الرسم العثمانيكَذٰلِكَ سَلَكْنٰهُ فِى قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ
الـرسـم الإمـلائـيكَذٰلِكَ سَلَكۡنٰهُ فِىۡ قُلُوۡبِ الۡمُجۡرِمِيۡنَؕ
تفسير ميسر:
ولو نَزَّلنا القرآن على بعض الذين لا يتكلمون بالعربية، فقرأه على كفار قريش قراءة عربية صحيحة، لكفروا به أيضًا، وانتحلوا لجحودهم عذرًا. كذلك أدخلنا في قلوب المجرمين جحود القرآن، وصار متمكنًا فيها؛ وذلك بسبب ظلمهم وإجرامهم، فلا سبيل إلى أن يتغيروا عمَّا هم عليه من إنكار القرآن، حتى يعاينوا العذاب الشديد الذي وُعِدوا به.
يقول تعالى كذلك سلكنا التكذيب والكفر والجحود والعناد أي أدخلناه في قلوب المجرمين.
[ ص; 129 ] قوله تعالى ; كذلك سلكناه يعني القرآن أي الكفر به في قلوب المجرمين لا يؤمنون به وقيل ; سلكنا التكذيب في قلوبهم ; فذلك الذي منعهم من الإيمان ، قاله يحيى بن سلام وقال عكرمة ; القسوة . والمعنى متقارب وقد مضى في ( الحجر ) وأجاز الفراء الجزم في " لا يؤمنون " لأن فيه معنى الشرط والمجازاة . وزعم أن من شأن العرب إذا وضعت ( لا ) موضع ( كي لا ) في مثل هذا ربما جزمت ما بعدها وربما رفعت ; فتقول ; ربطت الفرس لا ينفلت ، بالرفع والجزم ، لأن معناه إن لم أربطه ينفلت ، والرفع بمعنى كيلا ينفلت . وأنشد لبعض بني عقيل ;وحتى رأينا أحسن الفعل بيننا مساكنة لا يقرف الشر قارفبالرفع لما حذف " كي " . ومن الجزم قول الآخر ;لطالما حلأتماها لا ترد فخلياها والسجال تبتردقال النحاس ; وهذا كله في " يؤمنون " خطأ عند البصريين ، ولا يجوز الجزم بلا جازم ، ولا يكون شيء يعمل عملا فإذا حذف عمل عملا أقوى من عمله وهو موجود ، فهذا احتجاج بين
قوله; ( كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ ) قال; الكفر ( فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ ).حدثني يونس, قال; أخبرنا ابن وهب, قال; قال ابن زيد, في قوله; ( كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ . لا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الألِيمَ ). (6)حدثني عليّ بن سهل, قال; ثنا زيد بن أبي الزرقاء, عن سفيان, عن حميد, عن الحسن, في هذه الآية; ( كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ ) قال; خلقناه.قال; ثنا زيد, عن حماد بن سلمة, عن حميد, قال; سألت الحسن في بيت أبي خليفة, عن قوله ( كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ ) قال; الشرك سلكه في قلوبهم.
(كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ) أي: أدخلنا التكذيب, وأنظمناه في قلوب أهل الإجرام, كما يدخل السلك في الإبرة, فتشربته, وصار وصفا لها، وذلك بسبب ظلمهم وجرمهم,
(كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله سلكناه، والضمير الغائب في الفعل يعود على القرآن الكريم بحذف مضاف أي: سلكنا تكذيبه
(في قلوب) متعلّق بـ (سلكناه) .
جملة: «سلكناه ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
(201)
(لا) نافية
(به) متعلّق بـ (يؤمنون) ،
(حتّى) حرف غاية وجرّ
(يروا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى.
والمصدر المؤوّلـ (أن يروا ... ) في محلّ جرّ بـ (حتّى) متعلّقبـ (يؤمنون) المنفي.
وجملة: «لا يؤمنون ... » في محلّ نصب حال من المجرمين أو من الهاء.
وجملة: «يروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) المضمر.
(202)
(الفاء) عاطفة
(يأتيهم) مضارع منصوب معطوف على
(يروا) ،
(بغتة) مصدر في موضع الحال أي: مباغتا
(الواو) واو الحالـ (لا) نافية ...وجملة: «يأتيهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يروا.
وجملة: «هم لا يشعرون ... » في محلّ نصب حال.
وجملة: «لا يشعرون» في محلّ رفع خبر المبتدأ
(هم) .
(203)
(الفاء) عاطفة
(يقولوا) مضارع منصوب معطوف على يأتيهم، وعلامة النصب حذف النون ... و (الواو) فاعلـ (هل) حرف استفهام بمعنى التحسر أو الطمع في المحال ...وجملة: «يقولوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يأتيهم.
وجملة: «هل نحن منظرون ... » في محلّ نصب مقول القول.
- القرآن الكريم - الشعراء٢٦ :٢٠٠
Asy-Syu'ara'26:200