الرسم العثمانييَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِۦ مَن يَشَآءُ ۗ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ
الـرسـم الإمـلائـييَّخۡتَصُّ بِرَحۡمَتِهٖ مَنۡ يَّشَآءُ ؕ وَاللّٰهُ ذُو الۡفَضۡلِ الۡعَظِيۡمِ
تفسير ميسر:
إن الله يختص مِن خلقه مَن يشاء بالنبوة والهداية إلى أكمل الشرائع، والله ذو الفضل العظيم.
"والله واسع عليم يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم" أي اختصكم أيها المؤمنون من الفضل بما لا يحد ولا يوصف بما شرف به نبيكم محمدا صلى الله عليه وسلم على سائر الأنبياء وهداكم به إلى أكمل الشرائع.
قوله تعالى ; يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيمأي بنبوته وهدايته ; عن الحسن ومجاهد وغيرهما . ابن جريج ; بالإسلام والقرآن من يشاء . قال أبو عثمان ; أجمل القول ليبقى معه رجاء الراجي وخوف الخائف . والله ذو الفضل العظيم .
القول في تأويل قوله ; يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (74)قال أبو جعفر; يعني بقوله; " يختص برحمته من يشاء "،" يفتعل " من قول القائل; " خصصت فلانًا بكذا، أخُصُّه به ". (26)* * *وأما " رحمته "، في هذا الموضع، فالإسلام والقرآن، مع النبوّة، كما;-7256 - حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد; " يختص برحمته من يشاء "، قال; النبوّة، يخصُّ بها من يشاء.7257 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد مثله.7258 - حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا عبد الله بن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع; " يختص برحمته من يشاء "، قال; يختص بالنبوة من يشاء.7259 - حدثني المثنى قال، حدثنا سويد قال، أخبرنا ابن المبارك قراءةً، عن ابن جريج; " يختص برحمته من يشاء "، قال; القرآن والإسلام.7260 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج مثله.* * *=" والله ذو الفضل العظيم "، يقول; ذو فضل يتفضَّل به على من أحبّ وشاء من خلقه. ثم وصف فضله بالعِظَم فقال; " فضله عظيم "، لأنه غير مشبهه في عِظَم موقعه ممن أفضله عليه [فضلٌ] من إفضال خلقه، (27) ولا يقاربه في جلالة خطره ولا يُدانيه.-------------الهوامش ;(26) انظر تفسير"يختص" فيما سلف أيضا 2; 471.(27) في المطبوعة; "غير مشبه... ممن أفضله عليه أفضال خلقه" ، وأما المخطوطة ففيها; " غير مشبهه... ممن أفضله عليه من أفضال خلقه" ، فرأيت أنه قد سقط من ناسخ المخطوطة ما زدته بين القوسين ليستقيم الكلام.
{ يختص برحمته من يشاء } أي: برحمته المطلقة التي تكون في الدنيا متصلة بالآخرة وهي نعمة الدين ومتمماته { والله ذو الفضل العظيم } الذي لا يصفه الواصفون ولا يخطر بقلب بشر، بل وصل فضله وإحسانه إلى ما وصل إليه علمه، ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما.
(يختصّ) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (برحمة) جارّ ومجرور متعلّق بـ (يختصّ) و (الهاء) ضمير مضاف إليه
(من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به
(يشاء) مضارع مرفوع والفاعل هو.
(الواو) عاطفة
(الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع
(ذو) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو (الفضل) مضاف إليه مجرور
(العظيم) نعت للفضل مجرور مثله.
جملة: «يختصّ» في محلّ رفع خبر ثالث للمبتدأ الوارد في الآية
السابقة
(الله) » .
وجملة: «يشاء» لا محلّ لها صلة الموصولـ (من) .
وجملة: «الله ذو الفضل» لا محلّ لها معطوفة على جملة
(الله واسع) في الآية السابقة.
- القرآن الكريم - آل عمران٣ :٧٤
Ali 'Imran3:74