وذللناها لهم أي ; سخرناها لهم حتى يقود الصبي الجمل العظيم ويضربه ويصرفه كيف شاء لا يخرج من طاعته . " فمنها ركوبهم " قراءة العامة بفتح الراء ، أي ; مركوبهم ، كما يقال ; ناقة حلوب أي ; محلوب . وقرأ الأعمش والحسن وابن السميقع ; " فمنها ركوبهم " بضم الراء على المصدر . وروي عن عائشة أنها قرأت ; " فمنها ركوبتهم " وكذا في مصحفها . والركوب والركوبة واحد ، مثل الحلوب والحلوبة ، والحمول والحمولة . وحكى النحويون الكوفيون أن العرب تقول ; امرأة صبور وشكور بغير هاء . ويقولون ; شاة حلوبة وناقة ركوبة ، لأنهم أرادوا أن يفرقوا بين ما كان له الفعل وبين ما كان الفعل واقعا عليه ، فحذفوا الهاء مما كان فاعلا وأثبتوها فيما كان مفعولا ، كما قال ;[ ص; 53 ]فيها اثنتان وأربعون حلوبة سودا كخافية الغراب الأسحمفيجب أن يكون على هذا ركوبتهم . فأما البصريون فيقولون ; حذفت الهاء على النسب . والحجة للقول الأول ما رواه الجرمي عن أبي عبيدة قال ; الركوبة تكون للواحد والجماعة ، والركوب لا يكون إلا للجماعة . فعلى هذا يكون لتذكير الجمع . وزعم أبو حاتم أنه لا يجوز " فمنها ركوبهم " بضم الراء لأنه مصدر ، والركوب ما يركب . وأجاز الفراء " فمنها ركوبهم " بضم الراء ، كما تقول ; فمنها أكلهم ومنها شربهم . ومنها يأكلون من لحمانها