الرسم العثمانيقَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلٰهًا غَيْرِى لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ
الـرسـم الإمـلائـيقَالَ لَٮِٕنِ اتَّخَذۡتَ اِلٰهًا غَيۡرِىۡ لَاَجۡعَلَـنَّكَ مِنَ الۡمَسۡجُوۡنِيۡنَ
تفسير ميسر:
قال فرعون لموسى مهددًا له; لئن اتخذت إلهًا غيري لأسجننك مع مَن سجنت.
لما قامت الحجة على فرعون بالبيان والعقل عدل إلى أن يقهر موسى بيده وسلطانه فظن أنه ليس وراء هذا المقام مقال فقال "لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين".
وفي توعده بالسجن ضعف . وكان فيما يروى أنه يفزع منه فزعا شديدا حتى كان [ ص; 94 ] اللعين لا يمسك بوله . وروي أن سجنه كان أشد من القتل . وكان إذا سجن أحدا لم يخرجه من سجنه حتى يموت ، فكان مخوفا . ثم لما كان عند موسى عليه السلام من أمر الله تعالى ما لا يرعه توعد فرعون قال له على جهة اللطف به والطمع في إيمانه ;
( لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي ) يقول; لئن أقررت بمعبود سواي ( لأجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ ) يقول; لأسجننك مع من في السجن من أهله.
فلما خنقت فرعون الحجة, وعجزت قدرته وبيانه عن المعارضة قَالَ متوعدا لموسى بسلطانه لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ زعم - قبحه الله - أنه قد طمع في إضلال موسى, وأن لا يتخذ إلها غيره, وإلا فقد تقرر أنه هو ومن معه, على بصيرة من أمرهم.
(اللام) موطّئة للقسم
(إن) حرف شرط جازم
(اتّخذت) فعل ماض مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط
(إلها) مفعول به أول منصوب و (غيري) مفعول به ثان منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء.. والياء مضاف إليه
(اللام) الثانية لام القسم
(أجعلنّك) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع.. والكاف مفعول به
(من المسجونين) متعلّق بمحذوف مفعول ثان عامله أجعلنّك.
وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إن اتّخذت ... » لا محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «أجعلنّك ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر ...وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم.
- القرآن الكريم - الشعراء٢٦ :٢٩
Asy-Syu'ara'26:29