Skip to main content
الرسم العثماني

بَلِ ادّٰرَكَ عِلْمُهُمْ فِى الْءَاخِرَةِ ۚ بَلْ هُمْ فِى شَكٍّ مِّنْهَا ۖ بَلْ هُم مِّنْهَا عَمُونَ

الـرسـم الإمـلائـي

بَلِ ادّٰرَكَ عِلۡمُهُمۡ فِى الۡاٰخِرَةِ‌ ۚ بَلۡ هُمۡ فِىۡ شَكٍّ مِّنۡهَاۖ بَلۡ هُمۡ مِّنۡهَا عَمُوۡنَ

تفسير ميسر:

قل -أيها الرسول- لهم; لا يعلم أحد في السموات ولا في الأرض ما استأثر الله بعلمه من المغيَّبات، ولا يدرون متى هم مبعوثون مِن قبورهم عند قيام الساعة؟ بل تكامل علمهم في الآخرة، فأيقنوا بالدار الآخرة، وما فيها مِن أهوال حين عاينوها، وقد كانوا في الدنيا في شك منها، بل عميت عنها بصائرهم.

أي انتهى علمهم وعجز عن معرفة وقتها وقرأ آخرون "بل أدرك علمهم" أي تساوى علمهم في ذلك كما فى الصحيح لمسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لجبريل وقد سأله عن وقت الساعة "ما المسئول عنها بأعلم من السائل" أي تساوى في العجز عن درك ذلك علم المسئول والسائل قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس "بل ادارك علمهم في الآخرة" أي غاب وقال قتادة "بل ادارك علمهم في الآخرة" يعني بجهلهم بربهم يقول لم ينفذ لهم علم في الآخرة هذا قول وقال ابن جريج عن عطاء الخراساني عن ابن عباس "بل ادارك علمهم في الآخرة" حين لم ينفع العلم وبه قال عطاء الخراساني والسدي أن علمهم إنما يدرك ويكمل يوم القيامة حيث لا ينفعهم ذلك كما قال تعالى "أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا لكن الظالمون اليوم في ضلال مبين" وقال سفيان عن عمرو بن عبيد عن الحسن أنه كان يقرأ "بل أدرك علمهم" قال اضمحل علمهم في الدنيا حين عاينوا الآخرة وقوله تعالى "بل هم في شك منها" عائد على الجنس والمراد الكافرون كما قال تعالى "وعرضوا على ربك صفا لقد جئتمونا كما خلقناكم أول مرة بل زعمتم أن لن نجعل لكم موعدا" أى الكافرون منكم وهكذا قال ههنا "بل هم في شك منها" أي شاكون فى وجودها ووقوعها "بل هم منها عمون" أي في عماية وجهل كبير في أمرها وشأنها.