الرسم العثمانيقَالَ وَمَا عِلْمِى بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
الـرسـم الإمـلائـيقَالَ وَمَا عِلۡمِىۡ بِمَا كَانُوۡا يَعۡمَلُوۡنَۚ
تفسير ميسر:
فأجابهم نوح عليه السلام بقوله; لست مكلفًا بمعرفة أعمالهم، إنما كُلفت أن أدعوهم إلى الإيمان. والاعتبار بالإيمان لا بالحسب والنسب والحِرف والصنائع.
يقولون لا نؤمن لك ولا نتبعك ونتأسى في ذلك بهؤلاء الأرذلين الذين اتبعوك وصدقوك وهم أراذلنا ولهذا "قالوا أنؤمن لك واتبعك الأرذلون قال وما علمي بما كانوا يعملون" أي وأي شيء يلزمني من اتباع هؤلاء لي ولو كنوا على أي شيء كانوا عليه لا يلزمني التنقيب عنهم والبحث والفحص إنما علي أن أقبل منهم تصديقهم إياي وأكل سرائرهم إلى الله عز وجل.
قوله تعالى ; قال وما علمي بما كانوا يعملون ( كان ) زائدة ; والمعنى ; وما علمي بما يعملون ; أي لم أكلف العلم بأعمالهم إنما كلفت أن أدعوهم إلى الإيمان ، والاعتبار بالإيمان [ ص; 113 ] لا بالحرف والصنائع ; وكأنهم قالوا ; إنما اتبعك هؤلاء الضعفاء طمعا في العزة والمال . فقال ; إني لم أقف على باطن أمرهم وإنما إلي ظاهرهم . وقيل ; المعنى إني لم أعلم أن الله يهديهم ويضلكم ويرشدهم ويغويكم ويوفقهم ويخذلكم .
( قَالَ وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) قال نوح لقومه; وما علمي بما كان أتباعي يعملون, إنما لي منهم ظاهر أمرهم دون باطنه, ولم أكَلَّفْ علم باطنهم, وإنما كلّفت الظاهر, فمن أظهر حسنا ظننت به حسنا, ومن أظهر سيئا ظننت به سيئا. يقول; إن حساب باطن أمرهم الذي خفي عني إلا على ربي لو تشعرون, فإنه يعلم سرّ أمرهم وعلانيته.وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;
فقال نوح عليه السلام: وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
(الواو) عاطفة
(ما) اسم استفهام مبتدأ
(علمي) خبر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء. و (الياء) مضاف إليه
(ما) حرف مصدريّ ...والمصدر المؤوّلـ (ما كانوا يعملون) في محلّ جرّ بـ (الباء) متعلّق بالمصدر علمي.
جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ما علمي ... » في محلّ نصب معطوفة على مقول القول المقدّر أي أهم كذلك وما علمي ... ؟
جملة: «كانوا يعملون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(ما) .
وجملة: «يعملون» في محلّ نصب خبر كانوا.
(113)
(إن) نافية
(إلّا) للحصر
(على ربّي) متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ حسابهم
(لو) حرف شرط غير جازم ...وجملة: «إن حسابهم إلّا على ربّي» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: «تشعرون ... » لا محلّ لها استئنافيّة ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي لعلمتم أنّ حسابهم على ربّي.(114)
(الواو) عاطفة
(ما) نافية عاملة عمل ليس
(أنا) ضمير منفصل في محلّ رفع اسم ما
(طارد) مجرور لفظا منصوب محلا خبر ما
(المؤمنين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء.
وجملة: «ما أنا بطارد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إن حسابهم ...(115)
(إن) حرف نفي(أنا) ضمير منفصل مبتدأ
(إلّا) للحصر
(نذير) خبر المبتدأ مرفوع.
وجملة: «إن أنا إلّا نذير» لا محلّ لها تعليليّة.
- القرآن الكريم - الشعراء٢٦ :١١٢
Asy-Syu'ara'26:112