قوله تعالى ; كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون تقدم في ( آل عمران ) . وإنما ذكره هاهنا تحقيرا لأمر الدنيا ومخاوفها ; كأن بعض المؤمنين نظر في عاقبة تلحقه في خروجه من وطنه من مكة أنه يموت أو يجوع أو نحو هذا ، فحقر الله شأن الدنيا ; أي أنتم لا محالة ميتون ومحشورون إلينا . فالبدار إلى طاعة الله والهجرة إليه وإلى ما يمتثل . ثم وعد المؤمنين العاملين بسكنى الجنة تحريضا منه تعالى ; وذكر الجزاء الذي ينالونه . ثم نعتهم بقوله ; الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون . وقرأ أبو عمرو ويعقوب والجحدري وابن إسحاق وابن محيصن والأعمش وحمزة والكسائي وخلف ; ( يا عبادي ) بإسكان الياء وفتحها الباقون . ( إن أرضي ) فتحها ابن عامر وسكنها الباقون . وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ; من فر بدينه من أرض إلى أرض ولو قيد شبر استوجب الجنة وكان رفيق محمد وإبراهيم عليهما السلام .[ ص; 331 ] ثم إلينا ترجعون وقرأ السلمي وأبو بكر عن عاصم ; ( يرجعون ) بالياء ; لقوله ; كل نفس ذائقة الموت وقرأ الباقون بالتاء ; لقوله ; يا عبادي الذين آمنوا وأنشد بعضهم ;الموت في كل حين ينشد الكفنا ونحن في غفلة عما يراد بنا لا تركنن إلى الدنيا وزهرتهاوإن توشحت من أثوابها الحسنا أين الأحبة والجيران ما فعلواأين الذين همو كانوا لها سكنا سقاهم الموت كأسا غير صافيةصيرهم تحت أطباق الثرى رهنا