الرسم العثمانيلَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَىْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظٰلِمُونَ
الـرسـم الإمـلائـيلَيۡسَ لَكَ مِنَ الۡاَمۡرِ شَىۡءٌ اَوۡ يَتُوۡبَ عَلَيۡهِمۡ اَوۡ يُعَذِّبَهُمۡ فَاِنَّهُمۡ ظٰلِمُوۡنَ
تفسير ميسر:
ليس لك -أيها الرسول- من أمر العباد شيء، بل الأمر كله لله تعالى وحده لا شريك له، ولعل بعض هؤلاء الذين قاتلوك تنشرح صدورهم للإسلام فيسلموا، فيتوب الله عليهم. ومن بقي على كفره يعذبه الله في الدنيا والآخرة بسبب ظلمه وبغيه.
قال تعالى "ليس لك من الأمر شيء" أي بل الأمر كله إلي كما قال تعالى "فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب" وقال ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء" وقال "إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء" وقال محمد بن إسحق في قوله "ليس لك من الأمر شيء" أي ليس لك من الحكم شيء في عبادي إلا ما أمرتك به فيهم. ثم ذكر بقية الأقسام فقال "أو يتوب عليهم" أي مما هم فيه من الكفر فيهديهم بعد الضلالة "أو يعذبهم" أي في الدنيا والآخرة على كفرهم وذنوبهم ولهذا قال "فإنهم ظالمون" أي يستحقون ذلك. وقال البخاري حدثنا حبان بن موسى أنبأنا عبدالله أنبأنا معمر عن الزهري حدثني سالم عن أبيه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الثانية من الفجر " اللهم العن فلانا وفلانا " بعد ما يقول "سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد" فأنزل الله تعالى "ليس لك من الأمر شيء" الآية. وهكذا رواه النسائي من حديث عبدالله بن المبارك وقال الإمام أحمد حدثنا أبو النضر حدثنا أبو عقيل - قال أحمد; وهو عبد الله بن عقيل صالح الحديث ثقة - حدثنا عمر بن حمزة عن سالم عن أبيه قال; سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "اللهم العن فلانا وفلانا اللهم العن الحارث بن هشام اللهم العن سهيل بن عمرو اللهم العن صفوان بن أمية" فنزلت هذه الآية "ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون" فتيب عليهم كلهم. وقال أحمد; حدثنا أبو معاوية العلائي حدثنا خالد بن الحارث حدثنا محمد بن عجلان عن نافع عن عبدالله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو على أربعة قال; فأنزل الله ليس لك من الأمر شيء إلى آخر الآية قال; وهداهم الله للإسلام قال البخاري; قال محمد بن عجلان عن نافع عن ابن رضي الله عنهما قال; كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يدعو على رجال من المشركين يسميهم بأسمائهم حتى أنزل الله تعالى "ليس لك من الأمر شيء" الآية. وقال البخاري أيضا; حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبدالرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يدعو على أحد أو يدعو لأحد قنت بعد الركوع وربما قال إذا قال سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد; اللهم أنج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة والمستضعفين من المؤمنين. اللهم اشدد وطأتك على مضر واجعلها عليهم سنين كسني يوسف" يجهر بذلك. وكان يقول في بعض صلاته في صلاة الفجر "اللهم العن فلانا وفلانا" لأحياء من أحياء العرب حتى أنزل الله "ليس لك من الأمر شيء" الآية. وقال البخاري; قال حميد وثابت عن أنس بن مالك; شج النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد فقال "كيف يفلح قوم شجوا نبيهم؟" فنزلت "ليس لك من الأمر شيء" وقد أسند هذا الحديث الذي علقه البخاري في صحيحه فقال في غزوة أحد; حدثنا يحيى بن عبدالله السلمي أخبرك عبدالله أخبرك معمر عن الزهري حدثني سالم بن عبدالله عن أبيه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الأخيرة من الفجر " اللهم العن فلانا وفلانا وفلانا" بعد ما يقول "سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد" فأنزل الله "ليس لك من الأمر شيء" الآية. وعن حنظلة بن أبي سفيان قال; سمعت سالم بن عبدالله قال; كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو على صفوان بن أمية وسهيل بن عمرو والحارث بن هشام فنزلت "ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون" هكذا ذكر هذه الزيادة البخاري معلقة مرسلة وقد تقدمت مسندة متصلة في مسند أحمد آنفا. وقال الإمام أحمد; حدثنا هشيم حدثنا حميد عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كسرت رَبَاعِيَتُه يوم أحد وشج في وجهه حتى سال الدم على وجهه فقال " كيف يفلح قوم فعلوا هذا بنبيهم وهو يدعوهم إلى ربهم عز وجل" فأنزل الله "ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون" انفرد به مسلم فرواه عن القعنبي عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس فذكره. وقال ابن جرير; حدثنا ابن حميد حدثنا يحيى بن واضح حدثنا الحسين بن واقد عن مطر عن قتادة قال; أصيب النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد وكسرت رَبَاعِيَتُه وفرق حاجبه فوقع وعليه درعان والدم يسيل فمر به سالم مولى أبي حذيفة فأجلسه ومسح عن وجهه فأفاق وهو يقول "كيف بقوم فعلوا هذا نبيهم وهو يدعوهم إلى الله عز وجل؟" فأنزل الله "ليس لك من الأمر شيء" الآية وكذا رواه عبدالرزاق عن معمر عن قتادة بنحوه ولم يقل فأفاق.
قوله تعالى ; ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون[ ص; 188 ] فيه مسائل ;الأولى ; ثبت في صحيح مسلم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كسرت رباعيته يوم أحد ، وشج في رأسه ، فجعل يسلت الدم عنه ويقول ; كيف يفلح قوم شجوا رأس نبيهم وكسروا رباعيته وهو يدعوهم إلى الله تعالى فأنزل الله تعالى ; ليس لك من الأمر شيء . الضحاك ; هم النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يدعو على المشركين فأنزل الله تعالى ; ليس لك من الأمر شيء . وقيل ; استأذن في أن يدعو في استئصالهم ، فلما نزلت هذه الآية علم أن منهم من سيسلم وقد آمن كثير منهم خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وعكرمة بن أبي جهل وغيرهم . وروى الترمذي عن ابن عمر قال ; وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعو على أربعة نفر فأنزل الله عز وجل ; ليس لك من الأمر شيء فهداهم الله للإسلام وقال ; هذا حديث حسن غريب صحيح . وقوله تعالى ; أو يتوب عليهم قيل ; هو معطوف على ليقطع طرفا . والمعنى ; ليقتل طائفة منهم ، أو يحزنهم بالهزيمة أو يتوب عليهم أو يعذبهم . وقد تكون " أو " هاهنا بمعنى " حتى " و " إلا أن " . قال امرؤ القيس ;فقلت له لا تبل عينك إنما نحاول ملكا أو نموت فنعذراقوله عليه السلام ; ( كيف يفلح قوم شجوا رأس نبيهم ) استبعاد لتوفيق من فعل ذلك به . وقوله تعالى ; ليس لك من الأمر شيء تقريب لما استبعده وإطماع في إسلامهم ، ولما أطمع في ذلك قال - صلى الله عليه وسلم - ; اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون كما في صحيح مسلم عن ابن مسعود قال ; كأني أنظر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحكي نبيا من الأنبياء ضربه قومه وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول ; رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون . قال علماؤنا ; فالحاكي في حديث ابن مسعود هو الرسول عليه الصلاة والسلام ، وهو المحكي عنه ; بدليل ما قد جاء صريحا مبينا [ ص; 189 ] أنه عليه الصلاة والسلام لما كسرت رباعيته وشج وجهه يوم أحد شق ذلك على أصحابه شقا شديدا وقالوا ; لو دعوت عليهم ! فقال ; ( إني لم أبعث لعانا ولكني بعثت داعيا ورحمة ، اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون ) . فكأنه عليه السلام أوحي إليه بذلك قبل وقوع قضية أحد ، ولم يعين له ذلك النبي ; فلما وقع له ذلك تعين أنه المعني بذلك بدليل ما ذكرنا . وبينه أيضا ما قاله عمر له في بعض كلامه ; بأبي أنت وأمي يا رسول الله ! لقد دعا نوح على قومه فقال ; رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا الآية . ولو دعوت علينا مثلها لهلكنا من عند آخرنا ; فقد وطئ ظهرك وأدمي وجهك وكسرت رباعيتك فأبيت أن تقول إلا خيرا ، فقلت ; ( رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون ) . وقوله ; ( اشتد غضب الله على قوم كسروا رباعية نبيهم ) يعني بذلك المباشر لذلك ، وقد ذكرنا اسمه على اختلاف في ذلك ، وإنما قلنا إنه خصوص في المباشر ; لأنه قد أسلم جماعة ممن شهد أحدا وحسن إسلامهم .الثانية ; زعم بعض الكوفيين أن هذه الآية ناسخة للقنوت الذي كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يفعله بعد الركوع في الركعة الأخيرة من الصبح ، واحتج بحديث ابن عمر أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول في صلاة الفجر بعد رفع رأسه من الركوع فقال ; ( اللهم ربنا ولك الحمد في الآخرة ، ثم قال ; اللهم العن فلانا وفلانا ) فأنزل الله عز وجل ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم الآية . أخرجه البخاري ، وأخرجه مسلم أيضا من حديث أبي هريرة أتم منه . وليس هذا موضع نسخ وإنما نبه الله تعالى على نبيه على أن الأمر ليس إليه ، وأنه لا يعلم من الغيب شيئا إلا ما أعلمه ، وأن الأمر كله لله يتوب على من يشاء ويعجل العقوبة لمن يشاء . والتقدير ; ليس لك من الأمر شيء ولله ما في السماوات وما في الأرض دونك ودونهم يغفر لمن يشاء [ ص; 190 ] ويتوب على من يشاء . فلا نسخ ، والله أعلم . وبين بقوله ; ليس لك من الأمر شيء أن الأمور بقضاء الله وقدره ردا على القدرية وغيرهم .الثالثة ; واختلف العلماء في القنوت في صلاة الفجر وغيرها ; فمنع الكوفيون منه في الفجر وغيرها . وهو مذهب الليث ويحيى بن يحيى الليثي الأندلسي صاحب مالك ، وأنكره الشعبي . وفي الموطأ عن ابن عمر ; أنه كان لا يقنت في شيء من الصلاة . وروى النسائي ، أنبأنا قتيبة ، عن خلف ، عن أبي مالك الأشجعي عن أبيه قال ; صليت خلف النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم يقنت ، وصليت خلف أبي بكر فلم يقنت ، وصليت خلف عمر فلم يقنت ، وصليت خلف عثمان فلم يقنت ، وصليت خلف علي فلم يقنت ; ثم قال ; يا بني إنها بدعة . وقيل ; يقنت في الفجر دائما وفي سائر الصلوات إذا نزل بالمسلمين نازلة ; قاله الشافعي والطبري . وقيل ; هو مستحب في صلاة الفجر ، وروي عن الشافعي . وقال الحسن وسحنون ; إنه سنة . وهو مقتضى رواية علي بن زياد عن مالك بإعادة تاركه للصلاة عمدا . وحكى الطبري الإجماع على أن تركه غير مفسد للصلاة . وعن الحسن ; في تركه سجود السهو ; وهو أحد قولي الشافعي . وذكر الدارقطني عن سعيد بن عبد العزيز فيمن نسي القنوت في صلاة الصبح قال ; يسجد سجدتي السهو . واختار مالك قبل الركوع ; وهو قول إسحاق . وروي أيضا عن مالك بعد الركوع ، وروي عن الخلفاء الأربعة ، وهو قول الشافعي وأحمد وإسحاق أيضا . وروى عن جماعة من الصحابة التخيير في ذلك . وروى الدارقطني بإسناد صحيح عن أنس أنه قال ; ما زال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقنت في صلاة الغداة حتى فارق الدنيا . وذكر أبو داود في المراسيل عن خالد بن أبي عمران قال ; بينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو على مضر إذ جاءه جبريل فأومأ إليه أن اسكت فسكت ; فقال ; ( يا محمد إن الله لم يبعثك سبابا ولا لعانا ، وإنما بعثك رحمة ولم يبعثك [ ص; 191 ] عذابا ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون قال ; ثم علمه هذا القنوت فقال ; ( اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونؤمن بك ونخنع لك ونخلع ونترك من يكفرك اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى ونحفد ونرجو رحمتك ونخاف عذابك الجد إن عذابك بالكافرين ملحق ) .
القول في تأويل قوله ; لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خَائِبِينَ (127)قال أبو جعفر; يعني بذلك جل ثناؤه; ولقد نصركم الله ببدر " ليقطع طرفًا من الذين كفروا "، ويعني بـ" الطرف "، الطائفة والنفر.* * *يقول تعالى ذكره; ولقد نصركم الله ببدر، كما يُهلك طائفة من الذين كفروا بالله ورسوله، فجحدوا وحدانية ربهم، ونبوة نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم، كما;-7796- حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة، قوله; " ليقطع طرفًا من الذين كفروا "، فقطع الله يوم بدر طرفًا من الكفار، وقتل صناديدهم ورؤساءهم، وقادتهم في الشر.7797- حدثت عن عمار، عن ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع، نحوه.7798- حدثني محمد بن سنان قال، حدثنا أبو بكر الحنفي، عن عباد، عن الحسن في قوله; " ليقطع طرفًا من الذين كفروا " الآية كلها، قال; هذا يوم بدر، قطع الله طائفة منهم وبقيت طائفة.7799- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق; " ليقطع طرفًا من الذين كفروا "، أي; ليقطع طرفًا من المشركين بقتل ينتقم به منهم. (56)* * *وقال آخرون; بل معنى ذلك; وما النصر إلا من عند الله ليقطع طرفًا من الذين كفروا. وقال; إنما عنى بذلك من قُتل بأحد.*ذكر من قال ذلك;7800- حدثنا محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي قال; ذكر الله قتلى المشركين -يعني بأحد- وكانوا ثمانية عشر رجلا فقال; " ليقطع طرفًا من الذين كفروا "، ثم ذكر الشهداء فقال; وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا الآية. [سورة آل عمران; 169]* * *وأما قوله; " أو يكبتهم "، فإنه يعني بذلك; أو يخزيهم بالخيبة مما رجوا من الظفر بكم.وقد قيل; إن معنى قوله; " أو يكبتهم "، أو يصرعهم لوجوههم. ذكر بعضهم أنه سمع العرب تقول; " كبته الله لوجهه "، بمعنى صرعه الله. (57)* * *قال أبو جعفر; فتأويل الكلام; ولقد نصركم الله ببدر ليهلك فريقًا من الكفار بالسيف، أو يخزيهم بخيبتهم مما طمعوا فيه من الظفر =" فينقلبوا خائبين "، يقول; فيرجعوا عنكم خائبين، لم يصيبوا منكم شيئًا مما رجوا أن ينالوه منكم، كما;-7801- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق; " أو يكبتهم فينقلبوا خائبين "، أو يردهم خائبين، أي; يرجع من بقي منهم فلاًّ خائبين، (58) لم ينالوا شيئًا مما كانوا يأملون. (59)7802- حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله; " أو يكبتهم "، يقول; يخزيهم،" فينقلبوا خائبين ".7803- حدثت عن عمار، عن ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع، مثله.---------------------الهوامش ;(56) الأثر; 7799- سيرة ابن هشام 3; 114 ، وهو تابع الأثر السالف رقم; 7994. هذا وقد أسقطت المخطوطة والمطبوعة"عن ابن إسحاق" ، فأثبتها ، فهو إسناد دائر في التفسير كما ترى.(57) هو أبو عبيدة في مجاز القرآن 1; 103.(58) في المخطوطة والمطبوعة; "أو يرجع من بقي. . ." ، والصواب من سيرة ابن هشام. وأما المطبوعة فقد حذفت قوله; "فلا" ، لأن قلم الناسخ قد اضطرب فضرب خطأ غير بالغ على قوله; "فلا" ، فظنها الناشر علامة حذف. والصواب إثباتها كما في سيرة ابن هشام. والفل (بفتح الفاء وتشديد اللام); المنهزمون ، يقال; "جاء فل القوم" ، أي منهزموهم ، يستوي فيه الواحد والجمع.(59) الأثر; 7801- سيرة ابن هشام 3; 114 ، وهو تابع الآثار التي آخرها رقم; 7799.
لما جرى يوم \"أحد\" ما جرى، وجرى على النبي صلى الله عليه وسلم مصائب، رفع الله بها درجته، فشج رأسه وكسرت رباعيته، قال \"كيف يفلح قوم شجوا نبيهم\" وجعل يدعو على رؤساء من المشركين مثل أبي سفيان بن حرب، وصفوان بن أمية وسهيل بن عمرو، والحارث بن هشام، أنزل الله تعالى على رسوله نهيا له عن الدعاء عليهم باللعنة والطرد عن رحمة الله { ليس لك من الأمر شيء } إنما عليك البلاغ وإرشاد الخلق والحرص على مصالحهم، وإنما الأمر لله تعالى هو الذي يدبر الأمور، ويهدي من يشاء ويضل من يشاء، فلا تدع عليهم بل أمرهم راجع إلى ربهم، إن اقتضت حكمته ورحمته أن يتوب عليهم ويمن عليهم بالإسلام فعل، وإن اقتضت حكمته إبقاءهم على كفرهم وعدم هدايتهم، فإنهم هم الذين ظلموا أنفسهم وضروها وتسببوا بذلك، فعل، وقد تاب الله على هؤلاء المعينين وغيرهم، فهداهم للإسلام رضي الله عنهم، وفي هذه الآية مما يدل على أن اختيار الله غالب على اختيار العباد، وأن العبد وإن ارتفعت درجته وعلا قدره قد يختار شيئا وتكون الخيرة والمصلحة في غيره، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم ليس له من الأمر شيء فغيره من باب أولى ففيها أعظم رد على من تعلق بالأنبياء أو غيرهم من الصالحين وغيرهم، وأن هذا شرك في العبادة، نقص في العقل، يتركون من الأمر كله له ويدعون من لا يملك من الأمر مثقال ذرة، إن هذا لهو الضلال البعيد، وتأمل كيف لما ذكر تعالى توبته عليهم أسند الفعل إليه، ولم يذكر منهم سببا موجبا لذلك، ليدل ذلك على أن النعمة محض فضله على عبده، من غير سبق سبب من العبد ولا وسيلة، ولما ذكر العذاب ذكر معه ظلمهم، ورتبه على العذاب بالفاء المفيدة للسببية، فقال { أو يعذبهم فإنهم ظالمون } ليدل ذلك على كمال عدل الله وحكمته، حيث وضع العقوبة موضعها، ولم يظلم عبده بل العبد هو الذي ظلم نفسه
(ليس) فعل ماض ناقص جامد
(اللام) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للناقص
(من الأمر) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من شيء- نعت تقدّم على المنعوت-
(شيء) اسم ليس مؤخّر مرفوع
(أو) حرف عطف بمعنى إلى
(يتوب) مضارع منصوب بـ (أن) مضمرة بعد أو، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (على) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (يتوب) ،
(أو) عاطفة
(يعذّب) مضارع منصوب معطوف على
(يتوب) ، و (هم) ضمير مفعول به، والفاعل هو (الفاء) تعليليّة
(إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (هم) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ
(ظالمون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو.
والمصدر المؤوّلـ (أن يتوب ... ) في محلّ رفع معطوف على شيء والتقدير: ليس شيء من أجلهم منك أو توبة عليهم من الله.
جملة: «ليس لك من الأمر شيء» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يتوب ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ المقدّر
(أن) .
وجملة: «يعذّبهم» لا محلّ لها معطوفة على جملة يتوب.
وجملة: «إنّهم ظالمون» لا محلّ لها تعليليّة.
- القرآن الكريم - آل عمران٣ :١٢٨
Ali 'Imran3:128