الرسم العثمانيمَن جَآءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُۥ خَيْرٌ مِّنْهَا ۖ وَمَن جَآءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّـَٔاتِ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
الـرسـم الإمـلائـيمَنۡ جَآءَ بِالۡحَسَنَةِ فَلَهٗ خَيۡرٌ مِّنۡهَا ۚ وَمَنۡ جَآءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجۡزَى الَّذِيۡنَ عَمِلُوا السَّيِّاٰتِ اِلَّا مَا كَانُوۡا يَعۡمَلُوۡنَ
تفسير ميسر:
من جاء يوم القيامة بإخلاص التوحيد لله وبالأعمال الصالحة وَفْق ما شرع الله، فله أجر عظيم خير من ذلك، وذلك الخير هو الجنة والنعيم الدائم، ومن جاء بالأعمال السيئة، فلا يُجْزى الذين عملوا السيئات على أعمالهم إلا بما كانوا يعملون.
قال تعالى; "من جاء بالحسنة" أي يوم القيامة "فله خير منها" أي ثواب الله خير من حسنة العبد فكيف والله يضاعفه أضعافا كثيرة وهذا مقام الفضل ثم قال "ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الذين عملوا السيئات إلا ما كانوا يعملون" كما قال في الآية الأخرى "ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار هل تجزون إلا ما كنتم تعملون " وهذا مقام الفضل والعدل.
قوله تعالى ; من جاء بالحسنة فله خير منها تقدم في ( النمل ) وقال عكرمة ; ليس شيء خيرا من " لا إله إلا الله " وإنما المعنى من جاء ب " لا إله إلا الله " فله منها خير ومن جاء بالسيئة أي بالشرك فلا يجزى الذين عملوا السيئات إلا ما كانوا يعملون أي يعاقب بما يليق بعمله .
القول في تأويل قوله تعالى ; مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (84)يقول تعالى ذكره; من جاء الله يوم القيامة بإخلاص التوحيد, فله خير, وذلك الخير هو الجنة والنعيم الدائم, ومن جاء بالسيئة, وهى الشرك بالله.كما حدثنا بشر, قال; ثنا يزيد قال ثنا سعيد, عن قَتادة, قوله; ( مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا ) أي; له منها حظّ خير, والحسنة; الإخلاص, والسيئة; الشرك.وقد بيَّنا ذلك باختلاف المختلفين, ودللنا على الصواب من القول فيه.وقوله; ( فَلا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ ) يقول; فلا يثاب الذين عملوا السيئات على أعمالهم السيئة ( إِلا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) يقول; إلا جزاء ما كانوا يعملون.
يخبر تعالى عن مضاعفة فضله، وتمام عدله فقال: { مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ } شرط فيها أن يأتي بها العامل، لأنه قد يعملها، ولكن يقترن بها ما لا تقبل منه أو يبطلها، فهذا لم يجيء بالحسنة، والحسنة: اسم جنس يشمل جميع ما أمر اللّه به ورسوله، من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة، المتعلقة بحق الله تعالى وحق عباده، { فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا } [أي: أعظم وأجل، وفي الآية الأخرى { فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا } ] هذا التضعيف للحسنة، لا بد منه، وقد يقترن بذلك من الأسباب ما تزيد به المضاعفة، كما قال تعالى: { وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } بحسب حال العامل وعمله، ونفعه ومحله ومكانه، { وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ } وهي كل ما نهى الشارع عنه، نَهْيَ تحريم. { فَلَا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } كقوله تعالى: { مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ }
(من) اسم شرط مبتدأ خبره جملة جاء
(بالحسنة) متعلّق بحال من فاعل جاء
(الفاء) رابطة لجواب الشرط
(له) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ خير
(منها) متعلّق بخير
(من جاء بالسيّئة) مثل من جاء بالحسنة
(الفاء) رابطة لجواب الشرط
(الذين) موصول في محلّ رفع نائب الفاعلـ (إلّا) أداة حصر
(ما) حرف مصدريّ .والمصدر المؤوّلـ (ما كانوا..) في محلّ نصب مفعول به عامله يجزى، وفيه حذف مضاف أي جزاء عملهم.
جملة: «من جاء ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «جاء بالحسنة ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ
(من) الأول.
وجملة: «له خير منها ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «من جاء
(الثانية) ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة من جاء
(الأولى) .
وجملة: «جاء بالسيّئة ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ
(من) الثاني.
وجملة: «لا يجزى الذين ... » لا محلّ لها تعليل للجواب المقدّر أي فله مثلها لأنه لا يجزى الذين ...وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) .
وجملة: «كانوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(ما) .
وجملة: «يعملون ... » في محلّ نصب خبر كانوا ...
- القرآن الكريم - القصص٢٨ :٨٤
Al-Qasas28:84