الرسم العثمانييَوْمَ يَغْشٰىهُمُ الْعَذَابُ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيَقُولُ ذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
الـرسـم الإمـلائـييَوۡمَ يَغۡشٰٮهُمُ الۡعَذَابُ مِنۡ فَوۡقِهِمۡ وَمِنۡ تَحۡتِ اَرۡجُلِهِمۡ وَيَقُوۡلُ ذُوۡقُوۡا مَا كُنۡتُمۡ تَعۡمَلُوۡنَ
تفسير ميسر:
يوم القيامة يغشى الكافرين عذاب جهنم من فوق رؤوسهم، ومِن تحت أقدامهم، فالنار تغشاهم من سائر جهاتهم، ويقول الله لهم حينئذ; ذوقوا جزاء ما كنتم تعملونه في الدنيا; من الإشراك بالله، وارتكاب الجرائم والآثام.
ثم قال عزوجل "يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم" كقوله تعالى "لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش" وقال تعالى "لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل" وقال تعالى "لو يعلم الذين كفروا حين لا يكفون عن وجوههم النار ولا عن ظهورهم" الآية فالنار تغشاهم من سائر جهاتهم وهذا أبلغ في العذاب الحسي وقوله تعالى "ونقول ذوقوا ما كنتم تعملون" تهديد وتقريع وتوبيخ وهذا عذاب معنوي على النفوس كقوله تعالى; "يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر إنا كل شيء خلقناه بقدر" وقال تعالى "يوم يدعون إلى نار جهنم دعا هذه النار التى كنتم به تكذبون أفسحر هذا أم أنتم لا تبصرون اصلوها فاصبروا أو لا تصبروا سواء عليكم إنما تجزون ما كنتم تعملون".
قوله تعالى ; يوم يغشاهم العذاب من فوقهم قيل ; هو متصل بما هو قبله ; أي يوم يصيبهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم فإذا غشيهم العذاب أحاطت بهم جهنم وإنما قال ; من تحت أرجلهم للمقاربة وإلا فالغشيان من فوق أعم ; كما قال الشاعر ;علفتها تبنا وماء بارداوقال آخر ;لقد كان قواد الجياد إلى العدا عليهن غاب من قنى ودروعويقول ذوقوا قرأ أهل المدينة والكوفة ; ( نقول ) بالنون الباقون بالياء ، واختاره أبو عبيد ; لقوله ; قل كفى بالله ويحتمل أن يكون الملك الموكل بهم يقول ; ذوقوا . والقراءت ترجع إلى معنى أي يقول الملك بأمرنا ذوقوا .
القول في تأويل قوله تعالى ; يَوْمَ يَغْشَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيَقُولُ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (55)يقول تعالى ذكره; وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ يوم يغشى الكافرين العذاب، من فوقهم في جهنم، ومن تحت أرجلهم.كما حدثنا بشر، قال; ثنا يزيد، قال; ثنا سعيد، عن قَتادة ( يَوْمَ يَغْشَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ ) ; أي في النار.وقوله; ( وَيَقُولُ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) يقول جلّ ثناؤه; ويقول الله لهم; ذوقوا ما كنتم تعملون في الدنيا من معاصي الله، وما يسخطه فيها. وبالياء في (وَيقُولُ ذُوقُوا) قرأت عامة قرّاء الأمصار خلا أبي جعفر، وأبي عمرو، فإنهما قرأا ذلك بالنون; (وَنَقُولُ). والقراءة التي هي القراءة عندنا بالياء، لإجماع الحجة من القرّاء عليها.
{ يَوْمَ يَغْشَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيَقُولُ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } فإن أعمالكم انقلبت عليكم عذابا، وشملكم العذاب كما شملكم الكفر والذنوب.
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - العنكبوت٢٩ :٥٥
Al-'Ankabut29:55