الرسم العثمانيوَالَّذِينَ كَفَرُوا بِـَٔايٰتِ اللَّهِ وَلِقَآئِهِۦٓ أُولٰٓئِكَ يَئِسُوا مِن رَّحْمَتِى وَأُولٰٓئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
الـرسـم الإمـلائـيوَالَّذِيۡنَ كَفَرُوۡا بِاٰيٰتِ اللّٰهِ وَلِقَآٮِٕهٖۤ اُولٰٓٮِٕكَ يَٮِٕسُوۡا مِنۡ رَّحۡمَتِىۡ وَاُولٰٓٮِٕكَ لَهُمۡ عَذَابٌ اَلِيۡمٌ
تفسير ميسر:
والذين جحدوا حُجج الله وأنكروا أدلته، ولقاءه يوم القيامة، أولئك ليس لهم مطمع في رحمتي لَمَّا عاينوا ما أُعِدَّ لهم من العذاب، وأولئك لهم عذاب مؤلم موجع.
"والذين كفروا بآيات الله ولقائه" أي جحدوها وكفروا بالمعاد "أولئك يئسوا من رحمتي" أي لا نصيب لهم فيها "وأولئك لهم عذاب أليم" أي موجع شديد في الدنيا والآخرة.
والذين كفروا بآيات الله ولقائه أي بالقرآن أو بما نصب من الأدلة والأعلام أولئك يئسوا من رحمتي أي من الجنة ونسب اليأس إليهم والمعنى ; أويسوا . وهذه الآيات اعتراض من الله تعالى تذكيرا وتحذيرا لأهل مكة .
القول في تأويل قوله تعالى ; وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أُولَئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (23)يقول تعالى ذكره; والذين كفروا حُجَجَ الله، وأنكروا أدلته، وجحدوا لقاءه والورود عليه، يوم تقوم الساعة; ( أُولَئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي ) يقول تعالى ذكره; أولئك يئسوا من رحمتي في الآخرة لما عاينوا ما أعدّ لهم من العذاب، وأولئك لهم عذاب مُوجِع.فإن قال قائل; وكيف اعْترض بهذه الآيات من قوله; وَإِنْ تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ ... إلى قوله; إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ وترك ضمير قوله; فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ وهو من قصة إبراهيم. وقوله; إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ... إلى قوله; فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ .قيل; فعل ذلك كذلك، لأن الخبر عن أمر نوح وإبراهيم وقومهما، وسائر مَنْ ذَكَر الله من الرسل والأمم في هذه السورة وغيرها، إنما هو تذكير من الله تعالى ذكره به الَّذِينَ يبتدئ بذكرهم قبل الاعتراض بالخبر، وتحذير منه لهم أن يحلّ بهم ما حلّ بهم، فكأنه قيل في هذا الموضع; فاعبدوه واشكروا له إليه ترجعون، فكذّبتم أنتم معشر قريش رسولكم محمدا، كما كذّب أولئك إبراهيم، ثم جَعَل مكان; فكذّبتم; وإن تكذبوا فقد كَذَّب أمم من قبلكم، إذ كان ذلك يدل على الخبر عن تكذيبهم رسولَهم، ثم عاد إلى الخبر عن إبراهيم وقومه، وتتميم قصته وقصتهم بقوله; فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ .
يخبر تعالى من هم الذين زال عنهم الخير، وحصل لهم الشر، وأنهم الذين كفروا به وبرسله، وبما جاءوهم به، وكذبوا بلقاء اللّه، فليس عندهم إلا الدنيا، فلذلك قدموا على ما أقدموا عليه من الشرك والمعاصي، لأنه ليس في قلوبهم ما يخوفهم من عاقبة ذلك، ولهذا قال تعالى: { أُولَئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي } أي: فلذلك لم يعلموا سببا واحدا يحصلون به الرحمة، وإلا لو طمعوا في رحمته، لعملوا لذلك أعمالا، والإياس من رحمة اللّه من أعظم المحاذير، وهو نوعان: إياس الكفار منها، وتركهم جميع سبب يقربهم منها، وإياس العصاة، بسبب كثرة جناياتهم أوحشتهم، فملكت قلوبهم، فأحدث لها الإياس، { وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } أي: مؤلم موجع. وكأن هذه الآيات معترضات بين كلام إبراهيم عليه السلام لقومه، وردهم عليه، واللّه أعلم بذلك.
(الواو) عاطفة
(بآيات) متعلّق بـ (كفروا) ،
(أولئك) اسم إشارة مبتدأ ثان في محلّ رفع
(من رحمتي) متعلّق بـ (يئسوا) ،
(لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ عذاب ...وجملة: «الذين كفروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما أنتم بمعجزين .
وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) .
وجملة: «أولئك يئسوا ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ
(الذين) .
وجملة: «يئسوا ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ
(أولئك) .
وجملة: «أولئك لهم عذاب» في محلّ رفع معطوفة على جملة أولئك يئسوا.
وجملة: «لهم عذاب ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ
(أولئك) الثاني.
- القرآن الكريم - العنكبوت٢٩ :٢٣
Al-'Ankabut29:23