الرسم العثمانيإِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْءَاخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمٰلَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ
الـرسـم الإمـلائـياِنَّ الَّذِيۡنَ لَا يُؤۡمِنُوۡنَ بِالۡاٰخِرَةِ زَيَّـنَّا لَهُمۡ اَعۡمَالَهُمۡ فَهُمۡ يَعۡمَهُوۡنَؕ
تفسير ميسر:
إن الذين لا يُصَدِّقون بالدار الآخرة، ولا يعملون لها حسَّنَّا لهم أعمالهم السيئة، فرأوها حسنة، فهم يترددون فيها متحيِّرين. أولئك الذين لهم العذاب السيِّئ في الدنيا قتلا وأَسْرًا وذُلا وهزيمةً، وهم في الآخرة أشد الناس خسرانًا.
أي يكذبون بها ويستبعدون وقوعها " زينا لهم أعمالهم فهم يعمهون" أي حسنا لهم ما هم فيه ومددنا لهم في غيهم فهم يتيهون في ضلالهم وكان هذا جزاء على ما كذبوا من الدار الآخرة كما قال تعالى; "ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة".
قوله تعالى ; إن الذين لا يؤمنون بالآخرة أي لا يصدقون بالبعث . زينا لهم أعمالهم قيل ; أعمالهم السيئة حتى رأوها حسنة . وقيل ; زينا لهم أعمالهم الحسنة فلم يعملوها . وقال الزجاج ; جعلنا جزاءهم على كفرهم أن زينا لهم ما هم فيه . فهم يعمهون أي يترددون في أعمالهم الخبيثة ، وفي ضلالتهم . عن ابن عباس . أبو العالية ; يتمادون . قتادة ; يلعبون . الحسن ; يتحيرون ; قال الراجز [ رؤبة ] ;ومهمه أطرافه في مهمه وعمى الهدى بالحائرين العمه
يقول تعالى ذكره; إن الذين لا يصدّقون بالدار الآخرة, وقيام الساعة, وبالمعاد إلى الله بعد الممات والثواب والعقاب.( زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ )يقول; حببنا إليهم قبيح أعمالهم, وسهَّلنا ذلك عليهم.( فَهُمْ يَعْمَهُونَ ) يقول; فهم في ضلال أعمالهم القبيحة التي زيَّناها لهم يتردّدون حيارى يحسبون أنهم يحسنون.
( إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ ) ويكذبون بها ويكذبون من جاء بإثباتها، ( زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ ) حائرين مترددين مؤثرين سخط الله على رضاه، قد انقلبت عليهم الحقائق فرأوا الباطل حقا والحق باطلا.
(بالآخرة) متعلّق بـ (لا يؤمنون) ،
(لهم) متعلّق بـ (زيّنا) ،
(الفاء) عاطفة.
جملة: «إنّ الذين.. زيّنا» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لا يؤمنون ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) .
وجملة: «زيّنا ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «هم يعمهون» في محلّ رفع معطوفة على جملة زيّنا ...وجملة: «يعمهون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ
(هم) .
(5)
(أولئك) مبتدأ، خبره
(الذين) ،
(لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ
(سوء) ،
(هم ... الأخسرون) مثلـ (هم ... يوقنون ... ) .
وجملة: «أولئك الذين ... » في محلّ رفع خبر ثان لـ (إنّ) .
وجملة: «لهم سوء ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) الثاني.
وجملة: «هم ... الأخسرون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لهم سوء .
- القرآن الكريم - النمل٢٧ :٤
An-Naml27:4