وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا دَاوُۥدَ وَسُلَيْمٰنَ عِلْمًا ۖ وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى فَضَّلَنَا عَلٰى كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ
وَلَـقَدۡ اٰتَيۡنَا دَاوٗدَ وَ سُلَيۡمٰنَ عِلۡمًا ۚ وَقَالَا الۡحَمۡدُ لِلّٰهِ الَّذِىۡ فَضَّلَنَا عَلٰى كَثِيۡرٍ مِّنۡ عِبَادِهِ الۡمُؤۡمِنِيۡنَ
تفسير ميسر:
ولقد آتينا داود وسليمان علمًا فعملا به، وقالا الحمد لله الذي فضَّلنا بهذا على كثير من عباده المؤمنين. وفي الآية دليل على شرف العلم، وارتفاع أهله.
يخبر تعالى عما أنعم به على عبديه ونبييه داود وابنه سليمان عليهما السلام من النعم الجزيلة والمواهب الجليلة والصفات الجميلة وما جمع لهما بين سعادة الدنيا والآخرة والملك والتمكين التام في الدنيا والنبوة والرسالة في الدين ولهذا قال تعالى "ولقد آتينا داود وسليمان علما وقالا الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين" قال ابن أبي حاتم ذكر عن إبراهيم بن يحيى بن هشام أخبرني أبي عن جدي قال; كتب عمر بن عبد العزيز إن الله لم ينعم على عبده نعمة فيحمد الله عليها إلا كان حمده أفضل من نعمه لو كنت لا تعرف ذلك إلا في كتاب الله المنزل قال الله تعالى " ولقد آتينا داود وسليمان علما وقالا الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين" فأي نعمة أفضل مما أوتي داود وسليمان عليهما السلام.
قوله تعالى ; ولقد آتينا داود وسليمان علما أي فهما ; قاله قتادة . وقيل ; علما بالدين والحكم وغيرهما كما قال ; وعلمناه صنعة لبوس لكم . وقيل ; صنعة الكيمياء . وهو [ ص; 153 ] شاذ . وإنما الذي آتاهما الله النبوة والخلافة في الأرض والزبور . وقالا الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين وفي الآية دليل على شرف العلم وإنافة محله وتقدم حملته وأهله ، وأن نعمة العلم من أجل النعم وأجزل القسم ، وأن من أوتيه فقد أوتي فضلا على كثير من عباد الله المؤمنين . يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات . وقد تقدم هذا في غير موضع .
يقول تعالى ذكره; (وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا ) وذلك علم كلام الطير والدواب, وغير ذلك مما خصهم الله بعلمه.(وَقَالا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ ) يقول جلّ ثناؤه; وقال داود وسليمان; الحمد لله الذي فضلنا بما خصنا به من العلم الذي آتاناه ، دون سائر خلقه من بني آدم في زماننا هذا على كثير من عباده المؤمنين به في دهرنا هذا.
يذكر في هذا القرآن وينوه بمنته على داود وسليمان ابنه بالعلم الواسع الكثير بدليل التنكير كما قال تعالى: وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ * فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا الآية. ( وَقَالا ) شاكرين لربهما منته الكبرى بتعليمهما: ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ ) فحمدا الله على جعلهما من المؤمنين أهل السعادة وأنهما كانا من خواصهم. ولا شك أن المؤمنين أربع درجات: الصالحون، ثم فوقهم الشهداء، ثم فوقهم الصديقون ثم فوقهم الأنبياء، وداود وسليمان من خواص الرسل وإن كانوا دون درجة أولي العزم [الخمسة]، لكنهم من جملة الرسل الفضلاء الكرام الذين نوه الله بذكرهم ومدحهم في كتابه مدحا عظيما فحمدوا الله على بلوغ هذه المنزلة، وهذا عنوان سعادة العبد أن يكون شاكرا لله على نعمه الدينية والدنيوية وأن يرى جميع النعم من ربه، فلا يفخر بها ولا يعجب بها بل يرى أنها تستحق عليه شكرا كثيرا، فلما مدحهما مشتركين خص سليمان بما خصه به لكون الله أعطاه ملكا عظيما وصار له من الماجريات ما لم يكن لأبيه صلى الله عليهما وسلم فقال: ( وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ ) .
(الواو) استئنافيّة
(اللام) لام القسم لقسم مقدّر
(قد) حرف تحقيق
(علما) مفعول به ثان منصوبـ (الواو) عاطفة
(لله) متعلّق بخبر محذوف للمبتدأ الحمد
(الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ نعت للفظ الجلالة
(على كثير) متعلّق بـ (فضّلنا) ،
(من عباده) متعلّق بنعت لكثير.
جملة: «القسم المقدّرة ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «آتينا ... » لا محلّ لها جواب القسم.
وجملة: «قالا ... » لا محلّ لها معطوفة على مقدّر أي: فعملا بماأعطيناهما وقالا الحمد لله ...وجملة: «الحمد لله ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «فضّلنا ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذي) .
(16)
(الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة
(أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب ،
(الناس) بدل من أيّ- أو عطف بيان- مرفوع لفظا
(منطق) مفعول به ثان منصوبـ (من كلّ) متعلّق بـ (أوتينا) ،
(اللام) هي المزحلقة للتوكيد
(المبين) نعت للفضل مرفوع.
وجملة: «ورث سليمان ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «قال ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ورث.
وجملة: «النداء وجوابها:» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «علّمنا ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «أوتينا ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
وجملة: «إنّ هذا لهو الفضل ... » لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: «هو الفضل ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
(17)
(الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة
(لسليمان) متعلّق بـ (حشر) ،
(جنوده) نائب الفاعل مرفوع
(من الجنّ) متعلّق بحال من جنوده
(الفاء) عاطفة، والواو في(يوزعون) نائب الفاعل.
وجملة: «حشر ... جنوده» لا محلّ لها معطوفة على جملة قال ...وجملة: «هم يوزعون» لا محلّ لها معطوفة على جملة حشر ...وجملة: «يوزعون» في محلّ رفع خبر المبتدأ
(هم) .
(18)
(حتى) حرف ابتداء
(على واد) متعلّق بـ (أتوا) ، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الياء المحذوفة للتخفيف
(يا أيّها النمل) مثل يا أيّها الناس
(لا) نافية ،
(يحطمنّكم) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع، والنون نون التوكيد
(الواو) واو الحالـ (لا) نافية.
وجملة: «أتوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «قالت نملة ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «النداء وجوابه ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «ادخلوا ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «لا يحطمنّكم سليمان» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «هم لا يشعرون» في محلّ نصب حال.
وجملة: «لا يشعرون» في محلّ رفع خبر المبتدأ
(هم) .
(19)
(الفاء) عاطفة
(ضاحكا) حال من فاعل تبسّم مؤكّدة لمضمون الفعل ،
(من قولها) متعلّق بـ (ضاحكا) والنون في(أوزعني) نون الوقاية
(التي) اسم موصول في محلّ نصب نعت لنعمتك
(عليّ) متعلّق بـ (أنعمت) ، وكذلك
(على والديّ) لأنه معطوف على الأول.
والمصدر المؤولـ (أن أشكر ... ) في محلّ نصب مفعول به ثان عامله أوزعني.والمصدر المؤوّلـ (أن أعمل ... ) في محلّ نصب معطوف على المصدر المؤوّل الأول.
(برحمتك) متعلّق بحال من مفعول أدخلني أي متلبّسا برحمتك
(في عبادك) متعلّق بـ (أدخلني) .
وجملة: «تبسّم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قالت نملة.
وجملة: «قال ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تبسّم.
وجملة النداء جوابه ... في محلّ نصب مقول القول .
وجملة: «أوزعني ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «أشكر ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) .
وجملة: «أنعمت ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (التي) .
وجملة: «اعمل» لا محل لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) الثاني.
وجملة: «ترضاه ... » في محلّ نصب نعت لـ (صالحا) .
وجملة: «أدخلني ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أوزعني.
(20)
(الواو) عاطفة
(ما) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ
(لي) .
متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ
(ما) ،
(لا) نافية
(أم) هي المنقطعة بمعنى بلـ (من الغائبين) متعلّق بمحذوف خبر كان.
وجملة: «تفقد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قال .
وجملة: «قال ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تفقّد.وجملة: «ما لي ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «لا أرى ... » في محلّ نصب حال من الياء في(لي) .
وجملة: «كان من الغائبين» لا محلّ لها استئنافيّة.
(21)
(اللام) لام القسم لقسم مقدّر في المواضع الثلاثة
(أعذّبنه) مثل يحطمنّكم وكذلك
(أذبحنّه، يأتينيّ) ،
(عذابا) مفعول مطلق منصوب نائب عن المصدر لأنه اسم المصدر
(أو) حرف عطف في الموضعين
(بسلطان) متعلّق بـ (يأتينّي) .
وجملة: «أعذّبنّه ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.
وجملة: «أذبحنّه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أعذّبنّه.
وجملة: «يأتيني ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أعذّبنّه «» .
(22)
(الفاء) عاطفة
(غير) ظرف زمان أو مكان منصوب متعلّق بـ (مكث) ،
(بما) متعلّق بـ (أحطت) ،
(به) متعلّق بـ (تحط) ،
(من سبأ) متعلّق بـ (جئتك) ،
(بنبإ) متعلّق بحال من فاعل جئتك أي متلبّسا بنبإ.
وجملة: «مكث ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي:
فجاء الهدهد فمكث ...وجملة: «قال ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة مكث.
وجملة: «أحطت ... » في محلّ نصب مقول القول.وجملة: «لم تحط به» لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما) .
وجملة: «جئتك ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة أحطت.
(23)
(الواو) عاطفة في الموضعين
(من كلّ) متعلّق بـ (أوتيت) ،
(لها) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ عرش.
وجملة: «إنّي وجدت ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «وجدت ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «تملكهم» في محلّ نصب نعت لامرأة.
وجملة: «أوتيت ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة تملكهم .
وجملة: «لها عرش ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة تملكهم.
(24)
(الواو) عاطفة
(قومها) معطوفة على الضمير المفعول في(وجدتها) ،
(للشمس) متعلّق بـ (يسجدون) ،
(من دون) متعلّق بحال من الشمس
(الواو) حاليّة
(لهم) متعلّق بـ (زيّن) ،
(الفاء) عاطفة
(عن السبيل) متعلّق بـ (صدّ)
(الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسببـ (لا) نافية.
وجملة: «وجدتها ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: «يسجدون ... » في محلّ نصب حال من مفعول وجدت وما عطف عليه.وجملة: «زيّن لهم الشيطان ... » في محلّ نصب حال .
وجملة: «صدهم ... » معطوفة على جملة زيّن.. في محلّ نصب.
وجملة: «هم لا يهتدون» معطوفة على جملة صدّهم.. في محل نصب.
وجملة: «لا يهتدون» في محلّ رفع خبر المبتدأ
(هم) .
(25)
(ألّا) حرف مصدرّي ونصب، ولا النافية
(لله) متعلّق بـ (يسجدوا) ،
(الذي) موصول في محلّ جرّ نعت للفظ الجلالة
(في السموات) متعلّق بالخبء لأنه بمعنى المخبّأ
...
(ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به.
والمصدر المؤوّلـ (ألّا يسجدوا) في محلّ نصب بدل من أعمالهم، أي زيّن لهم الشيطان عدم السجود ... وما بين البدل والمبدل منه اعتراض.
وجملة: «يسجدوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) .
وجملة: «يخرج ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذي) .
وجملة: «يعلم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يخرج.
وجملة: «تخفون» لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما) ، والعائد محذوف .
وجملة: «تعلنون» لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما) الثاني والعائد محذوف.(26)
(إلّا) أداة استثناء
(هو) ضمير منفصل في محلّ رفع بدل من الضمير المستكنّ في الخبر المقدّر موجود
(ربّ) بدل من الضمير المنفصل مرفوع .
وجملة: «الله لا إله إلّا هو ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز قول الهدهد.
وجملة: «لا إله إلّا هو» في محلّ رفع خبر المبتدأ
(الله) .