الرسم العثمانيثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّنۢ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا يَغْشٰى طَآئِفَةً مِّنكُمْ ۖ وَطَآئِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجٰهِلِيَّةِ ۖ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الْأَمْرِ مِن شَىْءٍ ۗ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُۥ لِلَّهِ ۗ يُخْفُونَ فِىٓ أَنفُسِهِم مَّا لَا يُبْدُونَ لَكَ ۖ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَىْءٌ مَّا قُتِلْنَا هٰهُنَا ۗ قُل لَّوْ كُنتُمْ فِى بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلٰى مَضَاجِعِهِمْ ۖ وَلِيَبْتَلِىَ اللَّهُ مَا فِى صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِى قُلُوبِكُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌۢ بِذَاتِ الصُّدُورِ
الـرسـم الإمـلائـيثُمَّ اَنۡزَلَ عَلَيۡكُمۡ مِّنۡۢ بَعۡدِ الۡغَمِّ اَمَنَةً نُّعَاسًا يَّغۡشٰى طَآٮِٕفَةً مِّنۡكُمۡۙ وَطَآٮِٕفَةٌ قَدۡ اَهَمَّتۡهُمۡ اَنۡفُسُهُمۡ يَظُنُّوۡنَ بِاللّٰهِ غَيۡرَ الۡحَـقِّ ظَنَّ الۡجَـاهِلِيَّةِؕ يَقُوۡلُوۡنَ هَلۡ لَّنَا مِنَ الۡاَمۡرِ مِنۡ شَىۡءٍؕ قُلۡ اِنَّ الۡاَمۡرَ كُلَّهٗ لِلّٰهِؕ يُخۡفُوۡنَ فِىۡۤ اَنۡفُسِهِمۡ مَّا لَا يُبۡدُوۡنَ لَكَؕ يَقُوۡلُوۡنَ لَوۡ كَانَ لَنَا مِنَ الۡاَمۡرِ شَىۡءٌ مَّا قُتِلۡنَا هٰهُنَا ؕ قُلۡ لَّوۡ كُنۡتُمۡ فِىۡ بُيُوۡتِكُمۡ لَبَرَزَ الَّذِيۡنَ كُتِبَ عَلَيۡهِمُ الۡقَتۡلُ اِلٰى مَضَاجِعِهِمۡۚ وَلِيَبۡتَلِىَ اللّٰهُ مَا فِىۡ صُدُوۡرِكُمۡ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِىۡ قُلُوۡبِكُمۡؕ وَاللّٰهُ عَلِيۡمٌۢ بِذَاتِ الصُّدُوۡرِ
تفسير ميسر:
ثم كان من رحمة الله بالمؤمنين المخلصين أن ألقى في قلوبهم من بعد ما نزل بها من همٍّ وغمٍّ اطمئنانًا وثقة في وعد الله، وكان من أثره نعاس غَشِي طائفة منهم، وهم أهل الإخلاص واليقين، وطائفة أُخرى أهمَّهم خلاص أنفسهم خاصة، وضَعُفَتْ عزيمتهم وشُغِلوا بأنفسهم، وأساؤوا الظن بربهم وبدينه وبنبيه، وظنوا أن الله لا يُتِمُّ أمر رسوله، وأن الإسلام لن تقوم له قائمة، ولذلك تراهم نادمين على خروجهم، يقول بعضهم لبعض; هل كان لنا من اختيار في الخروج للقتال؟ قل لهم -أيها الرسول-; إن الأمر كلَّه لله، فهو الذي قدَّر خروجكم وما حدث لكم، وهم يُخْفون في أنفسهم ما لا يظهرونه لك من الحسرة على خروجهم للقتال، يقولون; لو كان لنا أدنى اختيار ما قُتِلنا هاهنا. قل لهم; إن الآجال بيد الله، ولو كنتم في بيوتكم، وقدَّر الله أنكم تموتون، لخرج الذين كتب الله عليهم الموت إلى حيث يُقْتلون، وما جعل الله ذلك إلا ليختبر ما في صدوركم من الشك والنفاق، وليميز الخبيث من الطيب، ويظهر أمر المؤمن من المنافق للناس في الأقوال والأفعال. والله عليم بما في صدور خلقه، لا يخفى عليه شيء من أمورهم.
يقول تعالى ممتنا على عباده فيما أنزل عليهم من السكينة والأمنة وهو النعاس الذي غشيهم وهم مشتملون السلاح في حال همهم وغمهم والنعاس في مثل تلك الحال دليل على الأمان كما قال في سورة الأنفال في قصة بدر "إذ يغشيكم النعاس أمنة منه" الآية. وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا أبو نعيم ووكيع عن سفيان عن عاصم عن أبي رزين عن عبدالله بن مسعود قال; النعاس في القتال من الله وفي الصلاة من الشيطان وقال البخاري وقال لي خليفة حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد عن قتادة من أنس عن أبي طلحة قال; كنت فيمن تغشاه النعاس يوم أحد حتى سقط سيفي من يدي مرارا يسقط وآخذه ويسقط وآخذه. هكذا رواه في المغازي معلقا ورواه في كتاب التفسير مسندا عن شيبان عن قتادة عن أنس عن أبي طلحة قال; غشينا النعاس ونحن في مصافنا يوم أحد قال فجعل سيفي يسقط من يدي وآخذه ويسقط وآخذه وقد رواه الترمذي والنسائي والحاكم من حديث حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس عن أبي طلحة قال; رفعت رأسي يوم أحد وجعلت أنظر وما منهم يومئذ أحد إلا يميل تحت جحفته من النعاس لفظ الترمذي وقال حسن صحيح ورواه النسائي أيضا عن محمد بن المثنى عن خالد بن الحارث عن قتيبة عن ابن أبي عدي كلاهما عن حميد عن أنس قال; قال أبو طلحة; كنت فيمن ألقي عليه النعاس الحديث وهكذا رواه عن الزبير وعبدالرحمن بن عوف وقال البيهقي حدثنا أبو عبدالله الحافظ أخبرني أبو الحسين محمد بن يعقوب حدثنا محمد بن إسحق الثقفي حدثنا محمد بن عبدالله بن المبارك المخزومي حدثنا يونس بن محمد حدثنا شيبان عن قتادة حدثنا أنس بن مالك أن أبا طلحة قال; غشينا النعاس ونحن في مصافنا يوم أحد فجعل سيفي يسقط من يدي وآخذه ويسقط وآخذه قال والطائفة الأخرى المنافقون ليس لهم هم إلا أنفسهم أجبن قوم وأرعبه وأخذله للحق "يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية" أي إنما هم أهل شك وريب في الله عز وجل هكذا رواه بهذه الزيادة وكأنها من كلام قتادة رحمه الله وهو كما قال الله فإن الله عز وجل يقول "ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا يغشى طائفة منكم" يعني أهل الإيمان واليقين والثبات والتوكل الصادق وهم الجازمون بأن الله عز وجل سينصر رسوله وينجز له مأموله ولهذا قال "وطائفة قد أهمتهم أنفسهم" يعني لا يغشاهم النعاس من القلق والجزع والخوف "يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية" كما قال في الآية الأخرى "بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبدا" إلى آخر الآية وهكذا هؤلاء اعتقدوا أن المشركين لما ظهروا تلك الساعة أنها الفيصلة وأن الإسلام قد باد وأهله وهذا شأن أهل الريب والشك إذا حصل أمر من الأمور الفظيعة تحصل لهم هذه الظنون الشنيعة ثم أخبر تعالى عنهم أنهم "يقولون" في تلك الحال "هل لنا من الأمر من شيء" فقال تعالى "قل إن الأمر كله لله يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك" ثم فسر ما أخفوه في أنفسهم بقوله "يقولون لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ههنا" أي يسرون هذه المقالة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ابن إسحق فحدثني يحيى بن عباد بن عبدالله بن الزبير عن أبيه عن عبدالله بن الزبير قال; قال الزبير; لقد رأيتني مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين اشتد الخوف علينا أرسل الله علينا النوم فما منا من رجل إلا ذقنه في صدره قال فوالله إني لأسمع قول معتب بن قشير ما أسمعه إلا كالحلم يقول "لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ههنا" فحفظتها منه وفي ذلك أنزل الله "يقولون لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ههنا" لقول معتب رواه ابن أبي حاتم قال الله تعالى "قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم" أي هذا قدر قدره الله عز وجل وحكم حتم لا محيد عنه ولا مناص منه وقوله "وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم" أي يختبركم بما جرى عليكم ليميز الخبيث من الطيب ويظهر أمر المؤمن من المنافق للناس في الأقوال "والله عليم بذات الصدور" أي بما يختلج في الصدور من السرائر والضمائر.
قوله تعالى ; ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا الأمنة والأمن سواء . وقيل ; الأمنة إنما تكون مع أسباب الخوف ، والأمن مع عدمه . وهي منصوبة ب أنزل ، ونعاسا بدل منها . وقيل ; نصب على المفعول له ; كأنه قال ; أنزل عليكم للأمنة نعاسا . وقرأ ابن محيصن " أمنة " بسكون الميم . تفضل الله تعالى على المؤمنين بعد هذه الغموم في يوم أحد بالنعاس حتى نام أكثرهم ; وإنما ينعس من يأمن والخائف لا ينام . روى البخاري عن أنس أن أبا طلحة قال ; غشينا النعاس ونحن في مصافنا يوم أحد ، قال ; فجعل سيفي يسقط من يدي وآخذه ، ويسقط وآخذه .يغشى قرئ بالياء والتاء . الياء للنعاس ، . والتاء للأمنة . وطائفة قد أهمتهم أنفسهم والطائفة تطلق على الواحد والجماعة . يعني المنافقين ; معتب بن قشير وأصحابه ، وكانوا خرجوا طمعا في الغنيمة وخوف المؤمنين فلم يغشهم النعاس وجعلوا يتأسفون على الحضور ، ويقولون الأقاويل . ومعنى قد أهمتهم أنفسهم حملتهم على الهم ، والهم ما هممت به ; يقال ; أهمني الشيء أي كان من همي . وأمر مهم ; شديد . وأهمني الأمر ; أقلقني ; وهمني ; أذابني . والواو في قوله وطائفة واو الحال بمعنى إذ ، أي إذ طائفة يظنون أن أمر محمد - صلى الله عليه وسلم - باطل ، وأنه لا ينصر . ظن الجاهلية أي ظن أهل الجاهلية ، فحذف . يقولون هل لنا من الأمر من شيء لفظه استفهام ومعناه الجحد ، أي ما [ ص; 229 ] لنا شيء من الأمر ، أي من أمر الخروج ، وإنما خرجنا كرها ; يدل عليه قوله تعالى إخبارا عنهم ; لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا هاهنا . قال الزبير ; أرسل علينا النوم ذلك اليوم ، وإني لأسمع قول معتب بن قشير والنعاس يغشاني يقول ; لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا هاهنا . وقيل ; المعنى يقول ليس لنا من الظفر الذي وعدنا به محمد شيء ، والله أعلم .قوله تعالى ; قل إن الأمر كله لله قرأ أبو عمرو ويعقوب " كله " بالرفع على الابتداء ، وخبره " لله " ، والجملة خبر " إن " . وهو كقوله ; ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة . والباقون بالنصب ; كما تقول ; إن الأمر أجمع لله . فهو توكيد ، وهو بمعنى أجمع في الإحاطة والعموم ، وأجمع لا يكون إلا توكيدا . وقيل ; نعت للأمر . وقال الأخفش ; بدل ; أي النصر بيد الله ينصر من يشاء ويخذل من يشاء . وقال جويبر عن الضحاك عن ابن عباس في قوله يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية يعني التكذيب بالقدر . وذلك أنهم تكلموا فيه ، فقال الله تعالى ; قل إن الأمر كله لله يعني القدر خيره وشره من الله .يخفون في أنفسهم أي من الشرك والكفر والتكذيب . ما لا يبدون لك يظهرون لك . يقولون لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا هاهنا أي ما قتل عشائرنا . فقيل ; إن المنافقين قالوا لو كان لنا عقل ما خرجنا إلى قتال أهل مكة ، ولما قتل رؤساؤنا . فرد الله عليهم فقال ; قل لو كنتم في بيوتكم لبرز أي لخرج . الذين كتب أي فرض . عليهم القتل يعني في اللوح المحفوظ . إلى مضجاعهم أي مصارعهم . وقيل ; كتب عليهم القتل أي فرض عليهم القتال ، فعبر عنه بالقتل ; لأنه قد يئول إليه . وقرأ أبو حيوة " لبرز " بضم الباء وشد الراء ; بمعنى يجعل يخرج . وقيل ; لو تخلفتم أيها المنافقون لبرزتم إلى موطن آخر غيره تصرعون فيه حتى يبتلي الله ما في الصدور ويظهره للمؤمنين . والواو في قوله ; وليبتلي مقحمة كقوله ; وليكون من الموقنين أي ليكون ، وحذف الفعل الذي مع لام كي . والتقدير وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم فرض الله عليكم القتال والحرب ولم ينصركم يوم أحد ليختبر صبركم وليمحص عنكم سيئاتكم إن تبتم وأخلصتم . وقيل ; معنى ليبتلي ليعاملكم معاملة المختبر . وقيل ; ليقع منكم مشاهدة ما علمه غيبا . وقيل ; هو على حذف مضاف ، والتقدير ليبتلي أولياء الله تعالى . وقد تقدم معنى التمحيص . والله عليم بذات الصدور أي ما فيها من خير وشر . وقيل ; ذات الصدور هي الصدور ; لأن ذات الشيء نفسه .
القول في تأويل قوله ; ثُمَّ أَنْـزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِقال أبو جعفر; يعني بذلك جل ثناؤه; ثم أنـزل الله، أيها المؤمنون من بعد الغم الذي أثابكم ربكم بعد غم تقدمه قبله =" أمنة "، وهي الأمان، (1) على أهل الإخلاص منكم واليقين، دون أهل النفاق والشك.* * *ثم بين جل ثناؤه، عن " الأمنة " التي أنـزلها عليهم، ما هي؟ فقال =" نعاسًا "، بنصب " النعاس " على الإبدال من " الأمنة ".* * *ثم اختلفت القرأة في قراءة قوله; " يغشى ".فقرأ ذلك عامة قرأة الحجاز والمدينة والبصرة وبعض الكوفيين بالتذكير بالياء; (يَغْشَى).* * *وقرأ جماعة من قرأة الكوفيين بالتأنيث; (تَغْشَى) بالتاء.* * *وذهب الذين قرأوا ذلك بالتذكير، إلى أن النعاس هو الذي يغشى الطائفة من &; 7-316 &; المؤمنين دون الأمَنة، فذكَّره بتذكير " النعاس ".وذهب الذين قرأوا ذلك بالتأنيث، إلى أنّ الأمَنة هي التي تغشاهم فأنثوه لتأنيث " الأمنة ".* * *قال أبو جعفر; والصواب من القول في ذلك عندي، أنهما قراءتان معروفتان مستفيضتان في قرأة الأمصار، غير مختلفتين في معنى ولا غيره. لأن " الأمنة " في هذا الموضع هي النعاس، والنعاس هو الأمنة. فسواء ذلك، (2) وبأيتهما قرأ القارئ فهو مصيبٌ الحقَّ في قراءته. وكذلك جميع ما في القرآن من نظائره من نحو قوله; إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ * طَعَامُ الأَثِيمِ * كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ [سورة الدخان; 43-45] و أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى [سورة القيامة; 37]، وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ [سورة مريم; 25]. (3) .* * *فإن قال قائل; وما كان السبب الذي من أجله افترقت الطائفتان اللتان ذكرهما الله عز وجل فيما افترقتا فيه من صفتهما، فأمِنت إحداهما بنفسها حتى نعست، وأهمَّت الأخرى أنفسها حتى ظنت بالله غير الحق ظن الجاهلية؟قيل; كان سبب ذلك فيما ذكر لنا، كما;-8072- حدثنا محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي; أن المشركين انصرفوا يوم أحد بعد الذي كان من أمرهم وأمر المسلمين، فواعدوا النبي صلى الله عليه وسلم بدرًا من قابلٍ، فقال نعم! نعم! فتخوف المسلمون أن ينـزلوا المدينة، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا فقال; " انظر، فإن رأيتهم قعدوا على أثقالهم وجنبوا خيولهم، (4) فإن القوم ذاهبون، وإن رأيتهم قد قعدوا على خيولهم وجنبوا أثقالهم، (5) فإن القوم ينـزلون المدينة، فاتقوا الله واصبروا " ووطَّنهم على القتال. فلما أبصرهم الرسولُ قعدوا على الأثقال سراعًا عجالا نادى بأعلى صوته بذهابهم. فلما رأى المؤمنون ذلك صدَّقوا نبي الله صلى الله عليه وسلم فناموا، وبقى أناس من المنافقين يظنون أنّ القوم يأتونهم. فقال الله جل وعز، يذكر حين أخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم إن كانوا ركبوا الأثقال فإنهم منطلقون فناموا; " ثم أنـزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسًا يغشى طائفة منكم وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحقّ ظن الجاهلية ".8073- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج قال، قال ابن عباس; أمَّنهم يومئذ بنعاس غشَّاهم. وإنما ينعُسُ من يأمن =" يغشى طائفة منكم وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية ".8074- حدثنا ابن بشار قال، حدثنا ابن أبي عدي، عن حميد، عن أنس بن مالك، عن أبي طلحة قال; كنت فيمن أنـزل عليه النعاس يوم أحد أمنة، حتى سقط من يدي مرارًا = قال أبو جعفر; يعني سوطه، أو سيفه.8075- حدثنا عمرو بن علي قال، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، عن أبي طلحة قال; رفعت رأسي يوم أحُد، فجعلت ما أرى أحدًا من القوم إلا تحت حجفته يميد من النعاس. (6) .&; 7-318 &;8076- حدثنا ابن بشار وابن المثنى قالا حدثنا أبو داود قال، حدثنا عمران، عن قتادة، عن أنس، عن أبي طلحة قال; كنت فيمن صبَّ عليه النعاس يوم أحد.8077- حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قال، حدثنا أنس بن مالك; عن أبي طلحة; أنه كان يومئذ ممن غشِيه النعاس، قال; كان السيف يسقط من يدي ثم آخذه، من النعاس.8078- حدثت عن عمار قال، حدثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع; ذكر لنا، والله أعلم، عن أنس; أن أبا طلحة حدثهم; أنه كان يومئذ ممن غشيه النعاس، قال; فجعل سيفي يسقط من يدي وآخذه، ويسقط وآخذه، ويسقط = والطائفة الأخرى المنافقون، ليس لهم همَّة إلا أنفسهم،" يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية "، الآية كلها.8079- حدثنا أحمد بن الحسن الترمذي قال، حدثنا ضرار بن صُرد قال، حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن محمد بن عبد العزيز، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة، عن أبيه قال; سألت عبد الرحمن بن عوف عن قول الله عز وجل; " ثم أنـزل عليكم من بعد الغم أمَنةً نعاسًا ". قال; ألقي علينا النوم يوم أحد.8080- حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة، قوله; " ثم أنـزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسًا "، الآية، وذاكم يوم أحد، كانوا يومئذ فريقين، فأما المؤمنون فغشّاهم الله النعاس أمنةً منه ورحمة.8081- حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع بن أنس، نحوه.8082- حدثنا المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع، قوله; " أمنة نعاسًا "، قال; ألقي عليهم النعاس، فكان ذلك أمنةً لهم.8083- حدثنا ابن بشار قال، حدثنا عبد الرحمن قال، حدثنا سفيان، عن عاصم، عن أبي رزين قال، قال عبد الله; النعاس في القتال أمنة، والنعاس في الصلاة من الشيطان.8084- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق; " ثم أنـزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسًا "، قال; أنـزل النعاس أمنة منه على أهل اليقين به، فهم نيامٌ لا يخافون. (7)8085- حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر، عن قتادة في قوله; " أمنة نعاسًا "، قال; ألقى الله عليهم النعاس، فكان " أمنة لهم ". وذكر أن أبا طلحة قال; ألقي عليًّ النعاس يومئذ، فكنت أنعس حتى يسقط سيفي من يدي.8086- حدثنا ابن بشار قال، حدثنا إسحاق بن إدريس قال، حدثنا حماد بن سلمة قال، أخبرنا ثابت، عن أنس بن مالك، عن أبي طلحة = وهشام بن عروة، عن عروة، عن الزبير، أنهما قالا لقد رفعنا رءوسنا يوم أحد، فجعلنا ننظر، فما منهم من أحد إلا وهو يميل بجنب حجفته. قال; وتلا هذه الآية; " ثم أنـزل عليكم من بعد الغم أمنةً نعاسًا ".* * *القول في تأويل قوله ; وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِقال أبو جعفر; يعني بذلك جل ثناؤه; " وطائفة منكم "، أيها المؤمنون =" قد أهمتهم أنفسهم "، يقول; هم المنافقون لا هم لهم غير أنفسهم، فهم من حذر القتل على أنفسهم، وخوف المنية عليها في شغل، قد طار عن أعينهم الكرى، يظنون بالله الظنون الكاذبة، ظن الجاهلية من أهل الشرك بالله، شكًا في أمر الله، وتكذيبًا لنبيه صلى الله عليه وسلم، وَمحْسَبة منهم أن الله خاذل نبيه ومُعْلٍ عليه أهل الكفر به، (8) يقولون; هل لنا من الأمر من شيء. كالذي;-8087- حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قال; والطائفة الأخرى; المنافقون، ليس لهم همٌّ إلا أنفسهم، أجبن قوم وأرعبُه وأخذله للحق، يظنون بالله غير الحق ظنونًا كاذبة، إنما هم أهل شك وريبة في أمر الله; يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ .8088- حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا عبد الله بن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع قال; والطائفة الأخرى المنافقون، ليس لهم همة إلا أنفسهم، يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية، يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قال الله عز وجل; قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ الآية.8089- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق; " وطائفة قد أهمتهم أنفسهم "، قال; أهل النفاق قد أهمتهم أنفسهم تخوُّف القتل، وذلك أنهم لا يرجون عاقبةٌ. (9)8090- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله; " وطائفة قد أهمتهم أنفسهم " إلى آخر الآية، قال; هؤلاء المنافقون.* * *وأما قوله; " ظنّ الجاهلية "، فإنه يعني أهل الشرك. كالذي;-8091- حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر، عن قتادة في قوله; " ظنّ الجاهلية "، قال; ظن أهل الشرك.8092- حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع، قوله; " ظن الجاهلية "، قال; ظن أهل الشرك.* * *قال أبو جعفر; وفي رفع قوله; " وطائفة "، وجهان.أحدهما، أن تكون مرفوعة بالعائد من ذكرها في قوله; " قد أهمتهم ".والآخر; بقوله; " يظنون بالله غير الحق "، ولو كانت منصوبة كان جائزًا، وكانت " الواو "، في قوله; " وطائفة "، ظرفًا للفعل، بمعنى; وأهمت طائفة أنفسهم، كما قال وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ [سورة الذاريات; 47]. (10)* * *القول في تأويل قوله ; يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَاقال أبو جعفر; يعني بذلك الطائفة المنافقةَ التي قد أهمَّتهم أنفسهم، يقولون; ليس لنا من الأمر من شيء، قل إن الأمر كله لله، ولو كان لنا من الأمر شيء ما خرجنا لقتال من قاتلنا فقتلونا. كما;-8093- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج قال، قيل لعبد الله بن أبيّ; قُتل بنو الخزرج اليوم! قال; وهل لنا من الأمر من شيء؟ قيل إنّ الأمر كله لله!. (11)* * *وهذا أمر مبتدأ من الله عز وجل، يقول لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم; قل، يا محمد، لهؤلاء المنافقين; " إن الأمر كله لله "، يصرفه كيف يشاء ويدبره كيف يحبّ.ثم عاد إلى الخبر عن ذكر نفاق المنافقين، فقال; " يُخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك " يقول; يخفي، يا محمد، هؤلاء المنافقون الذين وصفتُ لك صفتهم، في أنفسهم من الكفر والشك في الله، ما لا يبدون لك. ثم أظهر نبيَّه صلى الله عليه وسلم على ما كانوا يخفونه بينهم من نفاقهم، والحسرة التي أصابتهم على حضورهم مع المسلمين مشهدهم بأحد، فقال مخبرًا عن قيلهم الكفرَ وإعلانهم النفاقَ بينهم; " يقولون لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ههنا "، يعني بذلك، أنّ هؤلاء المنافقين يقولون; لو كان الخروج إلى حرب من خرجنا لحربه من المشركين إلينا، ما خرجنا &; 7-323 &; إليهم، ولا قُتل منا أحد في الموضع الذي قتلوا فيه بأحد.* * *وذكر أن ممن قال هذا القول، معتّب بن قشير، أخو بني عمرو بن عوف.*ذكر الخبر بذلك;8094- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة، قال، قال ابن إسحاق; حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير، عن الزبير قال; والله إنّي لأسمع قول معتِّب بن قشير، أخي بني عمرو بن عوف، والنعاسُ يغشاني، ما أسمعه إلا كالحلم حين قال; لوْ كان لنا من الأمر شيء ما قُتلنا هاهنا! (12)8095- حدثني سعيد بن يحيى الأموي قال، حدثني أبي، عن ابن إسحاق قال، حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، بمثله.* * *قال أبو جعفر; واختلفت القراء في قراءة ذلك.فقرأته عامة قرأة الحجاز والعراق; ( قُلْ إِنَّ الأمْرَ كُلَّهُ )، بنصب " الكل " على وجه النعت لـ" الأمر " والصفة له.* * *وقرأه بعض قرأة أهل البصرة; ( قُلْ إِنَّ الأمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ ) برفع " الكل "، على توجيه " الكل " إلى أنه اسم، وقوله " لله " خبره، كقول القائل; " إن الأمر بعضه لعبد الله " (13) .* * *وقد يجوز أن يكون " الكل " في قراءة من قرأه بالنصب، منصوبًا على البدل.* * *قال أبو جعفر; والقراءة التي هي القراءة عندنا، النصبُ في" الكل " لإجماع أكثر القرأة عليه، من غير أن تكون القراءة الأخرى خطأ في معنى أو عربية. ولو كانت القراءة بالرفع في ذلك مستفيضة في القرأة، لكانت سواءً عندي القراءةُ بأيِّ ذلك قرئ، لاتفاق معاني ذلك بأيَ وجهيه قرئ.* * *القول في تأويل قوله ; قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (154)قال أبو جعفر; يعني بذلك جل ثناؤه; قل، يا محمد، للذين وصفت لك صفتهم من المنافقين; لو كنتم في بيوتكم لم تشهدوا مع المؤمنين مشهدهم، ولم تحضروا معهم حرب أعدائهم من المشركين، فيظهرَ للمؤمنين ما كنتم تخفونه من نفاقكم، وتكتمونه من شككم في دينكم (14) =" لبرز الذين كُتب عليهم القتل "، يقول; لظهر للموضع الذي كتب عليه مصرعه فيه، من قد كتب عليه القتل منهم، (15) ولخرج من بيته إليه حتى يصرع في الموضع الذي كُتب عليه أن يصرع فيه. (16) .* * *وأما قوله; " وليبتلي الله ما في صدوركم "، فإنه يعني به; وليبتلي الله ما في صدوركم، أيها المنافقون، كنتم تبرزون من بيوتكم إلى مضاجعكم.* * *&; 7-325 &;ويعني بقوله; " وليبتلي الله ما في صدوركم "، وليختبر الله الذي في صدوركم من الشك، فيميِّزكم = بما يظهره للمؤمنين من نفاقكم = من المؤمنين. (17)* * *وقد دللنا فيما مضى على أنّ معاني نظائر قوله; " ليبتلي الله " و لِيَعْلَمَ اللَّهُ وما أشبه ذلك، وإن كان في ظاهر الكلام مضافًا إلى الله الوصف به، فمرادٌ به أولياؤه وأهل طاعته = (18) وأنّ معنى ذلك; وليختبر أولياءُ الله، وأهل طاعته الذي في صدوركم من الشك والمرض، فيعرفوكم، [فيميّزوكم] من أهل الإخلاص واليقين =" وليمحص ما في قلوبكم "، يقول وليتبينوا ما في قلوبكم من الاعتقاد لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين من العداوة أو الولاية. (19)* * *" والله عليم بذات الصدور "، يقول; والله ذو علم بالذي في صدور خلقه من خير وشر، وإيمان وكفر، لا يخفى عليه شيء من أمورهم، سرائرها علانيتها، وهو لجميع ذلك حافظ، حتى يجازي جميعهم جزاءهم على قدر استحقاقهم.* * *وبنحو الذي قلنا في ذلك كان ابن إسحاق يقول;8096- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق قال; ذكر الله تلاومَهم -يعني; تلاوم المنافقين - وحسرتهم على ما أصابهم، ثم قال لنبيه صلى الله عليه وسلم قل; " لو كنتم في بيوتكم "، لم تحضروا هذا الموضع الذي أظهر الله جل ثناؤه فيه منكم ما أظهر من سرائركم، لأخرج الذي كتب عليهم القتل إلى موطن غيره يصرعون فيه، حتى يبتلي به ما في صدوركم =" وليمحص ما في قلوبكم والله عليم بذات الصدور "، أي لا يخفى عليه ما في صدورهم، (20) &; 7-326 &; مما اسْتَخْفَوْا به منكم. (21)8097- حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا الحارث بن مسلم، عن بحر السقاء، عن عمرو بن عبيد، عن الحسن قال; سئل عن قوله; " قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم "، قال; كتب الله على المؤمنين أن يقاتلوا في سبيله، وليس كل من يقاتل يُقتل، ولكن يُقتل من كَتب الله عليه القتل. (22)--------------------------الهوامش ;(1) انظر تفسير"الأمن" فيما سلف 3; 29 / 4 ; 87.(2) في المطبوعة; "وسواء ذلك" بالواو ، والصواب من المخطوطة.(3) انظر معاني القرآن للفراء 1; 240.(4) الأثقال جمع ثقل (بفتحتين); وهو متاع المسافر ، وعنى به الإبل التي تحمل المتاع. وجنب الفرس والأسير وغيره; قاده إلى جنبه.(5) في المطبوعة والمخطوطة والدر المنثور 2; 87; "وجنبوا على أثقالهم" ، والصواب الذي لا شك فيه حذف"على".(6) "الحجفة"; ضرب من الترسة ، تتخذ من جلود الإبل مقورة ، يطارق بعضها على بعض ، ليس فيه خشب ، وهي الحجفة والدرقة."ماد يميد"; مال وتحرك واضطرب.(7) الأثر; 8084- سيرة ابن هشام 3; 122 ، وهو من تتمة الأثار التي آخرها; 8067.(8) حسب الشيء يحسبه (بكسر السين) حسبانًا (بكسر الحاء) ومحسبة ومحسبة (بكسر السين وفتحها) ، ظنه طنًا.(9) الأثر; 8089- سيرة ابن هشام 3; 122 ، وهو تتمة الآثار التي آخرها; 8084.(10) قد استقصى هذا الباب من العربية ، الفراء في معاني القرآن 1; 240 - 242.(11) في المطبوعة; "قل إن الأمر كله لله" كنص الآية ، وأثبت ما في المخطوطة.(12) لم أجد نص الخبر في سيرة ابن هشام ، في خبر أحد ، ولكني وجدت معناه والإشارة إليه قبل أحد في ذكر من اجتمع إلى يهود من منافقي الأنصار 2; 169.(13) انظر معاني القرآن للفراء 1; 243.(14) في المطبوعة; "من شرككم في دينكم" ، والصواب من المخطوطة.(15) انظر تفسير"برز" فيما سلف 5; 354.(16) في المطبوعة; "ويخرج من بيته" ، لم يحسن قراءة المخطوطة.(17) انظر تفسير"الابتلاء" فيما سلف 7; 297 تعليق; 1 ، والمراجع هناك.(18) انظر ما سلف قريبًا ص; 246 ، تعليق 2 ، / ثم انظر 3; 160 - 162.(19) انظر تفسير"محص" فيما سلف ص; 244.(20) في المطبوعة"لا يخفى عليه شيء مما في صدورهم" ، وفي المخطوطة"لا يخفى عليه شيء ما في صدورهم" ، وضرب بالقلم على"شيء" ، ولكن الناشر آثر إثباتها ، وجعل"ما""مما" ، والصواب المطابق لنص السيرة هو ما أثبت.(21) الأثر; 8096- سيرة ابن هشام 3; 122 ، وهو تتمة الآثار التي آخرها; 8089.(22) الأثر; 8097-"الحارث بن مسلم الرازي المقرئ" ، روى عن الثوري ، والربيع بن صبيح وغيرهما. قال أبو حاتم; "الحارث بن مسلم ، عابد ، شيخ ثقة صدوق. رأيته وصليت خلفه". مترجم في ابن أبي حاتم 1 / 2 / 88.و"بحر السقاء" ، هو"بحر بن كنيز الباهلي السقاء أبو الفضل" روي عن الحسن ، والزهري وقتادة. وهو جد"عمرو بن علي الفلاس". وروى عنه الثوري وكناه ولم يسمه ، قال يحيى بن سعيد القطان; "كان سفيان الثوري يحدثني ، فإذا حدثني عن رجل يعلم أني لا أرضاه كناه لي ، فحدثني يوما قال حدثني أبو الفضل ، يعني بحرًا السقاء". وقال يحيى بن معين; "بحر السقاء ، لا يكتب حديثه". وهو متروك. مترجم في التهذيب ، وابن أبي حاتم 1 / 1 / 418.
ويحتمل أن معنى قوله: { لكيلا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم } يعني: أنه قدَّر ذلك الغم والمصيبة عليكم، لكي تتوطن نفوسكم، وتمرنوا على الصبر على المصيبات، ويخف عليكم تحمل المشقات: { ثم أنزل عليكم من بعد الغم } الذي أصابكم { أمنة نعاسا يغشى طائفة منكم } ولا شك أن هذا رحمة بهم، وإحسان وتثبيت لقلوبهم، وزيادة طمأنينة؛ لأن الخائف لا يأتيه النعاس لما في قلبه من الخوف، فإذا زال الخوف عن القلب أمكن أن يأتيه النعاس. وهذه الطائفة التي أنعم الله عليها بالنعاس هم المؤمنون الذين ليس لهم هم إلا إقامة دين الله، ورضا الله ورسوله، ومصلحة إخوانهم المسلمين. وأما الطائفة الأخرى الذين { قد أهمتهم أنفسهم } فليس لهم هم في غيرها، لنفاقهم أو ضعف إيمانهم، فلهذا لم يصبهم من النعاس ما أصاب غيرهم، { يقولون هل لنا من الأمر من شيء } وهذا استفهام إنكاري، أي: ما لنا من الأمر -أي: النصر والظهور- شيء، فأساءوا الظن بربهم وبدينه ونبيه، وظنوا أن الله لا يتم أمر رسوله، وأن هذه الهزيمة هي الفيصلة والقاضية على دين الله، قال الله في جوابهم: { قل إن الأمر كله لله } الأمر يشمل الأمر القدري، والأمر الشرعي، فجميع الأشياء بقضاء الله وقدره، وعاقبة النصر والظفر لأوليائه وأهل طاعته، وإن جرى عليهم ما جرى. { يخفون } يعني المنافقين { في أنفسهم ما لا يبدون لك } ثم بين الأمر الذي يخفونه، فقال: { يقولون لو كان لنا من الأمر شيء } أي: لو كان لنا في هذه الواقعة رأي ومشورة { ما قتلنا هاهنا } وهذا إنكار منهم وتكذيب بقدر الله، وتسفيه منهم لرأي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورأي أصحابه، وتزكية منهم لأنفسهم، فرد الله عليهم بقوله: { قل لو كنتم في بيوتكم } التي هي أبعد شيء عن مظان القتل { لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم } فالأسباب -وإن عظمت- إنما تنفع إذا لم يعارضها القدر والقضاء، فإذا عارضها القدر لم تنفع شيئا، بل لا بد أن يمضي الله ما كتب في اللوح المحفوظ من الموت والحياة، { وليبتلي الله ما في صدوركم } أي: يختبر ما فيها من نفاق وإيمان وضعف إيمان، { وليمحص ما في قلوبكم } من وساوس الشيطان، وما تأثر عنها من الصفات غير الحميدة. { والله عليم بذات الصدور } أي: بما فيها وما أكنته، فاقتضى علمه وحكمته أن قدر من الأسباب، ما به تظهر مخبآت الصدور وسرائر الأمور.
(ثمّ) حرف عطف
(أنزل) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الله
(على) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (أنزل) ،
(من بعد) جارّ ومجرور متعلّق بـ (أنزل) ،
(الغمّ) مضاف إليه مجرور
(أمنة) مفعول به منصوب ،
(نعاسا) بدل من أمنة منصوب مثله » ،
(يغشى) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي النعاس
(طائفة) مفعول به منصوبـ (من) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت لطائفة.
(الواو) استئنافيّة
(طائفة) مبتدأ مرفوع
(قد) حرف تحقيق(أهمّت) فعل ماض.. والتاء للتأنيث و (هم) ضمير مفعول به
(أنفس) فاعل مرفوع و (هم) ضمير مضاف إليه
(يظنون) مضارع مرفوع. والواو فاعلـ (بالله) جارّ ومجرور متعلّق بفعل يظنون ،
(غير) مفعول مطلق نائب عن المصدر لتأكيد معنى الظنّ ، أي يظنون ظنّا غير صحيح،
(ظنّ) مفعول مطلق لبيان النوع منصوبـ (الجاهلية) مضاف إليه مجرور
(يقولون) مثل يقولون
(هل) حرف استفهام
(اللام) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم
(من الأمر) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من شيء
(من) حرف جرّ زائد
(شيء) مجرور لفظا مرفوع محلا مبتدأ
(قل) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت
(إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد
(الأمر) اسم إنّ منصوبـ (كلّ) توكيد معنوي للأمر منصوب مثله و (الهاء) ضمير مضاف إليه
(لله) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر إنّ
(يخفون) مثل يظنّون
(في أنفس) جارّ ومجرور متعلّق بـ (يخفون) ، و (هم) ضمير مضاف إليه
(ما) اسم موصول مبنيّ في محل نصب مفعول به ،
(لا) نافية
(يبدون) مثل يظنون
(اللام) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (يبدون) ،
(يقولون) مثل يظنّون
(لو) حرف شرط غير جازم
(كان) فعل ماض ناقص
(لنا) مثل لك متعلّق بمحذوف خبر مقدّم
(من الأمر) مثل الأولـ (شيء) اسم كان مؤخّر مرفوع
(ما) نافية
(قتلنا) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على السكون..
و (نا) ضمير نائب فاعلـ (ها) حرف تنبيه
(هنا) اسم إشارة مبنيّ على السكون في محلّ نصب ظرف مكان متعلّق بـ (قتلنا) ،
(قل) مثل الأولـ (لو) مثل الأولـ (كنتم) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون.. و (تم) ضمير اسم كان
(في بيوت) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر كنتم، و (كم) ضمير مضاف إليه
(اللام) واقعة في جواب لو (برز) فعل ماض
(الذين) اسم موصول في محلّ رفع فاعلـ (كتب) فعل ماض مبنيّ للمجهولـ (عليهم) مثل عليكم متعلّق بـ (كتب) ،
(القتل) نائب فاعل مرفوع
(إلى مضاجع) جارّ ومجرور متعلّق بـ (برز) و (هم) ضمير مضاف إليه
(الواو) عاطفة ،
(اللام) للتعليلـ (يبتلي) مضارع منصوب بـ (أن) مضمرة بعد اللام
(الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع
(ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به
(في صدور) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة ما و (كم) ضمير مضاف إليه
(الواو) عاطفة
(ليمحّص ما في قلوبكم) مثل ليبتلي.. صدوركم.
(الواو) استئنافيّة
(الله عليم) مبتدأ وخبر مرفوعان
(بذات) جارّ ومجرور متعلّق بعليم
(الصدور) مضاف إليه مجرور.
والمصدر المؤوّلـ (أن يبتلي الله) في محلّ جرّ متعلّق بفعل مقدّر تقديره: فعل ذلك بأحد.. ليبتلي.
والمصدر المؤوّلـ (أن يمحص) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل السابق.جملة: أنزل ... لا محلّ لها معطوفة على جملة أثابكم في السابقة.
وجملة: «يغشى ... » في محلّ نصب نعت لـ (نعاسا) .
وجملة: «طائفة قد أهمّتهم..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أهمّتهم أنفسهم..» في محلّ رفع نعت لطائفة.
وجملة: «يظنون بالله..» في محلّ رفع خبر المبتدأ طائفة » .
وجملة: «يقولون..» في محلّ رفع بدل من جملة يظنّون » .
وجملة: «هل لنا من الأمر..» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة أو اعتراضيّة.
وجملة: «إنّ الأمر كلّه لله» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «يخفون..» في محلّ نصب حال من فاعل يقولون أو لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لا يبدون لك» لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما) .
وجملة: «يقولون..» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «لو كان لنا من الأمر شيء» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «ما قتلنا هاهنا» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كنتم في بيوتكم» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «برز الذين..» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «كتب عليهم القتل» لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) .وجملة: «يبتلي الله» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) .
وجملة: «يمحّص ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) الثاني.
وجملة: «الله عليم..» لا محلّ لها استئنافيّة.
- القرآن الكريم - آل عمران٣ :١٥٤
Ali 'Imran3:154