الرسم العثمانيقُلْ إِن ضَلَلْتُ فَإِنَّمَآ أَضِلُّ عَلٰى نَفْسِى ۖ وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِىٓ إِلَىَّ رَبِّىٓ ۚ إِنَّهُۥ سَمِيعٌ قَرِيبٌ
الـرسـم الإمـلائـيقُلۡ اِنۡ ضَلَلۡتُ فَاِنَّمَاۤ اَضِلُّ عَلٰى نَـفۡسِىۡ ۚ وَاِنِ اهۡتَدَيۡتُ فَبِمَا يُوۡحِىۡۤ اِلَىَّ رَبِّىۡ ؕ اِنَّهٗ سَمِيۡعٌ قَرِيۡبٌ
تفسير ميسر:
قل; إن مِلْت عن الحق فإثم ضلالي على نفسي، وإن استقمت عليه فبوحي الله الذي يوحيه إليَّ، إن ربي سميع لما أقول لكم، قريب ممن دعاه وسأله.
وقوله تبارك وتعالى " قل إن ضللت فإنما أضل على نفسي وإن اهتديت فبما يوحي إلي ربي " أي الخير كله من عند الله وفيما أنزله الله عز وجل من الوحي والحق المبين فيه الهدى والبيان والرشاد ومن ضل فإنما يضل من تلقاء نفسه كما قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه لما سئل عن تلك المسئلة في المفوضة أقول فيها برأيي فإن يكن صوابا فمن الله وإن يكن خطأ فمني ومن الشيطان والله ورسوله بريئان منه.وقوله تعالى; " إنه سميع قريب " أي سميع لأقوال عباده قريب مجيب دعوة الداعي إذا دعاه وقد روى النسائي ههنا حديث أبي موسى الذي في الصحيحين " إنكم لا تدعون أصم ولا غائبا إنما تدعون سميعا قريبا مجيبا ".
قوله تعالى ; قل إن ضللت فإنما أضل على نفسي وإن اهتديت فبما يوحي إلي ربي إنه سميع قريب .قوله تعالى ; قل إن ضللت فإنما أضل على نفسي وذلك أن الكفار قالوا تركت دين آبائك فضللت . فقال له ; قل يا محمد إن ضللت كما تزعمون فإنما أضل على نفسي . وقراءة العامة ضللت بفتح اللام . وقرأ يحيى بن وثاب وغيره ; ( قل إن ضللت ) بكسر اللام وفتح الضاد من ( أضل ) ، والضلال والضلالة ضد الرشاد . وقد ضللت ( بفتح اللام ) أضل ( بكسر الضاد ) ، قال الله تعالى ; قل إن ضللت فإنما أضل على نفسي فهذه لغة نجد وهي [ ص; 282 ] الفصيحة . وأهل العالية يقولون ( ضللت ) بالكسر ( أضل ) ، أي إثم ضلالتي على نفسي . وإن اهتديت فبما يوحي إلي ربي من الحكمة والبيان إنه سميع قريب أي سميع ممن دعاه قريب الإجابة . وقيل وجه النظم ; قل إن ربي يقذف بالحق ويبين الحجة ، وضلال من ضل لا يبطل الحجة ، ولو ضللت لأضررت بنفسي ، لا أنه يبطل حجة الله ، وإذا اهتديت فذلك فضل الله إذ ثبتني على الحجة إنه سميع قريب .
القول في تأويل قوله تعالى ; قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ (50)يقول تعالى ذكره; قل يا محمد لقومك; إن ضللت عن الهدى فسلكت غير طريق الحق، إنما ضلالي عن الصواب على نفسي، يقول; فإن ضلالي عن الهدى على نفسي ضره، (وَإِنِ اهْتَدَيْتُ) يقول; وإن استقمت على الحق (فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي) يقول; فبوحي الله الذي يوحِي إلي، وتوفيقه للاستقامة على محجة الحق وطريق الهدى.وقوله (إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ) يقول; إن ربي سميع لما أقول لكم حافظ له، وهو المجازي لي على صدقي في ذلك، وذلك مني غير بعيد، فيتعذر عليه سماع &; 20-421 &; ما أقول لكم، وما تقولون، وما يقوله غيرنا، ولكنه قريب من كل متكلم يسمع كل ما ينطق به، أقرب إليه من حبل الوريد.
ولما تبين الحق بما دعا إليه الرسول, وكان المكذبون له, يرمونه بالضلال, أخبرهم بالحق, ووضحه لهم, وبين لهم عجزهم عن مقاومته, وأخبرهم أن رميهم له بالضلال, ليس بضائر الحق شيئا, ولا دافع ما جاء به.وأنه إن ضل - وحاشاه من ذلك, لكن على سبيل التنزل في المجادلة - فإنما يضل على نفسه, أي: ضلاله قاصر على نفسه, غير متعد إلى غيره.{ وَإِنِ اهْتَدَيْتُ } فليس ذلك من نفسي, وحولي, وقوتي, وإنما هدايتي بما { يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي } فهو مادة هدايتي, كما هو مادة هداية غيري. إن ربي { سَمِيعٌ } للأقوال والأصوات كلها { قَرِيبٌ } ممن دعاه وسأله وعبده.
(ضللت) في محلّ جزم فعل الشرط
(الفاء) رابطة لجواب الشرط
(إنّما) كافّة ومكفوفة
(على نفسي) متعلّق بـ (أضلّ) ،
(اهتديت) مثل ضللت
(الفاء) رابطة لجواب الشرط
(ما) حرف مصدريّ
(إليّ) متعلّق بـ (يوحي) .
والمصدر المؤوّلـ (ما يوحي..) في محلّ جرّ بـ (الباء) متعلّق بمحذوف خبر، والمبتدأ مقدّر تقديره اهتدائي.
جملة: «قل....» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إن ضللت ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «إنّما أضلّ....» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «إن اهتديت ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة ضللت.
وجملة: «يوحي ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(ما) .
وجملة: «
(يوحي) ربّي
(اهتدائي) » في محلّ جزم جواب الشرط الثاني مقترنة بالفاء.
وجملة: «إنّه سميع ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة-
- القرآن الكريم - سبإ٣٤ :٥٠
Saba'34:50