الرسم العثمانيوَوَهَبْنَا لِدَاوُۥدَ سُلَيْمٰنَ ۚ نِعْمَ الْعَبْدُ ۖ إِنَّهُۥٓ أَوَّابٌ
الـرسـم الإمـلائـيوَوَهَبۡنَا لِدَاوٗدَ سُلَيۡمٰنَ ؕ نِعۡمَ الۡعَبۡدُ ؕ اِنَّـهٗۤ اَوَّابٌ
تفسير ميسر:
ووهبنا لداود ابنه سليمان، فأنعمنا به عليه، وأقررنا به عينه، نِعْم العبد سليمان، إنه كان كثير الرجوع إلى الله والإنابة إليه.
يقول تعالى مخبرا أنه وهب لداود سليمان أي نبيا كما قال عز وجل "وورت سليمان داود" أي في النبوة وإلا فقد كان له بنون غيره فإنه قد كان عنده مائة امرأة حرائر وقوله تعالى "نعم العبد إنه أواب" ثناء على سليمان بأنه كثير الطاعة والعبادة والإنابة إلى الله عز وجل قال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا عمرو بن خالد حدثنا الوليد بن جابر حدثنا مكحول قال لما وهب الله تعالى لداود سليمان قال له يا بني ما أحسن ؟ قال سكينة الله والإيمان قال فما أقبح ؟ قال كفر بعد إيمان قال فما أحلى قال روح الله بين عباده قال فما أبرد ؟ قال عفو الله عن الناس وعفو الناس بعضهم عن بعض قال داود عليه السلام فأنت نبي.
قوله تعالى ; ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب . لما ذكر داود ذكر سليمان و " أواب " معناه مطيع
القول في تأويل قوله تعالى ; وَوَهَبْنَا لِدَاوُدَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (30)يقول تعالى ذكره ( وَوَهَبْنَا لِدَاوُدَ سُلَيْمَانَ ) ابنه ولدا( نِعْمَ الْعَبْدُ ) يقول; نعم العبد سليمان ( إِنَّهُ أَوَّابٌ ) يقول; إنه رجاع إلى طاعة الله توّاب إليه مما يكرهه منه. وقيل; إنه عُنِي به أنه كثير الذكر لله والطاعة.* ذكر من قال ذلك;حدثني محمد بن سعد, قال; ثني أبي, قال; شي عمي, قال; ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس ( نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ ) قال; الأواب; المسبّح.حدثنا بشر, قال; ثنا يزيد, قال; ثنا سعيد, عن قتادة ( نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ ) قال; كان مطيعًا لله كثير الصلاة.حدثنا محمد, قال; ثنا أحمد, قال; ثنا أسباط, عن السديّ, قوله ( نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ ) قال; المسبِّح.والمسبِّح قد يكون في الصلاة والذكر. وقد بيَّنَّا معنى الأوّاب, وذكرنا اختلاف أهل التأويل فيه فيما مضى بما أغنى عن إعادته هاهنا.
لما أثنى تعالى على داود، وذكر ما جرى له ومنه، أثنى على ابنه سليمان عليهما السلام فقال: { وَوَهَبْنَا لِدَاوُدَ سُلَيْمَانَ } أي: أنعمنا به عليه، وأقررنا به عينه.{ نِعْمَ الْعَبْدُ } سليمان عليه السلام، فإنه اتصف بما يوجب المدح، وهو { إِنَّهُ أَوَّابٌ } أي: رجَّاع إلى اللّه في جميع أحواله، بالتأله والإنابة، والمحبة والذكر والدعاء والتضرع، والاجتهاد في مرضاة اللّه، وتقديمها على كل شيء.
(الواو) استئنافيّة
(لداود) متعلّق بـ (وهبنا) ، والمخصوص بالمدح محذوف تقديره سليمان- أو داود- جملة: «وهبنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «نعم العبد ... » لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: «إنّه أوّاب ... » لا محلّ لها تعليليّة.
(31)
(إذ) اسم ظرفيّ مبنيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر ،
(عليه) متعلّق بـ (عرض) ،
(بالعشيّ) متعلّق بـ (عرض) ،
(الصافنات) نائب الفاعل مرفوع
(الجياد) بدل من الصافنات- أو عطف بيان عليه- مرفوع.
وجملة: «عرض عليه ... الصافنات» في محلّ جر مضاف إليه.(32)
(الفاء) عاطفة
(حبّ) مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه اسم مصدر ،
(عن ذكر) متعلّق بحال من فاعل أحببت أي لاهيا
(حتّى) حرف غاية وجرّ
(بالحجاب) متعلّق بـ (توارت) بتضمينه معنى استترت.
والمصدر المؤوّلـ (أن توارت) في محلّ جرّ بـ (حتّى) متعلّق بـ (أحببت) .
وجملة: «قال ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة عرض ...وجملة: «إنّي أحببت ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «أحببت ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «توارت ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) المضمر.
(33)
(عليّ) متعلّق بـ (ردّوها) ،
(طفق) ، ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره هو يعود على سليمان
(مسحا) مفعول مطلق لفعل محذوف أي يمسحها مسحا
(بالسوق) متعلّق بـ (يمسح) المقدّر .
وجملة: «ردّوها ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول السابق.
وجملة: «طفق مسحا ... » لا محلّ لها معطوفة على مقدّر مستأنف أي فردّوها فطفق مسحا ...وجملة: «
(يمسحها) مسحا» في محل نصب خبر طفق.
(34)
(الواو) عاطفة
(اللام) لام القسم لقسم مقدّر
(قد) حرف تحقيق(على كرسيّه) متعلّق بـ (ألقينا) ،
(جسدا) مفعول به منصوب ، وفاعلـ (أناب) يعود على سليمان.
وجملة: «فتنا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر ... وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها معطوفة على استئناف في بدء القصّة وجملة: «ألقينا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.
وجملة: «أناب ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي:
فخرج سليمان فأنكره قومه.. ثمّ أناب.
- القرآن الكريم - ص٣٨ :٣٠
Sad38:30