هُمْ وَأَزْوٰجُهُمْ فِى ظِلٰلٍ عَلَى الْأَرَآئِكِ مُتَّكِـُٔونَ
هُمۡ وَاَزۡوَاجُهُمۡ فِىۡ ظِلٰلٍ عَلَى الۡاَرَآٮِٕكِ مُتَّكِـــُٔوۡنَ
تفسير ميسر:
هم وأزواجهم متنعمون بالجلوس على الأسرَّة المزيَّنة، تحت الظلال الوارفة.
وقوله عز وجل "هم وأزواجهم" قال مجاهد وحلائلهم "في ظلال" أي في ظلال الأشجار "على الأرائك متكئون" قال ابن عباس ومجاهد وعكرمة ومحمد بن كعب والحسن وقتادة والسدي وخصيف "الأرائك" هي السرر تحت الحجال "قلت" نظيره في الدنيا هذه التخوت تحت البشاخين والله سبحانه وتعالى أعلم.
هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون مبتدأ وخبره . ويجوز أن يكون " هم " توكيدا " وأزواجهم " عطف على المضمر ، و " متكئون " نعت لقوله فاكهون . وقراءة العامة ; " في ظلال " بكسر الظاء والألف . وقرأ ابن مسعود وعبيد بن عمير والأعمش ويحيى وحمزة والكسائي وخلف ; " في ظلل " بضم الظاء من غير ألف ، فالظلال جمع ظل ، وظلل جمع ظلة . " على الأرائك " يعني السرر في الحجال واحدها أريكة ، مثل سفينة وسفائن ، قال الشاعر ;كأن احمرار الورد فوق غصونه بوقت الضحى في روضة المتضاحك خدود عذارى قد خجلن من الحياتهادين بالريحان فوق الأرائكوفي الخبر عن أبي سعيد الخدري قال النبي - صلى الله عليه وسلم - ; إن أهل الجنة كلما جامعوا نساءهم عدن أبكارا . وقال ابن عباس ; إن الرجل من أهل الجنة ليعانق الحوراء سبعين سنة ، لا يملها ولا تمله ، كلما أتاها وجدها بكرا ، وكلما رجع إليها عادت إليه شهوته ، فيجامعها بقوة سبعين رجلا ، لا يكون بينهما مني ، يأتي من غير مني منه ولا منها .
القول في تأويل قوله تعالى ; هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى الأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ (56)يعني تعالى بقوله ( هُمْ) أصحاب الجنة ( وَأَزْوَاجُهُمْ ) من أهل الجنة في الجنة.كما حدثني الحارث، قال; ثنا الحسن، قال; ثنا ووقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله ( هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلالٍ ) قال; حلائلهم في ظلل .واختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأه بعضهم; (فِي ظُلَلٍ) بمعنى; جمع ظلة، كما تُجمع الْحُلة حُلَلا. وقرأه آخرون ( في ظِلالٍ) ؛ وإذا قرىء ذلك كذلك كان له وجهان; أحدهما أن يكون مُرادًا به جمع الظُّلَل الذي هو بمعنى الكِنّ، فيكون معنى الكلمة حينئذ; هم وأزواجهم في كِنّ لا يضْحَوْن لشمس كما يَضْحَى لها أهلُ الدنيا، لأنه لا شمس فيها. والآخر; أن يكون مرادا به جمع ظلة، فيكون وجه جمعها كذلك نظير جمعهم الخلة في الكثرة; الخلال، والقُلَّة; قِلال.وقوله ( عَلَى الأرَائِكِ مُتَّكِئُونَ ) والأرائك; هي الحِجال فيها السُرر والفُرُش; واحدتها أريكة، وكان بعضهم يزعم أن كل فِراش فأريكة، ويستشهد لقوله ذلك بقول ذي الرمة;.......................كأنَّمـا يُبَاشِـرْنَ بالمَعزاءِ مَسَّ الأرَائِكِ (2)وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;حدثني يعقوب، قال; ثنا هشيم، قال; أخبرنا حُصَيْن، عن مجاهد، عن ابن عباس، في قوله ( عَلَى الأرَائِكِ مُتَّكِئُونَ ) قال; هي السُّرُر في الحِجال .حدثنا هناد، قال; ثنا أبو الأحوص، عن حصين، عن مجاهد، في قول الله ( عَلَى الأرَائِكِ مُتَّكِئُونَ ) قال; الأرائك; السُّرر عليها الحِجال .حدثنا ابن بشار، قال; ثنا مؤمل، قال; ثنا سفيان، قال; ثنا حصين، عن مجاهد، في قوله ( مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأرَائِكِ ) قال; الأرائك; السُّرُر في الحِجال .حدثنا أبو السائب، قال; ثنا ابن إدريس، قال; أخبرنا حُصَيْن، عن مجاهد، في قوله ( عَلَى الأرَائِكِ ) قال; سُرُر عليها الحِجال .حدثنا ابن عبد الأعلى، قال; ثنا المعتمر، عن أبيه، قال; زعم محمد أن عكرمة قال; الأرائك; السُّرُر في الحِجال .حدثني يعقوب، قال; ثنا ابن عُلَية، عن أبي رجاء، قال; سمعت الحسن، وسأله رجل عن الأرائك قال; هي الحجال. أهل اليمن يقولون; أريكة فلان. وسمعت عكرمة وسئل عنها فقال; هي الحجال على السُّرر .حدثنا بشر، قال; ثنا يزيد، قال; ثنا سعيد، عن قتادة ( عَلَى الأرَائِكِ مُتَّكِئُونَ ) قال; هي الحِجال فيها السرر .
ومن ذلك افتضاض العذارى الجميلات، كما قال: { هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ } من الحور العين، اللاتي قد جمعن حسن الوجوه والأبدان وحسن الأخلاق. { فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ } أي: على السرر المزينة باللباس المزخرف الحسن. { مُتَّكِئُونَ } عليها، اتكاء على كمال الراحة والطمأنينة واللذة.
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة