الرسم العثمانيإِنَّآ أَرْسَلْنٰكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا ۚ وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ
الـرسـم الإمـلائـياِنَّاۤ اَرۡسَلۡنٰكَ بِالۡحَـقِّ بَشِيۡرًا وَّنَذِيۡرًاؕ وَاِنۡ مِّنۡ اُمَّةٍ اِلَّا خَلَا فِيۡهَا نَذِيۡرٌ
تفسير ميسر:
وما يستوي الأعمى عن دين الله، والبصير الذي أبصر طريق الحق واتبعه، وما تستوي ظلمات الكفر ونور الإيمان، ولا الظل ولا الريح الحارة، وما يستوي أحياء القلوب بالإيمان، وأموات القلوب بالكفر. إن الله يسمع مَن يشاء سماع فَهْم وقَبول، وما أنت -أيها الرسول- بمسمع مَن في القبور، فكما لا تُسمع الموتى في قبورهم فكذلك لا تُسمع هؤلاء الكفار لموت قلوبهم، إن أنت إلا نذير لهم غضب الله وعقابه. إنا أرسلناك بالحق، وهو الإيمان بالله وشرائع الدين، مبشرًا بالجنة مَن صدَّقك وعمل بهديك، ومحذرًا مَن كذَّبك وعصاك النار. وما من أمة من الأمم إلا جاءها نذير يحذرها عاقبة كفرها وضلالها.
"إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا" أي بشيرا للمؤمنين ونذيرا للكافرين "وإن من أمة إلا خلا فيها نذير" أي وما من أمة خلت من بني آدم إلا وقد بعث الله تعالى إليهم النذر وأزاح عنهم العلل كما قال تعالى; "إنما أنت منذر ولكل قوم هاد" وكما قال تعالى; "ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة" الآية والآيات في هذا كثيرة.
قوله تعالى ; إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا وإن من أمة إلا خلا فيها نذير .قوله تعالى ; إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا أي بشيرا بالجنة أهل طاعته ، ونذيرا بالنار أهل معصيته . وإن من أمة إلا خلا فيها نذير أي سلف فيها نبي . قال ابن ( جريج ) ; إلا العرب .
القول في تأويل قوله تعالى ; إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلا خَلا فِيهَا نَذِيرٌ (24)يقول جل ثناؤه لنبيه محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم; (إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ) يا محمد &; 20-460 &; (بِالْحَقِّ) وهو الإيمان بالله وشرائع الدين التي افترضها على عباده (بَشِيرًا) يقول; مبشرًا بالجنة من صدقك وقبل منك ما جئت به من عند الله من النصيحة (وَنَذِيرًا) تنذر الناس مَن كذبك ورد عليك ما جئت به من عند الله من النصيحة ( وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلا خَلا فِيهَا نَذِيرٌ ) يقول; وما من أمة من الأمم الدائنة بملة إلا خلا فيها من قبلك نذير ينذرهم بأسنا على كفرهم بالله.كما حدثنا بشر، قال; ثنا يزيد، قال; ثنا سعيد، عن قتادة ( وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلا خَلا فِيهَا نَذِيرٌ ) كل أمة كان لها رسول.
{ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ } أي: مجرد إرسالنا إياك بالحق، لأن اللّه تعالى بعثك على حين فترة من الرسل، وطموس من السبل، واندراس من العلم، وضرورة عظيمة إلى بعثك، فبعثك اللّه رحمة للعالمين.وكذلك ما بعثناك به من الدين القويم، والصراط المستقيم، حق لا باطل، وكذلك ما أرسلناك به، من هذا القرآن العظيم، وما اشتمل عليه من الذكر الحكيم، حق وصدق. { بَشِيرًا } لمن أطاعك، بثواب اللّه العاجل والآجل، { وَنَذِيرًا } لمن عصاك، بعقاب اللّه العاجل والآجل، ولست ببدع من الرسل.فما { مِنْ أُمَّةٍ } من الأمم الماضية والقرون الخالية { إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ } يقيم عليهم حجة اللّه { لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ }
(إنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه
(بالحقّ) متعلّق بحال من المفعول أو من الفاعلـ (بشيرا) حال من المفعول منصوبة
(الواو) عاطفة
(إن) حرف نفي(أمّة) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ- معتمد على نفي-
(إلّا) للحصر
(فيها) متعلّق بـ (خلا) .
جملة: «إنّا أرسلناك..» لا محلّ لها استئنافيّة.وجملة: «أرسلناك..» في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «إن من أمّة إلّا خلا..» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «خلا فيها نذير..» في محلّ رفع خبر المبتدأ
(أمّة..) .
(25)
(الواو) عاطفة
(الفاء) رابطة لجواب الشرط
(قد) حرف تحقيق
(من قبلهم) متعلّق بمحذوف صلة الذين
(بالبيّنات) متعلّق بحال من رسلهم
(بالزبر، بالكتاب) متعلّقان بما تعلّق به الجارّ الأول.
وجملة: «يكذّبوك..» لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّا أرسلناك.
وجملة: «قد كذّب الذين..» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «جاءتهم رسلهم..» في محلّ نصب حال من الموصول.
(26)
(الفاء) عاطفة
(كيف) اسم استفهام للتقرير في محلّ نصب خبر كان
(نكير) اسم كان مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم المحذوفة لمناسبة فواصل الآيات.. و (الياء) المحذوفة مضاف إليه.
وجملة: «أخذت..» في محلّ جزم معطوفة على جملة كذّب الذين..
وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) .
وجملة: «كان نكير..» معطوفة على جملة أخذت الذين.. لأن الاستفهام هنا تقريريّ أي: عاقبت الذين كفروا فكان إنكاريّ في محلّه ...
- القرآن الكريم - فاطر٣٥ :٢٤
Fatir35:24