الرسم العثمانيوَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِى الْءَاخِرِينَ
الـرسـم الإمـلائـيوَتَرَكۡنَا عَلَيۡهِ فِى الۡاٰخِرِيۡنَ
تفسير ميسر:
وأبقينا له ذِكْرًا جميلا وثناءً حسنًا فيمن جاء بعده من الناس يذكرونه به.
قال ابن عباس رضي الله عنهما يذكر بخير وقال مجاهد يعني لسان صدق للأنبياء كلهم وقال قتادة والسدي أبقى الله عليه الثناء الحسن في الآخرين. وقال الضحاك السلام والثناء الحسن.
قوله تعالى ; وتركنا عليه في الآخرين أي تركنا عليه ثناء حسنا في كل أمة ، فإنه محبب إلى الجميع ، حتى إن في المجوس من يقول إنه أفريدون . روي معناه عن مجاهد وغيره . وزعم الكسائي أن فيه تقديرين ; أحدهما ; وتركنا عليه في الآخرين يقال ; سلام على نوح أي ; تركنا عليه هذا الثناء الحسن . وهذا مذهب أبي العباس المبرد . أي ; تركنا عليه هذه الكلمة باقية ، يعني يسلمون عليه تسليما ويدعون له ، وهو من الكلام المحكي ، كقوله تعالى ; سورة أنزلناها . والقول الآخر ; أن يكون المعنى وأبقينا عليه ،
القول في تأويل قوله تعالى ; وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِينَ (78)يعني تعالى ذكره بقوله ( وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِينَ ) وأبقينا عليه، يعني على نوح ذكرا جميلا وثناء حسنا في الآخرين، يعني; فيمن تأخَّر بعده من الناس يذكرونه به.وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;حدثني عليّ، قال; ثنا أبو صالح، قال; ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله ( وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِينَ ) يقول; يُذْكَر بخير.حدثني محمد بن عمرو، قال; ثنا أبو عاصم، قال; ثنا عيسى; وحدثني الحارث، قال; ثنا الحسن، قال; ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله ( وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِينَ ) يقول; جعلنا لسان صدق للأنبياء كُلِّهم.حدثنا بشر، قال; ثنا يزيد، قال; ثنا سعيد، عن قتادة ( وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِينَ ) قال; أبقى الله عليه الثناء الحسن في الآخرين.حدثنا محمد بن الحسين، قال; ثنا أسباط، عن السديّ، قوله ( وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِينَ ) قال; الثناء الحسن.
وقال: { رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ } فاستجاب اللّه له، ومدح تعالى نفسه فقال: { فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ } لدعاء الداعين، وسماع تبتلهم وتضرعهم، أجابه إجابة طابق ما سأل، نجاه وأهله من الكرب العظيم، وأغرق جميع الكافرين، وأبقى نسله وذريته متسلسلين، فجميع الناس من ذرية نوح عليه السلام، وجعل له ثناء حسنا مستمرا إلى وقت الآخرين، وذلك لأنه محسن في عبادة الخالق، محسن إلى الخلق، وهذه سنته تعالى في المحسنين، أن ينشر لهم من الثناء على حسب إحسانهم.
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - الصافات٣٧ :٧٨
As-Saffat37:78