يقول تعالى ذكره; فلما تناظر الجمعان; جمع موسى وهم بنو إسرائيل, وجمع فرعون وهم القبط ( قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ ) أي إنا لملحقون, الآن يلحقنا فرعون وجنوده فيقتلوننا, وذكر أنهم قالوا ذلك لموسى, تشاؤما بموسى.* ذكر من قال ذلك;حدثنا ابن عبد الأعلى, قال; ثنا المعتمر بن سليمان, عن أبيه, قال; قلت لعبد الرحمن ( فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ ) قال; تشاءموا بموسى, وقالوا; أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا .حدثنا موسى, قال; ثنا أسباط, عن السديّ; ( فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ ) فنظرت بنو إسرائيل إلى فرعون قد رمقهم قالوا (إِنَّا لَمُدْرَكُونَ) (قالوا) يَامُوسَى (أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا) اليوم يدركنا فرعون فيقتلنا, إنا لمدركون; البحر بين أيدينا, وفرعون من خلفنا.حدثنا القاسم, قال; ثنا الحسين, قال; ثني حجاج, عن أبي بكر, عن شهر بن حوشب, عن ابن عباس, قال; لما انتهى موسى إلى البحر, وهاجت الريح العاصف, فنظر أصحاب موسى خلفهم إلى الريح, وإلى البحر أمامهم (قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ).واختلفت القرّاء في قراءة ذلك, فقرأته عامة قرّاء الأمصار سوى الأعرج ( إِنَّا لَمُدْرَكُونَ ), وقرأه الأعرج; " إنَّا لَمُدَرَّكُونَ" كما يقال نـزلت, وأنـزلت. والقراءة عندنا التي عليها قرّاء الأمصار, لإجماع الحجة من القرّاء عليها.