغ الرسالة، وجاهد الكافرين بهذا القرآن جهادًا كبيرًا، لا يخالطه فتور.
ولهذا قال تعالى; "فلا تطع الكافرين وجاهدهم به" يعني بالقرآن قاله ابن عباس; "جهادا كبيرا". كما قال تعالى; "يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين" الآية.
فلا تطع الكافرين أي فيما يدعونك إليه من اتباع آلهتهم . وجاهدهم به قال ابن عباس بالقرآن . ابن زيد ; بالإسلام . وقيل ; بالسيف ، وهذا فيه بعد ; لأن السورة مكية نزلت قبل الأمر بالقتال . جهادا كبيرا لا يخالطه فتور .
حدثنا القاسم, قال; ثنا الحسين, قال; ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, قال; قال ابن عباس، قوله ( فَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ ) قال; بالقرآن.وقال آخرون في ذلك بما حدثني يونس, قال; أخبرنا ابن وهب, قال; قال ابن زيد, في قوله; ( وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا ) قال; الإسلام. وقرأ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وقرأ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وقال; هذا الجهاد الكبير.
{ فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ } في ترك شيء مما أرسلت به بل ابذل جهدك في تبليغ ما أرسلت به. { وَجَاهِدْهُمْ } بالقرآن { جِهَادًا كَبِيرًا } أي: لا تبق من مجهودك في نصر الحق وقمع الباطل إلا بذلته ولو رأيت منهم من التكذيب والجراءة ما رأيت فابذل جهدك واستفرغ وسعك، ولا تيأس من هدايتهم ولا تترك إبلاغهم لأهوائهم.
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - الفرقان٢٥ :٥٢
Al-Furqan25:52