الرسم العثمانيهُوَ الَّذِى جَعَلَكُمْ خَلٰٓئِفَ فِى الْأَرْضِ ۚ فَمَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُۥ ۖ وَلَا يَزِيدُ الْكٰفِرِينَ كُفْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِلَّا مَقْتًا ۖ وَلَا يَزِيدُ الْكٰفِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلَّا خَسَارًا
الـرسـم الإمـلائـيهُوَ الَّذِىۡ جَعَلَـكُمۡ خَلٰٓٮِٕفَ فِى الۡاَرۡضِ ؕ فَمَنۡ كَفَرَ فَعَلَيۡهِ كُفۡرُهٗ ؕ وَلَا يَزِيۡدُ الۡـكٰفِرِيۡنَ كُفۡرُهُمۡ عِنۡدَ رَبِّهِمۡ اِلَّا مَقۡتًا ۚ وَلَا يَزِيۡدُ الۡـكٰفِرِيۡنَ كُفۡرُهُمۡ اِلَّا خَسَارًا
تفسير ميسر:
الله هو الذي جعلكم -أيها الناس- يَخْلُف بعضكم بعضًا في الأرض، فمن جحد وحدانية الله منكم فعلى نفسه ضرره وكفره ولا يزيد الكافرين كفرهم عند ربهم إلا بغضًا وغضبًا، ولا يزيدهم كفرهم بالله إلا ضلالا وهلاكًا.
ثم قال عز وجل "هو الذي جعلكم خلائف في الأرض" أي يخلف قوم لآخرين قبلهم وجيل لجيل قبلهم. كما قال تعالى; "ويجعلكم خلفاء الأرض" "فمن كفر فعليه كفره" أي فإنما يعود وبال ذلك على نفسه دون غيره "ولا يزيد الكافرين كفرهم عند ربهم إلا مقتا" أي كلما استمروا على كفرهم أبغضهم الله تعالى وكلما استمروا فيه خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة بخلاف المؤمنين فإنهم كلما طال عمر أحدهم وحسن عمله ارتفعت درجته ومنزلته في الجنة وزاد أجره وأحبه خالقه وبارئه رب العالمين.
قوله تعالى ; هو الذي جعلكم خلائف في الأرض فمن كفر فعليه كفره ولا يزيد الكافرين كفرهم عند ربهم إلا مقتا ولا يزيد الكافرين كفرهم إلا خسارا .قوله تعالى ; هو الذي جعلكم خلائف في الأرض قال قتادة ; خلفا بعد خلف ، قرنا بعد قرن . والخلف هو التالي للمتقدم ، ولذلك قيل لأبي بكر ; يا خليفة الله ; فقال ; لست بخليفة الله ، ولكني خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنا راض بذلك . فمن كفر فعليه كفره أي جزاء كفره وهو العقاب والعذاب . ولا يزيد الكافرين كفرهم عند ربهم إلا مقتا أي بغضا وغضبا . ولا يزيد الكافرين كفرهم إلا خسارا أي هلاكا وضلالا .
القول في تأويل قوله تعالى ; هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ فِي الأَرْضِ فَمَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَلا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِلا مَقْتًا وَلا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلا خَسَارًا (39)يقول تعالى ذكره; الله الذي جعلكم أيها الناس خلائف في الأرض من بعد عاد وثمود، ومن مضى من قبلكم من الأمم فجعلكم تخلفونهم في ديارهم ومساكنهم.كما حدثنا بشر، قال; ثنا يزيد، قال; ثنا سعيد، عن قتادة قوله ( هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ فِي الأرْضِ ) أمة بعد أمة، وقرنًا بعد قرن.وقوله (فَمَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ) يقول تعالى ذكره; فمن كفر بالله منكم أيها الناس فعلى نفسه ضر كفره، لا يضر بذلك غير نفسه، لأنه المعاقب عليه دون غيره. وقوله ( وَلا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِلا مَقْتًا ) يقول تعالى; ولا يزيد الكافرين كفرهم عند ربهم إلا بعدًا من رحمة الله ( وَلا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلا خَسَارًا ) يقول; ولا يزيد الكافرين كفرهم بالله إلا هلاكا.
يخبر تعالى عن كمال حكمته ورحمته بعباده، أنه قدر بقضائه السابق، أن يجعل بعضهم يخلف بعضا في الأرض، ويرسل لكل أمة من الأمم النذر، فينظر كيف يعملون، فمن كفر باللّه وبما جاءت به رسله، فإن كفره عليه، وعليه إثمه وعقوبته، ولا يحمل عنه أحد، ولا يزداد الكافر بكفره إلا مقت ربه له وبغضه إياه، وأي: عقوبة أعظم من مقت الرب الكريم؟!{ وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلَّا خَسَارًا } أي: يخسرون أنفسهم وأهليهم وأعمالهم ومنازلهم في الجنة، فالكافر لا يزال في زيادة من الشقاء والخسران، والخزي عند اللّه وعند خلقه والحرمان.
(في الأرض) متعلّق بخلائف
(الفاء) استئنافيّة
(من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ، خبره جملة كفر
(الفاء) رابطة لجواب الشرط
(عليه) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ كفره
(الواو) عاطفة
(لا) نافية
(عند) ظرف منصوب متعلّق بـ (يزيد) ،
(إلّا) للحصر
(مقتا) مفعول به ثان منصوبـ (الواو) عاطفة
(لا يزيد ... إلّا خسارا) مثل السابقة..
جملة: «هو الذي..» لا محلّ لها استئنافيّة.وجملة: «جعلكم ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذي) .
وجملة: «من كفر ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كفر ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ
(من) .
وجملة: «عليه كفره» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «لا يزيد ... كفرهم» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «لا يزيد.. كفرهم
(الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
- القرآن الكريم - فاطر٣٥ :٣٩
Fatir35:39