الرسم العثمانيوَمَا كُنتَ تَرْجُوٓا أَن يُلْقٰىٓ إِلَيْكَ الْكِتٰبُ إِلَّا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ ۖ فَلَا تَكُونَنَّ ظَهِيرًا لِّلْكٰفِرِينَ
الـرسـم الإمـلائـيوَمَا كُنۡتَ تَرۡجُوۡۤا اَنۡ يُّلۡقٰٓى اِلَيۡكَ الۡكِتٰبُ اِلَّا رَحۡمَةً مِّنۡ رَّبِّكَ فَلَا تَكُوۡنَنَّ ظَهِيۡرًا لِّـلۡكٰفِرِيۡنَ
تفسير ميسر:
وما كنت -أيها الرسول- تؤمِّل نزول القرآن عليك، لكن الله سبحانه وتعالى رحمك فأنزله عليك، فاشكر لله تعالى على نِعَمه، ولا تكوننَّ عونًا لأهل الشرك والضلال.
"وما كنت ترجو أن يلقى إليك الكتاب" أي ما كنت تظن قبل إنزال الوحي إليك أن الوحي ينزل عليك "ولكن رحمة من ربك" أي إنما أنزل الوحي عليك من الله من رحمته بك وبالعباد بسببك فإذا منحك بهذه النعمة العظيمة "فلا تكونن ظهيرا" أي معينا "للكافرين" ولكن فارقهم ونابذهم وخالفهم.
قوله تعالى ; وما كنت ترجو أن يلقى إليك الكتاب أي ما علمت أننا نرسلك إلى الخلق وننزل عليك القرآن إلا رحمة من ربك قال الكسائي ; هو استثناء منقطع بمعنى ( لكن ) فلا تكونن ظهيرا للكافرين أي عونا لهم ومساعدا وقد تقدم في هذه السورة .
القول في تأويل قوله تعالى ; وَمَا كُنْتَ تَرْجُو أَنْ يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ ظَهِيرًا لِلْكَافِرِينَ (86)يقول تعالى ذكره; وما كنت ترجو يا محمد أن ينـزل عليك هذا القرآن, فتعلم الأنباء والأخبار عن الماضين قبلك, والحادثة بعدك, مما لم يكن بعد, مما لم تشهده ولا تشهده, ثم تتلو ذلك على قومك من قريش, إلا أن ربك رحمك, فأنـزله عليك, فقوله; ( إِلا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ ) استثناء منقطع.وقوله; ( فَلا تَكُونَنَّ ظَهِيرًا لِلْكَافِرِينَ ) يقول; فاحمد ربك على ما أنعم به عليك من رحمته إياك, بإنـزاله عليك هذا الكتاب, ولا تكوننّ عونا لمن كفر بربك على كفره به. وقيل; إن ذلك من المؤخَّر الذي معناه التقديم, وإن معنى اللام; إن الذي فرض عليك القرآن, فأنـزله عليك, وما كنت ترجو أن ينـزل عليك, فتكون نبيا قبل ذلك, لرادّك إلى معاد.
{ وَمَا كُنْتَ تَرْجُو أَنْ يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ } أي: لم تكن متحريا لنزول هذا الكتاب عليك، ولا مستعدا له، ولا متصديا. { إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ } بك وبالعباد، فأرسلك بهذا الكتاب، الذي رحم به العالمين، وعلمهم ما لم يكونوا يعلمون، وزكاهم وعلمهم الكتاب والحكمة، وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين، فإذا علمت أنه أنزل إليك رحمة منه، [علمت] أن جميع ما أمر به ونهى عنه، فإنه رحمة وفضل من اللّه، فلا يكن في صدرك حرج من شيء منه، وتظن أن مخالفه أصلح وأنفع.{ فَلَا تَكُونَنَّ ظَهِيرًا لِلْكَافِرِينَ } أي: معينا لهم على ما هو من شعب كفرهم، ومن جملة مظاهرتهم، أن يقال في شيء منه، إنه خلاف الحكمة والمصلحة والمنفعة.
(الواو) استئنافيّة- أو عاطفة
(ما) نافية
(أن) حرف مصدريّ، وعلامة النصب في(يلقى) الفتحة المقدّرة على الألف
(إليك) متعلّق بـ (يلقى) ،
(الكتاب) نائب الفاعل للمجهول يلقى
(إلّا) أداة بمعنى لكن، والاستثناء منقطع،
(رحمة) مفعول لأجله لعامل مقدّر منصوبـ (من ربّك) متعلّق برحمة
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر
(لا) ناهية جازمة
(تكونّن) مضارع ناقص مبنيّ على الفتح في محلّ جزم، واسمه ضمير مستتر تقديره أنت
(للكافرين) متعلّق بخبر تكوننّ
(ظهيرا) .
جملة: «ما كنت ترجو ... » لا محلّ لها استئنافيّة .
وجملة: «ترجو ... » في محلّ نصب خبر كنت.
وجملة: «يلقى إليك الكتاب ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) .
والمصدر المؤوّلـ (أن يلقى ... ) في محلّ نصب مفعول به عامله ترجو.
وجملة: «تكوننّ ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي إذا ألقي إليك الكتاب فلا تكونن ظهيرا ...(87)
(الواو) عاطفة
(لا) ناهية جازمة
(يصدّنّك) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون، و (النون) المذكورة للتوكيد و (الواو) المحذوفة لالتقاء الساكنين، فاعل، و (الكاف) مفعول به
(عن آيات) متعلّق
(يصدّنّك) ،
(بعد) ظرف منصوب متعلّق بـ (يصدّنّك) ،
(إذ) اسم ظرفيّ في محلّ جرّ مضاف إليه، ونائب الفاعل لفعلـ (أنزلت) المجهول ضمير مستتر تقديره هي يعود على الآيات
(إليك) متعلّق بـ (أنزلت) ،
(الواو) عاطفة
(إلى ربّك) متعلّق بـ (ادع) ،
(لا تكوننّ) مثل الأولى
(من المشركين) متعلّق بخبر تكونّن.
وجملة: «لا يصدّنّك ... » معطوفة على جملة لا تكونّن.
وجملة: «أنزلت ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «ادع ... » معطوفة على جملة لا يصدّنك ...وجملة: «لا تكونن
(الثانية) ... » معطوفة على جملة لا يصدّنك
(88)
(الواو) عاطفة
(لا) ناهية جازمة
(مع) ظرف منصوب متعلّق بحال من(إلها) ،
(إلّا) أداة استثناء في الموضعين
(هو) في محلّ رفع بدل من الضمير الموجود في خبر لا المحذوف
(وجهه) مستثنى منصوبـ (له) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ الحكم
(الواو) عاطفة
(إليه) متعلّق بالمبني للمجهولـ (ترجعون) ، و (الواو) نائب الفاعل.
وجملة: «لا تدع ... » معطوفة على جملة لا تكوننّ
(الثانية) .
وجملة: «لا إله إلّا هو ... » لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: «كلّ شيء هالك ... » لا محلّ لها تعليل للنواهي السابقة.
وجملة: «له الحكم ... » لا محلّ لها تعليل ثان.
وجملة: «إليه ترجعون ... » لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة.
- القرآن الكريم - القصص٢٨ :٨٦
Al-Qasas28:86