الرسم العثمانيوَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحًا فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا لَّظَلُّوا مِنۢ بَعْدِهِۦ يَكْفُرُونَ
الـرسـم الإمـلائـيوَلَٮِٕنۡ اَرۡسَلۡنَا رِيۡحًا فَرَاَوۡهُ مُصۡفَرًّا لَّظَلُّوۡا مِنۡۢ بَعۡدِهٖ يَكۡفُرُوۡنَ
تفسير ميسر:
ولئن أرسلنا على زروعهم ونباتهم ريحًا مفسدة، فرأوا نباتهم قد فسد بتلك الريح، فصار من بعد خضرته مصفرًا، لمكثوا من بعد رؤيتهم له يكفرون بالله ويجحدون نعمه.
قال تعالى "ولئن أرسلنا ريحا فرأوه مصفرا لظلوا من بعده يكفرون" يقول تعالى "ولئن أرسلنا ريحا" يابسة على الزرع الذي زرعوه ونبت وشب واستوى على سوقه فرأوه مصفرا أي قد اصفر وشرع في الفساد لظلوا من بعده أي بعد هذا الحال يكفرون أي يجحدون ما تقدم إليهم من النعم كقوله تعالى "أفرأيتم ما تحرثون" - إلى قوله - "بل نحن محرومون" قال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا محمد بن عيسى بن الطباع حدثنا هشيم عن يعلى بن عطاء عن أبيه عن عبدالله بن عمرو قال; الرياح ثمانية أربعة منها رحمة وأربعة منها عذاب فأما الرحمة فالناشرات والمبشرات والمرسلات والذاريات وأما العذاب فالعقيم والصرصر وهما في البر والعاصف والقاصف وهما في البحر فإذا شاء سبحانه وتعالى حركه بحركة الرحمة فجعله رخاء ورحمة وبشرى - بين يدي رحمته ولاقحا للسحاب تلقحه بحمله الماء كما يلقح الذكر الأنثى بالحمل وإن شاء حركه بحركة العذاب فجعله عقيما وأودعه عذابا أليما وجعله نقمة على من يشاء من عباده فيجعل صرصرا وعاتيا ومفسدا لما يمر عليه والرياح مختلفة في مهابها صبا ودبور وجنوب وشمال وفي منفعتها وتأثيرها أعظم اختلاف فريح لينة رطبة تغذي النبات وأبدان الحيوان وأخرى تجففه وأخرى تهلكه وتعطبه وأخرى تسيره وتصلبه وأخرى توهنه وتضعفه وقال ابن أبي حاتم حدثنا ابن عبيدالله بن أخي ابن وهب حدثنا عمي حدثنا عبدالله بن عباس حدثني عبدالله بن سليمان عن دراج بن عيسى بن هلال الصدفي عن عبدالله بن عمرو قال; قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "الريح مسخرة في الثانية - يعني الأرض الثانية - فلما أراد الله أن يهلك عادا أمر خازن الريح أن يرسل عليهم ريحا تهلك عادا فقال يا رب أرسل عليهم الريح قدر منخر الثور قال له الجبار تبارك تعالى لا إذا تكفأ الأرض ومن عليها ولكن أرسل عليهم بقدر خاتم فهي التي قال الله في كتابه "ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم" هذا حديث غريب ورفعه منكر والأظهر أنه من كلام عبدالله بن عمرو رضي الله تعالى عنه.
قوله تعالى ; ولئن أرسلنا ريحا فرأوه مصفرا لظلوا من بعده يكفرون .[ ص; 43 ] قوله تعالى ; ولئن أرسلنا ريحا فرأوه مصفرا يعني الريح ، والريح يجوز تذكيره . قال محمد بن يزيد ; لا يمتنع تذكير كل مؤنث غير حقيقي ، نحو أعجبني الدار وشبهه . وقيل ; فرأوا السحاب . وقال ابن عباس ; الزرع ، وهو الأثر ; والمعنى ; فرأوا الأثر مصفرا ; واصفرار الزرع بعد اخضراره يدل على يبسه ، وكذا السحاب يدل على أنه لا يمطر ، والريح على أنها لا تلقح لظلوا من بعده يكفرون أي ليظلن ; وحسن وقوع الماضي في موضع المستقبل لما في الكلام من معنى المجازاة ، والمجازاة لا تكون إلا بالمستقبل ; قاله الخليل وغيره .
القول في تأويل قوله تعالى ; وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحًا فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ (51)يقول تعالى ذكره; ولئن أرسلنا ريحا مفسدة ما أنبته الغيث الذي أنـزلناه من السماء، فرأى هؤلاء الذين أصابهم الله بذلك الغيث الذي حييت به أرضوهم، وأعشبت ونبتت به زروعهم، ما أنبتته أرضوهم بذلك الغيث من الزرع مصفرّا، قد فسد بتلك الريح التي أرسلناها، فصار من بعد خضرته مصفرا، لظلوا من بعد استبشارهم، وفرحتهم به يكفرون بربهم.
يخبر تعالى عن حالة الخلق وأنهم مع هذه النعم عليهم بإحياء الأرض بعد موتها ونشر رحمة اللّه تعالى لو أرسلنا على هذا النبات الناشئ عن المطر وعلى زروعهم ريحا مضرة متلفة أو منقصة، { فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا } قد تداعى إلى التلف { لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ } فينسون النعم الماضية ويبادرون إلى الكفر.
(الواو) استئنافيّة
(إن) حرف شرط جازم
(أرسلنا) في محلّ جزم فعل الشرط
(الفاء) عاطفة
(رأوه) في محلّ جزم أيضا معطوفة على
(أرسلنا)
(اللام) الثانية لام القسم دلّ عليه اللام الأولى الموطّئة
(من بعده) متعلّق بـ (يكفرون) .
جملة: «أرسلنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «رأوه ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «ظلوا ... » لا محلّ لها جواب القسم ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم.وجملة: «يكفرون ... » في محلّ نصب خبر ظلوا.
(52)
(الفاء) تعليليّة
(لا) نافية في الموضعين، والمفعول الثاني لـ (تسمع) الأول ضمير يعود على المفعول الثاني لـ (تسمع) الثاني على سبيل التنازع
(ولّوا) ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين ... والواو فاعلـ (مدبرين) حال مؤكّدة للعامل منصوب..
وجملة: «إنّك لا تسمع ... » لا محلّ لها تعليل لمقدّر أي: لا تحزن عليهم فإنّهم صمّ كالموتى.
وجملة: «لا تسمع الموتى ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «لا تسمع الصمّ ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة الخبر.
وجملة: «ولّوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله .
(53)
(الواو) عاطفة
(ما) نافية عاملة عمل ليس
(أنت) ضمير منفصل اسم ما
(هادي) مجرور لفظا منصوب محلا خبر ما، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة رسما مراعاة لقراءة الوصلـ (عن ضلالتهم) متعلّق بهادي بتضمينه معنى صارف ،
(إن) نافية
(إلّا) للحصر
(من) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به
(بآياتنا) متعلّق بـ (يؤمن) ،
(الفاء) عاطفة..
وجملة: «ما أنت بهادي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّك لا تسمع ...وجملة: «إن تسمع ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة-.
وجملة: «يؤمن ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (من) .
وجملة: «هم مسلمون» لا محلّ لها معطوفة على جملة يؤمن.
- القرآن الكريم - الروم٣٠ :٥١
Ar-Rum30:51